وفاء نور تكتب: الجاسوسة

سقطة أخرى جعلت قطر فى مأزق وزادت من عزلتها ومقاطعة الدول العربية لها وهى اتهامها بالتجسس فى مصر بمساعدة من كانوا يتولون حكم البلاد من جماعة الإخوان المسلمين وقد اتهمت قطر مرات عدة قبل ذلك بالتجسس على العديد من لدول العربية.
فمنذ أيام قليلة أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تفاصيل جديدة لأهم وأخطر القضايا "التخابر "المتهم فيها الرئيس المعزول وعناصر إخوانية أخري, حيث توصلت تحريات الأمن الوطني إلى أن المتهمين اتفقوا علي الاستيلاء على العديد من الوثاق والمستندات التي لها صلة بتقارير من أجهزة مخابراتية وأمنية تمس الأمن القومي المصري.ثم تقوم بتهريب الوثائق من داخل قصور الرئاسة إلي أحد أجهزة المخابرات التابعة لإحدى الدول العربية التي تدعم مخططات التنظيم الدولي للإخوان وإفشاء أسرار البلاد العسكرية وإسقاط الدولة المصرية.ورغم أن وزارة الداخلية لم تذكر اسم تلك الدولة إلا أن المتابع للشأن المصرى والعربى يتأكد أن الدولة المعنية هى قطر .
فليست تلك هى المرة الأولى التى تتهم فيها قطر بالجاسوسية فقد اتهمتها دول عربية أخرى
حيث كشفت وثقية سرية مسربة من السفارة القطرية في لندن عن قيام السفارة بتجنيد معارض سعودي وآخر كويتي بهدف زعزة الوضع الاجتماعي والسياسي في دول مجلس التعاون الخليجي .
فيما ضبطت سلطات المطار الجزائرى قبل عام أزيد من 600 وحدة وأجهزة إلكترونية دقيقة ومتطورة تستعمل في عمليات التجسس، وهي عبارة عن حاملات المفاتيح وساعات اليد مزودة بكاميرات رقمية لا يزيد حجمها عن 2 سنتيمتر، تم تهريبها إلى الجزائر عبر مطار الدوحة ، دون أن يحوز صاحبها على ترخيص من وزارة الدفاع كما أنه خرج من مطار الدوحة بكل سهولة .
وقد كشف د. تيودور كاراسيك مدير البحوث والاستشارات في معهد الشرق الأدنى للتحليل العسكري، عن سبب خطير فى قيام الدول العربية (السعودية والإمارات والبحربن)، بسحب سفرائهم من قطر، حيث قال إن هناك مسئولين عرباً أكدوا أن قطر وتركيا قاما بإنشاء شبكات تجسس في دول مجلس التعاون الخليجي مهمتها أن تقدم تقارير عن أي خطط لدي تلك الدول للتحرك ضد جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح كاراسيك أن هذا يعد عنصرا أساسيا من عناصر غضب السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، مضيفا أن حالة التوتر بين تلك الدول بدأت في الخروج إلي العلن عندما استدعت الإمارات السفير القطري لاستيضاح ما أذاعته قناة الجزيرة التي اتهمت دولة الإمارات بأنها ضد الحكم الإسلامي. ثم وصلت درجة الغليان عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة وهددت السعودية بغلق الحدود البرية والبحرية والجوية أيضا.
وتقول الكاتبة الصحفية إليزابيث ديكنسون، إن هناك زلزالاً سياسياً ضرب قطر، فقد فشلت قطر في الارتقاء إلي مستوي تعهداتها الواردة في اجتماع نوفمبر في الرياض والذي نص علي عدم التدخل في شئون دول الخليج الأخري، وعدم دعم الجماعات الإرهابية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وكذلك عدم استضافة "وسائل الإعلام المعادية" وهي شبكة الجزيرة التي تملكها قطر, حيث دافعت الدوحة بشدة عن صعود الإخوان إلي السلطة في مصر، وقامت بدعم نفوذها داخل المعارضة السورية، وقدمت مئات الملايين من الدولارات لحماس.