في اليوم الأول للعصيان مسيرات تدعو للعمل وشركات سياحية تنظم مهرجانا في حب مصر.. والحكومة تتوعد دعاة الفوضى

بدا واضحًا مع غروب شمس اليوم، السبت، الذى يوافق الذكرى الأولى لسقوط النظام السابق، أن دعوة الاضراب والعصيان المدنى التى تبناها عدد من الاحزاب والحركات السياسية والشبابية فى مصر تم تجاهلها شعبيًا الى حد كبير، فلم يلب الدعوة سوى أصحابها وعدد قليل من طلاب الجامعات، على نحو جاء بمثابة استفتاء غير رسمى رفض فيه غالبية المواطنين على اختلاف مشاربهم اللجوء لهذا الاسلوب فى هذا التوقيت وفى هذه الظروف الدقيقة التى تحتاج لتكثيف وتضافر كل الجهود من أجل إعادة عجلة الانتاج للدوران.
ورغم أن اللجوء لأسلوب الاضراب يظل أحد الاساليب السلمية المشروعة فى حد ذاته إلا أن ما شهدته مصر اليوم فى ربوعها المختلفة من انتظام فى الحركة المعتادة جاء كأحدث تجسيد على وعى شعب مصر الذى يختزن بفطرته حكمة الاف السنين والتى تجعله يغلب مصلحة الوطن على كل ما عداها.
وبشكل عام فقد مضى اليوم ربما دون أن يشعر أحد بأن هناك اضرابا بل أن العاملين فى العديد من الوزارات والمؤسسات لم يكتفوا بعدم الاستجابة لدعوة الاضراب ومن ثم العصيان، بل أنهم مكثوا فى محال عملهم ساعات أطول من المقررة عليهم كنوع من التأكيد على رفضهم أن يكونوا جزءا من محاولات البعض تهديد أمن مصر وانهاك اقتصادها المترنح.
ولم يختلف الوضع بالمحافظات عنه بالقاهرة، ففي بني سويف رفض اتحاد طلاب الجامعة المشاركة في أي اعتصامات أو إضرابات داعيا الجميع إلى المشاركة في البناء لمستقبل أفضل للأمة والوطن.
وتبرأ الاتحاد في بيان له من البيانات التي تدعم العصيان واصفا اياها بأنها لا تعبر عن جموع الطلاب وأعضاء الاتحادات.
وفى الوادى الجديد أكد خالد عز الدين مدير العلاقات العامة بمحافظة الوادى الجديد أن المحافظة بطبيعتها ترفض العصيان المدني.
ودلل على ذلك بقوله أن جميع المصالح الحكومية التي تعمل يوم السبت ما زالت مستمرة في عملها.
وفى الغردقة نظمت المنشآت السياحية مسيرة ضخمة للعاملين رافعين لافتات باللغات العربية الفرنسية والانجليزية والروسية، ترفض العصيان المدني وتدعو الى استمرار العمل.
وطافت المسيرة التي ضمت نحو 400 من العاملين والمديرين من مختلف الفنادق شوارع خليج مكادي وسفاجا والغردقة.
وفى شرم الشيخ رفض سكان وعمال المدينة فكرة العصيان المدنى وخرج جميع العاملين بالمرافق الحيويه لمزاولة اعمالهم ولم تتوقف حركة السفر فى الموانئ والمطارات، فضلاً عن انتظام العمل فى جميع الشركات السياحية والفنادق.
كما أعلنت عدة شركات سياحية بشرم الشيخ تنظيم مهرجان بعنوان "فى حب مصر" شارك فيه البنوك العاملة بالمدينة وشركات الاتصالات والعاملون فى الشركات السياحية.
وفى المنوفية أكد عمال غزل شبين رفضهم المشاركة في العصيان المدني مشيرين إلى حرصهم على استمرار العمل وزيادة الإنتاج، خاصة في ظل الظروف الراهنة، وعاهدوا الله وشعب المنوفية باستمرار العمل وإدارة عجلة الإنتاج وأنهم لن يستجيبوا لهذه الدعوات المغرضة التي تدعو لهدم الوطن.
وفي السويس رفض جميع العاملين بشركة موانئ دبى العالمية التى تدير ميناء السخنة دعاوى العصيان المدنى، وانتظموا فى العمل منذ الصباح .
وفي أول تعليق رسمي علي دعوى العصيان المدني أكدت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى أن هذه الدعوات لن تمر دون حساب من يتعمدوا تخريب الوطن وإسقاط مؤسساته، لافتا إلى ان حسابهم سيتم وفقا للقانون.
وأشارت إلى أنه بعد رفض الشعب المصرى لدعاوى العصيان المدنى ورفض التجاوب معها خرجت علينا بعض الدعوات التى تقول إن هناك مفاجأة خلال الأيام القادمة، وهو ما يطرح علامات استفهام حول المستفيد من تهديد استقرار مصر والحرص على استمرار القلق والتوتر.
ورفضت أبو النجا المقارنة بين دعوات العصيان المدنى ودعوات العصيان التى أطلقتها ثورة 1919 فى مصر أو غاندى فى الهند، مؤكدة أن الدعوات الأخرى كانت تهدف لمقاومة الاحتلال لكن من يقاوم أصحاب الدعوات الحالية؟ هل يقاومون حكومة بلدهم والمجلس العسكرى الذى يدير الفترة الانتقالية؟ وهل الاقتصاد المصرى يتحمل ذلك؟
واضافت أن الحكومة تحترم حق التظاهر والاعتصام الذى يكفله الدستور لكن هناك فرقًا بين ذلك وبين العصيان المدنى الذى يهدف لإسقاط الدولة.