تركيا تغرق وأردوغان يعزز حكمه .. خطف قاصرات ورجال أعمال وحبس صحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وتهديد لرؤساء البلديات

رئيس بلدية أنقرة يستقيل في حملة أردوغان لتغيير المسؤولين المحليين
حالات اختفاء قسري في قرى تركية لفتيات قاصرات
استقالات من رؤساء البلديات بعد ضغط من أردوغان بسبب الأغلبية البسيطة في استفتاء التعديلات الدستورية
السلطات التركية تحقق مع رئيس بلدية عقب وصفه أردوغان بـ"الفاشي"
حكم قضائي بحبس صحفية تركية بتهمة إهانة أردوغان
حزب " أردوغان" فى مأزق بعد سلسلة من الاستقالات
صحيفة تركية: طوارئ في حزب أردوغان.. والإطاحة بعدد من الوزراء
بلومبيرج: أردوغان مكروه في المناطق الحضريةتعاني تركيا من الاختفاء القسري الممنهج، والذى طال رجل أعمال مصري، وفتيات قاصرات، وصحفيين، في الوقت الذي يحاول فيه أردوغان تعزيز سلطته بتصفية شخصيات بارزة في المحليات والحكومة.

اختفاءات
اختفى في منتصف شهر أكتوبر الحالي رجل أعمال مصري محمد عبد القوي، بحسب حساب ابنته منة على "فيس بوك"، وهو داخل أحد الفنادق في اسطنبول عاصمة تركيا.

وكتبت منة : "انا بس مش مستوعبة اني بعمل شير للكلام ده، واني بشير بوست فيه صور أبويا وأنه مختفي واعمل هاشتاج عشان الناس تدور عليه"، وحثت منة السلطات التركية البحث عن والدها.

ولا يعتبر اختفاء عبدالقوي حالة فردية، فقد انتشرت ظاهرة اختطاف الفتيات الصغيرات في قرى تركية، فبحسب الخبر المنشور في جريدة “حيرت” التركية، فإن قريتي سريم وأولجونلار التابعتين إلى مدينة أزمير، تشهدان معدلات مرتفعة من اختطاف الفتيات الصغيرات بنحو 20 فتاة سنويًا، من المرحلة العمرية بين 12-21 سنة.

وأوضحت الصحيفة أن أهالي الفتيات يحصلون على أموال مقابل صمتهم عن الواقعة وعدم إبلاغ الشرطة، مشيرة إلى أن الوضع بات مألوفا حتى أصبح هناك تعريفة محددة للفتيات تبدأ من 40 ألف ليرة تركية للفتيات من عمر 12 سنة، و25 ألف ليرة تركية للفتيات من عمر 13 عامًا، و20 ألف ليرة تركية للفتيات من عمر 15 عامًا.

استقالات
استقال عدد من رؤساء البلديات، المنتمون للحزب الحاكم، خلال الأسابيع الماضية ومنهم رئيس بلدية اسطنبول قدير طوب باش بعدما طلب إردوغان استقالتهم، وقد صرح إردوغان بأنه يسعى لتجديد دماء حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقال مليح جوجشيك رئيس بلدية أنقرة يوم الاثنين الماضي أنه سيستقيل مطلع الأسبوع المقبل ليصبح خامس رئيس بلدية من الحزب الحاكم في الأسابيع الأخيرة في وجه مطالبات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإجراء تغييرات في جهاز الإدارة المحلية.

وقال جوجشيك، وهو واحد من أقوى الموالين لأردوغان والذي يتولى رئاسة بلدية أنقرة منذ 23 عاما وفاز بالانتخابات خمس مرات متتالية، على حسابه في تويتر اليوم "الاثنين" إنه سيستقيل يوم السبت بعد لقائه مع أردوغان في القصر الرئاسي.

وكان أربعة من رؤساء البلديات، ينتمون للحزب الحاكم، استقالوا خلال الأسابيع الماضية ومنهم رئيس بلدية اسطنبول قدير طوب باش بعدما طلب إردوغان استقالتهم.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة الأسبوع الماضي "ثلاثة رؤساء بلديات من حزبنا قدموا استقالاتهم حتى الآن وهناك ثلاثة آخرون سيستقيلون، وأعتقد أنهم سيقدمون استقالاتهم في أقرب وقت ممكن".

وجاء قرار أردوغان باستهداف رؤساء البلديات بعد فوزه بغالبية بسيطة في استفتاء يمنحه سلطات واسعة العام الماضي حظي بشعبية بين الناخبين في الريف أكثر من نظرائهم في المدن، وصوت الناخبون برفض التعديلات في هذا الاستفتاء في 17 مدينة من بين أكبر 30 مدينة في البلاد.

ومنذ ذلك الحين تحدث أردوغان عن ضرورة تجديد أجهزة الحكم المحلي وحزب العدالة والتنمية الحاكم متعللا بظهور علامات على الوهن داخل أجهزة الإدارة.

وذكرت وسائل الإعلام التركية، أن حملة الإطاحة بعدد من رؤساء البلديات التابعين لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يتزعمه رجب طيب أردوغان قد تمتد إلى حملة تغيير فى مجلس الوزراء والإطاحة بعدد من الوزراء.

وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي التي أجراها حزب العدالة والتنمية، تشير إلى أن أصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم بعد من الانتخابات تقترب نسبة المؤيدين للحزب فيها إلى 50 %، مما دفع إدارة الحزب إلى التحرك لإبعاد المقصرين وغير الملتزمين بتعليمات أردوغان.

ووفق صحيفة "زمان" التركية فقد بدأ الحديث في كواليس الحزب عن احتمالية عقد انتخابات برلمانية ورئاسية في نهاية يوليو عام 2018 قبيل عقد الانتخابات المحلية في مارس عام 2019.

وأوضحت أن مجلس الوزراء قد يشهد حملة تغيير بالاضافة إلى الإطاحة بعدد من الوزراء الذين دخلت أسمائهم ضمن القائمة السوداء للشخصيات التى لا تريدها الحكومة.

أكدت وسائل الاعلام التركية - المعارضة - ان الحرب داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تتواصل ؛ خاصة مع بداية الازمة التي بدات مع استقالة رئيس بلدية إسطنبول قدير توبباش في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضى.

وتابعت ان نحو 25 رئيس بلدية ومقاطعة تابعين للحزب تم دعوتهم إلى اجتماع طارئ في إسطنبول بعدما تسبب عصيان رؤساء البلديات الذين طالبهم الرئيس التركي ورئيس الحزب رجب طيب أردوغان بتقديم استقالاتهم في حالة من الفوضى داخل الحزب ؛ مشيرة الى ان الاجتماع سيعقد بمشاركة نائب الرئيس المسؤول عن الإدارات المحلية أرول كايا ونائب الرئيس المسؤول عن أجهزة الحزب مصطفى أتاتش بجانب رئيس شعبة الحزب في إسطنبول سليم تامورجي.

على جانب آخر، زعم عضو مجلس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض "حسين ساغ" أنه سيتم مطالبة 6 أو 7 رؤساء مقاطعات بالاستقالة وفي مقدمتهم رئيس مقاطعة أيوب رمزي أيضن ورئيس مقاطعة بيكوز يوجال شاليك بيلاك الذان صوتا بالرفض خلال الاستفتاء الدستوري الذي شهدت تركيا في أبريل الماضي مشيرا إلى أن مقاطعات أيوب وأسنيورت وكوتشوك شكمجة وأسكدار صوتت بالرفض خلال الاستفتاء الدستوري، ومن المنتظر مطالبة رؤساء هذه المقاطعات بتقديم استقالاتهم.

وأضاف "ساغ" أن المعيار الوحيد الذي تستند عليه طلبات الاستقالة ليست نتائج الاستفتاء الدستوري فقط بل أيضا أداء بعض رؤساء المقاطعات الذي أثار انتقادات أعضاء الحزب والناخبين

يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يتولى إدارة 39 مقاطعة في مدينة إسطنبول ؛ ويتولى حزب الشعب الجمهوري المعارض إدارة 25 مقاطعة بالمدينة.

بلومبيرج
ذكر تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الإخبارية أن رجب طيب أردوغان رئيس تركيا مكروه في جميع مناطق الحضر التركي، ويحاول كسب شعبية هناك، ويضغط على رؤساء بلديات تلك المناطق للاستقالة مهددا إياهم بشكل غامض، وأبرز هؤلاء رئيس بلدية اسطنبول.

وانتخب ميليه غوكسيك عمدة أنقلة في المنصب خمس مرات متتالية منذ 1994، ويقع تحت ضغوط تدفعه للتنحي، وتكهنت وسائل الإعلام التركية بأنه سيترك منصبه، خاصة بعدما التقى مع أردوغان في قصر الرئاسة يوم 5 أكتوبر، ولكنه ظهر بعد الاجتماع متمسكا بمنصبه.

ويتعرض غوكسيك لمحاولات من أردوغان تطالبه بالاستقالة، وتمسكه بالمنصب جعله في مخاطرة، خاصة أن وسائل إعلام تركية تحولت ضده، ونشرت تقارير تلمح لفساد واتصالات بجماعات متهمة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال ميرت يلدز، وهو خبير اقتصادي سابق في روبيني للاقتصادات العالمية وعمل مستشارا مستقلا للبلديات إن أردوغان قد يرى أن بعض رؤساء البلديات يخسرون شعبيتهم، لذا يفكر في المستقبل، فهو بحاجة ألا يخسر هذه المدن وهذا يجعله يرغب في التخلص من هؤلاء.

ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان يفتقر إلى دعم جميع المناطق الحضرية الكبرى، بما فيها أسطنبول وأنقرة، حيث صوتوا جميعا ضد التعديلات الدستورية.

إهانة أردوغان
ولا يزال مسلسل القبض على الصحفيين مستمر لمعارضتهم أردوغان، فقد قضت محكمة تركية بحبس مديرة تحرير صحيفة "أفرنسال" التركية “شاغري ساري” لمدة 11 شهرًا و20 يومًا بتهمة إهانة أردوغان، لكن مع إيقاف التنفيذ.

وأشارت صحيفة "زمان" التركية إلى أن المحكمة استندت في قرارها على مقال نشرته الصحيفة في الثلاثين من يناير قبيل الاستفتاء الدستوري بعنوان "لنقل لا في الاستفتاء من أجل العيش في أخوة وسلام وحرية".

وعقب نشر المقال رفعت الدائرة الثانية لمحكمة إسطنبول الابتدائية دعوى قضائية ضد شاري بتهمة إهانة أردوغان.

وقال المقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحمل المصحف الشريف ويتجول به في ميادين الانتخابات ولم يخجل من استغلال أسرته من أجل الانتخابات، مشيرة إلى فقدان 97 ألف شخص عملهم بسبب “انقلاب أردوغان ورؤوس الأموال” في الخامس عشر من يوليو.

وقامت المحكمة بتحويل العقوبة المؤجلة إلى إخلاء سبيل مع رقابة قضائية لمدة عام نظرا لعدم تورط ساري في أي جرم سابقا.

ولا يتوقف الأمر على الصحفيين فمنذ يومين تقريبا قضت محكمة تركية، بـ"إبقاء رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا تانر كيليش، موقوفًا بتهمة الإنتماء إلى حركة الداعية ​فتح الله جولن​ الّذي تتّهمه أنقرة بمحاوله الإنقلاب الفاشل العام الماضي".

وأشارت منظمة العفو في تركيا، إلى أنّ "كيليش مثل أمام محكمة أزمير، غداة محاكمة أولى في اسطنبول في إطار اتهامه مع عشرة ناشطين حقوقيين آخرين بممارسة أنشطه إرهابية".التحقيق مع رئيس بلدية
وفي سياق آخر، أعلنت السلطات التركية التحقيق مع رئيس بلدية سليمان باشا بمدينة تكرداج أكرم أشكينات التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك عقب إدلاء أشكينات بتصريحات معادية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته في مجلس شعبة الحزب بمدينة تكرداج خلال الشهر الجاري.

ووصف أشكينات خلال كلمته أمام أنصار الحزب أردوغان بالـ "فاشي وديكتاتور" مطالبًا الشعب التركي بالثورة على هذا النظام.

وأوضحت النيابة العامة في المدينة خلال بيانها أنها بدأت التحقيق مع أشكينات بتهمة إهانة الرئيس علانية وإحداث الوقيعة بين مؤسسات الدولة والشعب.