في مصر، لا تتوقف المفارقات اليومية عن إدهاشنا، فبين الواقع والخيال تظهر ظاهرة غريبة تتكرر في المناسبات العامة، خاصة الأفراح الشعبية، وهي ظاهرة "الأشباه"… من شبيه إمبابي مرورًا بشبيه عبد الحليم حافظ، وصولًا إلى أحدث الفصول المثيرة للجدل في فرح التيك توكر المعروف بـ«كروان مشاكل»، حيث تحوّل الفرح من مناسبة سعيدة إلى مادة دسمة للسخرية والتعليقات الساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ظاهرة الأشباه.. شهرة بلا أصل
الغريب في قصة الأشباه في مصر أن أغلبهم لا يمتّ بصلة حقيقية للشخصيات التي ينتحلون أسماءها. لا شبيه إمبابي يشبه إمبابي، ولا شبيه عبد الحليم حافظ يحمل ملامح العندليب الأسمر، ومع ذلك يطلقون على أنفسهم هذه الألقاب، ويجدون من يتابعهم ويمنحهم لحظة شهرة مؤقتة، ربما بدافع الفضول أو حب السخرية، وربما لأن المصري بطبعه يعشق الغرابة.
فرح كروان مشاكل.. بداية الحكاية
الفصل الأحدث من هذه الظاهرة جاء من قلب فرح كروان مشاكل في شبرا الخيمة. منذ الإعلان عن الفرح، ردد كروان في أكثر من مناسبة أن الفنان محمد رمضان سيحضر حفل زفافه، وهو ما أثار حماس المتابعين ودفع أعدادًا كبيرة من الأهالي للتجمع في موقع الفرح، انتظارًا للحظة ظهور "نمبر وان".
شبيه جعفر العمدة بدلًا من محمد رمضان
لكن الصدمة كانت في اللحظة المنتظرة؛ فلم يظهر محمد رمضان، بل حضر شخص متقمص شخصية "جعفر العمدة"، أحد أشهر أدوار محمد رمضان الدرامية. المفارقة أن الأمر لم يتوقف عند كونه شبيهًا لمحمد رمضان، بل هو في الحقيقة شبيه لشخصية من شخصياته، لا للفنان نفسه، ومع ذلك التفّ الناس حوله وكأنه محمد رمضان الحقيقي.
زحام وتدافع وشهادة الأهالي
أحد أهالي المنطقة في شبرا الخيمة أكد أن الفرح أحدث ضجة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الزحام كان شديدًا لدرجة حدوث تدافع رهيب بين الحضور، بعدما تجمعت أعداد كبيرة بدافع الفضول ورغبة في رؤية النجم المزعوم.
سرقة النظارة.. قمة العبث
اللقطة الأكثر إثارة جاءت عندما سرق أحد الأشخاص نظارة "شبيه جعفر العمدة" وسط الزحام. الموقف بدا كوميديًا إلى حد العبث، خاصة بعدما حاول البعض معرفة من سرق النظارة دون جدوى، بينما علّق آخرون بسخرية لاذعة على سرعة الطفل وخفة يده، معتبرين ما حدث "مهارة تُحسب له".
تعليقات الجمهور.. سخرية بلا حدود
مواقع التواصل اشتعلت بالتعليقات، فمنهم من قال إن كل من حضر الفرح "اتعمل معاه فوق الغلط"، ومنهم من سخر قائلًا: "مش انت قلت الفرحه مش هتكمل غير بيكوا؟ اشرب بقى"، بينما اعترف آخرون بأنهم أعادوا مشاهدة الفيديو عشرات المرات لمحاولة معرفة من سرق النظارة دون أن ينجحوا.
في الختام، يكشف مشهد فرح كروان مشاكل عن جانب ساخر من الواقع الشعبي المصري، حيث تختلط الشهرة بالوهم، والفرح بالفوضى، وتتحول مناسبة اجتماعية إلى عرض مفتوح للجدل والسخرية. وربما تظل ظاهرة الأشباه دليلًا على شغف المجتمع بالنجومية، حتى وإن كانت نجومية "مستعارة"، لا تشبه الأصل إلا بالاسم.