محافظ قنا يحذر: القانون سيُطبق على الصغير قبل الكبير .. و"التحكيم" تصدر تقريرها خلال أيام للصلح بين الأشراف والحميدات

تضافرت الجهود من كافة الجهات لاحتواء الأزمة الطاحنة بين قبيلتى الأشراف والحميدات والتى أدت الى أثارة الذعر فى نفوس المواطنين.
حيث اجتمع أمس اللواء أحمد جمال مدير الأمن العام بوزارة الداخلية مع محافظ قنا ومدير الأمن وعدد من القيادات الأمنية بالمحافظة لبحث الحلول العاجلة لأزمة مدينة قنا وإعادة الأمن والهدوء إلى المحافظة بعد الاشتباكات التى شهدتها مدينة قنا بين قبيلتى الاشراف والحميدات.
وأشار اللواء عادل لبيب محافظ قنا إلى أن وزارة الداخلية عززت المحافظة بقوات أمن للسيطرة على الموقف بشكل نهائى ، وتم إمداد مديرية الأمن بـ 50 ضابطا وأكثر من 40 تشكيل أمن مركزى وعدد كبير من المدرعات لضبط الخارجين على القانون وإعادة الهدوء المفقود إلى المدينة.
و أكد أنه سوف يدفع بأفراد أمن من المحافظة مدعمين بكاميرات تصوير إلى الشوارع لمراقبة الوضع فى الشوارع ، للمساهمة فى إعادة الهدوء والأمان إلى مدينة قنا .
وشدد لبيب على أن القانون سوف يطبق على الكبير قبل الصغير، ومن يتم القبض عليه فلن يتم التهاون معه وسوف يتم تقديم المتهمين إلى النيابة فوراً، محذرا أبناء قبيلتى الاشراف والحميدات من حمل السلاح فى الشوارع، مشيراً إلى أن من يتم القبض عليه بسلاح سوف يتم تحويله للنيابة بسلاحه.
جاء ذلك خلال اللقاء ،الذى عقده محافظ قنا بقاعة ديوان المحافظة بمشاركة السيد محمود الشريف نقيب الاشراف واللواء الشافعى محمد مفتش الأمن العام والحاكم العسكرى لقنا وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأطراف من القبيلتين، فيما ينتظر الجميع حالياً قرار لجنة الصلح التى يرأسها الشيخ محمد الطيب والشيخ الادريسى .
ورفض محافظ قنا، وجود لجان شعبية من الطرفين، قائلاً "مفيش حاجة اسمها لجان شعبية"، كما طالب أبناء قنا بعدم إقحام السياسة والانتخابات فى الحياة بقنا بين القبائل، مطالبا القيادات الدينية وأئمة المساجد ببذل دور أكبر مع المواطنين وحثهم على إتباع تعاليم الدين وتحذيرهم من حرمة دم المسلم .
من جانبه أكد السيد محمود الشريف نقيب الاشراف أنه بعد قدومه إلى قنا، وجد أن الصورة مختلفة تماماً عن الصورة التى يبرزها الاعلام تجاه الأحداث، مضيفا أنه يطمئن الجميع بأن أبناء قنا أسرة متحابة وسوف يتعاونون من أجل إنهاء الخلافات واعادة الهدوء للمدينة . كما طالب الجميع بالتكاتف من أجل إعادة الأمن والهدوء إلى المدينة .
ومن جانبها حددت اللجنة المكلفة بالصلح بين قبيلتى الاشراف والحميدات والتى يرأسها الشيخان محمد الطيب ومصطفى الأدريسى عددا من الشروط لإتمام الصلح النهائي بين القبيلتين.
و تضمنت الشروط تفويض لجنة الصلح لاتخاذ كافة القرارات التى يتم من خلالها التوصل إلى الصلح النهائى و مشاركة الشباب فى قرارات كل قبيلة و أن تقدم كل قبيلة شخصا مندوبا عنها لتحمل مسئولية أى ضرر يقع أو اختراق لقرارات اللجنة علاوة على إلغاء اللجان الشعبية وكذلك إلزام كل قبيلة بتقديم الأسماء التى تسببت فى الأزمة، مع تكليف الأمن بضبط الاسلحه غير المرخصة.
وأشار الشيخ الإدريسى إلى أن لجنة الصلح أمينة على كل كلمة يتم تقديمها وسوف تستمع إلى الطرفين لإقرار الصلح فى أقرب وقت.
من جهة أخرى نظم أفراد من قبيلتى الاشراف والحميدات، مسيرة سلمية صامتة، في شوارع قنا لتهدئة الرأى العام وتهيئة أبناء القبيلتين لتقبل الصلح النهائى، عقب الخلاف الذي نشب مؤخرا بين القبيلتين.
و ضمت المسيرة ،محافظ قنا ،ومدير الأمن، ونقيب الأشراف وأعضاء مجلسي الشعب والشورى بقنا وأعضاء لجنة الصلح وأبناء قبيلتى الاشراف والحميدات، وخرجت من أمام ديوان عام المحافظة، ثم اتجهت إلى ميدان الساعة ومنها إلى دواوين عائلات الاشراف بالسهاريج وعزبة حامد ثم إلى دواوين عائلات الحميدات .
استقبل أهالى القبيلتين بعضهما البعض بالأحضان وتصافح الجميع لإنهاء صفحة الخلافات، التى تسببت فى توقف الحياة بمدينة قنا على مدار 6 أيام .
الجدير بالذكر، أن لجنة الصلح المعنية بالتحكيم في الخلاف تقوم حاليا، بجمع المعلومات من كل الجهات وأبناء القبيلتين لإصدار قراراتها النهائية خلال الأيام القادمة لعقد الصلح النهائى بين القبيلتين .