"الإيكونوميست" ترثي سقوط "حمص" مهد الثورة السورية وعاصمتها
رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية انسحاب فلول مقاتلي المعارضة السورية من "حمص" تاركين المدينة القديمة في قبضة نظام بشار الأسد بعد عامين من محاصرته لها.
وأشارت - في تقرير على موقعها الإلكتروني - إلى أن هذا الانسحاب تم بموجب اتفاق أبرم قبل ستة أيام بوساطة إيرانية، وينص على تأمين خروج مقاتلي المعارضة مقابل إفراج هؤلاء عن بعض الرهائن التي تقول تقارير إن بينهم إيرانيين.
ونقلت المجلة عن المعارضة القول إن انسحابها من حمص إنما جاء بوازع من الإنسانية، معلنة رفضها التسبب في المزيد من معاناة سكان المدينة، وقد فرض النظام على مدار العامين حصارا على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وقصفها وقطع إمدادات الغذاء عنها وحال دون الدخول إليها أو الخروج منها، في محاولة لكسر إرادة السكان المحليين وإجبارهم على الخضوع.
وقالت "الإيكونوميست" إن كثيرا من السوريين يحزنون على سقوط المدينة القديمة.. ويعتبرون هذا الاتفاق بمثابة لطمة في الصراع ضد الأسد، الذي بدأ عام 2011 في صورة احتجاجات سلمية.
ورأت أن لمدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، رمزية خاصة؛ فهي مهد الثورة وعاصمتها بعد احتضان أبنائها للتظاهرات وتصدرهم لصفوفها وشجاعتهم وصمودهم حتى اليوم رغم معاناة الجوع والقصف، وبالنسبة للنظام، فإن سقوط حمص يساعد على تأمين الطريق بين الشمال والجنوب الممتد من العاصمة دمشق وحتى الساحل.
ورصدت المجلة البريطانية تخوف أبناء حمص من أن ينفذ النظام رغبته القديمة بتحويل المدينة إلى عاصمة لأبناء طائفة العلويين التي ينتمي إليها بشار، ولحمص تاريخ من المشاحنات والتوتر الطائفي بين أغلبيتها السنية، التي تنحدر منها المعارضة، والأقلية العلوية.
وقالت "الإيكونوميست" إن كثيرين في سوريا فقدوا الأمل، ونقلت عن دمشقي القول "ثمة دولتان في الوقت الراهن- دولة للعلويين عاصمتها حمص، وأخرى في الشمال يسيطر عليها المتطرفون".
ورصدت تخوف السوريين من أن يأتي يوم تناجي فيه "حمص" تاريخها على غرار "حماة"، تلك المدينة التي دمرها حافظ الأسد في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.. ونقلت المجلة عن فنانة حمصية القول "طالما كان أبي يتفادى زيارة "حماة"- المدينة التي شهدت عهده الأول وكنا إذا نزلنا بها يشير إلى أماكن قائلا "ههنا كان حانوت جدك، وهنالك مكتبة عمك"، ربما يأتي يوم يسرد فيه أطفال اليوم في حمص قصصا مشابهة لأبنائهم عن أحياء كانت وشهدت طفولتهم.