قصيدة الجدار

قصيدة "الجدار".. من ديوان "أنشودة المجهول"
ذابتْ تحتَ الجدار
في وَضَح النَهار
والأفقُ يبكي ، أين ذهبتْ
هل تلاشَتْ..أمْ تَسَامَتْ.. أم اختنقتْ
تحت وطء الجدار
في وضح النهار
ما عُدتُ أراها تناديني
قدْ بُحَ صوتي..قدْ طال صَمْتي
وجدارُ الظلم يَقهَرُني
يَسْلبُني معنى البقاء
وعُيونُ الأمسِ تَقْبُرُني
تَحْتَ الجدار
في وَضَح النهار
فجْرٌ يَلُوُح
مازال يَنْبِضُ رُغْمَ الجروح
يَتَقلَص..يَتَمَلَص..يَتَخَلَص
وعَويلٌ خَلفَ الأحزان
يَنْفُذُ مِن بَيْن الجدار
في وضح النهار
هَمَسَاتٌ تَصْرُخُ في الفضاء
تتفلَتْ..فيضيعُ النداء
ويصيرُ الغضبُ الرعدُ رجاء
ينساب مُسْتَخْفيا..مُسْتَجْلِيا
مِن فَوْقِ الجدار
في وضح النهار
أَنَاتُ الحقِ المَقْهُورِ تُوَلْوِل
تتعلقُ بالأستار
فَتَعْلُو الترنيماتُ تُجَلْجِل
ودَويُ النَارِ المَكْظُومِ يُهَلِل
فَيَطْفُو لَهيبُ الطُهْرِ المُهْرَاق
مِن ثَنَايا الجدار
في وضح النهار
أَرَانِي أُمْسِكُ تلابيب السَواد
أَكْويهِ..أَتْمَغُهُ بكلاليب الرماد
أَحُولُهُ لا شيئ..لا حياةَ..لا جماد
والنورُ في الكون يُعَرْبِدُ بالإشراق
يَعُمُ أركان الجدار
في وضح النهار
تَتَمَزَقُ كُلُ الحُجُبِ
كُلُ الأستار
وَلْتَسْجُدْ كُلُ الأقدار
ولْيَنْهَارْ الجدار
ولْتَحْيا رُوحُ الأزهار
وَلْيُصْبِحْ كُلُ العمرِ نهار