المعارك الوهمية فى الانتخابات الرئاسية

دخلت معركة الانتخابات الرئاسية فى الجد، وبدأت الأسماء المرشحة أو التى تنوى الترشح تتوالى على الساحة، وأصبح من الملاحظ أن أنصار المرشح المحتمل حمدين صباحي تفرغوا لإطلاق الشائعات وإلقاء الاتهامات جزافاً على أنصار المشير عبدالفتاح السيسى، وإذا كانت هناك بعض التجاوزات من هذا الطرف أو ذاك، فإنه ينبغى ألا نتوقف عندها طويلاً وأن يتفرغ كل من أنصار المرشحين للعمل والجهد وتحقيق الانتشار والدعاية المطلوبة والتى تجتذب مزيداً من الأصوات الانتخابية بدلاً من حالة الغضب التى أصابت قطاعًا كبيرًا من الناخبين نتيجة سوء استخدام الدعاية الانتخابية والاتهامات والشائعات التى يطلقها هذا أو ذاك.
نريد انتخابات نزيهة ومحترمة خالية مما يعكر صفوها ويشكك في نزاهتها وحيادية أجهزة الدولة فيها، وحتى الآن فإن مظاهر الحياد تبدو واضحة تمامًا من جانب الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية حيث تنشر لكلا المرشحين السيسي وصباحي بنفس الدرجة والأهمية والمساحة، مما يجعل إلقاء التهم بدون دليل تصرفا أعوج يسىء للمرشح وأنصاره الذين يروجون لتلك الاتهامات الباطلة.
ما يهمنا من المرشحين هو برامجهم التى ينوون تنفيذها على أرض الواقع وهل لديهم القدرة بالفعل على التنفيذ، أم إنها ستظل مجرد أحلام على الورق تداعب خيال المواطنين مع كل رئيس جديد يتولى الرئاسة فى مصر؟.
مشاكل مصر والمصريين كثيرة ومتعددة وقد تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة وأصبحت تطغى على مظاهر الحياة فى مصر وعلى حياة المواطن العادى كم هائل من الملفات الساخنة في الداخل والخارج، يحتاج أن يفتح ويتم اقتحامه والتعامل معه بشكل قوى وبفكر جديد ومبتكر وقادر على اجتياز صعوبات المرحلة التي نعيشها.
ويجب أن يعى من يتقدم للمنصب الرفيع أن كرسى الرئاسة لم يعد وجاهة وأبهة واستمتاعا بل أصبح محفوفا بالمخاطر والمشاكل الكبيرة ومتابعة يومية من العيون التى تنتظر وتترقب، لذا يجب أن يقترب المرشح من الشعب ليتعرف على همومه على أرض الواقع ويستمد من الشعب قوته وسياساته، وعنها سيقف الشعب خلفه صفا واحدا من أجل مصر.