البورصة تخسر 5ر9 مليار جنيه في ثاني أكبر هبوط يومي لمؤشرها منذ عزل مرسي

هوت مؤشرات البورصة المصرية لدى إغلاق تعاملات اليوم متأثرة بعمليات بيع مكثفة من صناديق الاستثمار والمؤسسات المصرية وسط مخاوف من تصاعد الأزمة الأوكرانية، والتي أدت إلى هبوط حاد لغالبية مؤشرات أسواق المال العالمية والعربية، وعزز من الضعوط البيعية مخاوف المستثمرين المصريين من تلاشي مكاسبهم القوية التي حققوها فى الأسابيع الماضية، ما دفعهم للبيع المكثف.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالسوق نحو 9.56 مليار جنيه ليصل إلى 482.09 مليار جنيه، بعد تداولات بلغت مليار جنيه.
وسجل مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30" تراجعا بنسبة 2.7 في المائة وهو ثاني أكبر هبوط يومي له منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ليغلق المؤشر اليوم عند مستوى 7859.29 نقطة وهو أدنى مستوى له في 3 أسابيع.
وهبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" بنسبة 2.79 في المائة إلى 634.04 نقطة، وامتد الهبوط الحاد إلى مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا ليخسر 2.73 في المائة منهيا التعاملات عند مستوى 1087.46 نقطة.
وأوقفت إدارة البورصة المصرية التداول على 28 ورقة مالية لمدة نصف ساعة خلال التعاملات بسبب تجاوزها نسب الهبوط المسموح بها خلال الجلسة الواحدة البالغة 5 في المائة.
وانخفضت أسعار 173 ورقة مالية من بين 190 ورقة مالية جرى التعامل عليها اليوم، فيما اقتصرت الارتفاعات على 11 ورقة فقط واستقرت أسعار 6 أوراق مالية.
وقال وسطاء بالبورصة المصرية اليوم إن هبوط اليوم جاء على خلفية مخاوف المستثمرين من تآكل مكاسبهم التي حققوها فى الأسابيع الماضية بعد الارتفاعات القياسية التي سجلتها الأسهم منذ بداية العام.
وقال الدكتور عمر عبد الفتاح، خبير أسواق المال، إن مؤشر السوق سجل ثاني أكبر هبوط يومي له اليوم منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، مشيرا إلى أن الهبوط الأكبر كان في 18 أغسطس 2013 على خلفية المخاوف من توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وأضاف عبد الفتاح أن تصاعد الأزمة الأوكرانية وتزايد الأزمة بين اكبر قوتين فى العالم، وهما روسيا والولايات المتحدة الأمريكية انعكس سلبا على أداء الأسواق المالية فى العالم كله، حيث هبطت مؤشرات البورصة الروسية بأكثر من 10 في المائة اليوم، فيما هبطت مؤشرات أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية بأكثر من 2 في المائة.
وأشار إلى أن التأثيرات السلبية امتدت إلى مؤشرات الأسواق العربية، ومنها سوق الأسهم المصرية، خاصة أن مصر لا يزال موقفها غير واضح بشأن التحالف مع روسيا أو أمريكا، مشيرا إلى أن المخاوف التي انتابت المستثمرين فى الأسواق العالمية امتدت إلى الأسهم المصرية.
وأوضح أن الارتفاعات القوية التي سجلتها أسعار الغاز والبترول والمعادن، خاصة الذهب، اليوم فى البورصات العالمية، أعطى مؤشرها على احتمالية استمرار الاضطرابات والتذبذبات الحادة بالبورصات، دفع المستثمرين للتخارج من أسواق الأسهم والتحول للنفط والذهب.
من جانبه، قال أحمد عبد الحميد، العضو المنتدب بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على الأسواق جاءت فى الوقت الذي كانت فيه مؤشرات البورصة المصرية مؤهلة للدخول فى موجة تصحيح وجني للأرباح، وهو ما أدى إلى تزايد حدة عمليات البيع من قبل المستثمرين.
واعتبر أن توسع المستثمرين فى الفترة الماضية فى الحصول على ائتمان من الشركات أربك السوق، وهو ما عمق من خسائر السوق اليوم، كما رأى أن عدم اتضاح الرؤية بشأن موقف المشير عبد الفتاح السيسي من الترشح للرئاسة جعل المستثمرين يفضلون البيع خشية أي مفاجآت.
وأوضح أن مؤشر السوق الرئيسي ربما يستهدف حاليا مستوى 7740 نقطة، بعدها 7700 نقطة.
ونوه إلى أن المستثمرين الأجانب والأفراد المصريين والعرب قاموا بعمليات شراء اليوم اقتناصا لفرص هبوط الأسهم.