إسرائيل تشيع الشبان الثلاثة وتضرب مواقع لحماس في غزة

تجمع آلاف المشيعين يوم الثلاثاء وسط تدفق لمشاعر الحزن العام لتشييع ثلاثة شبان تلقي إسرائيل بمسئولية خطفهم وقتلهم على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي توعدت بمعاقبتها.
وقصفت اسرائيل يوم الثلاثاء عشرات المواقع في قطاع غزة وأصابت فلسطينيين مستهدفة حماس بعد يوم من العثور على جثث طلاب المعهد الديني اليهودي الثلاثة في الضفة الغربية المحتلة على مسافة غير بعيدة من المكان الذي اختفوا فيه في 12 يونيو.
لكن مسئولين قالوا إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشئون الأمن الذي عقد جلسة طارئة يوم الاثنين ومن المقرر ان يجتمع مجددا يوم الثلاثاء منقسم حول المدى الذي سيذهب اليه أي تحرك آخر في القطاع الساحلي والضفة الغربية. وحثت الولايات المتحدة ومصر وهي وسيط إقليمي إسرائيل على ضبط النفس.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع حماس الثمن وقال وزير الدفاع موشي يعلون الذي كان يتحدث في جنازة أحد الشبان الثلاثة "على زعماء وأعضاء حماس أن يعرفوا أن دماء من تجرأوا على مهاجمة مواطني إسرائيل مهدرة. ليعلموا أننا سنلاحقهم أينما كانوا وسنضربهم بقوة."
وقال الجيش الاسرائيلي إن طائراته قصفت 34 موقعا في غزة غالبيتها تابعة لحماس. ولم يربط في بيانه بين الغارات وخطف الاسرائيليين الثلاثة. وأضاف الجيش أن 18 صاروخا أطلقت من غزة في اليومين الماضيين.
وقال مسعفون في غزة ان شخصين اصيبا اصابات خفيفة.
ولم تؤكد حماس أو تنفي ضلوعها في اختفاء الشبان الثلاثة ولا في وابل الصواريخ العابر للحدود.
وأقيمت مراسم عزاء أمام منزلي جلعاد شاعر ونفتالي فرينكل الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية (كلاهما 16 عاما) وايال يفراح (19 عاما) قبل تشييعهم في جنازة مشتركة في مدينة موديعين.
وقال أفراهام فرينكل والد نفتالي أثناء الجنازة أمام جثمان ولده الملفوف بعلم إسرائيل "لم تشهد إسرائيل مثل هذا الاستعراض للوحدة منذ أعوام."
وقطع التلفزيون والإذاعة الإسرائيليين برامجهما العادية لإذاعة مراسم الجنازة.
وقال مسؤولون إنه خلال اجتماع مجلس الوزراء المصغر اقترح الجيش "تحركات محسوبة ومعتدلة" ضد نشطين في الضفة الغربية ردا على مقتل الشبان. ومن شأن أي حملة مستدامة في الضفة الغربية ان تضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤولون أن الحكومة لم تتفق على أي تحرك في تلك الجلسة.
وفي غزة حذر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري اسرائيل من الذهاب بردها الى مدى بعيد.
وقال "ردود المقاومة كانت محدودة وعلى نتنياهو ألا يختبر صبر حماس." وفي ترسانة حماس صواريخ قادرة على الوصول إلى تل أبيب.
وانتهز نتنياهو الفرصة وطالب عباس يوم الثلاثاء بالعدول عن اتفاق المصالحة الذي أبرمه مع حماس في ابريل نيسان وقاد الى تشكيل حكومة توافق فلسطينية في الثاني من يونيو حزيران.
وقال دبلوماسي عربي مطلع على جهود الوساطة المصرية بين اسرائيل والفلسطينيين إن القاهرة مثلها مثل واشنطن تنتظر من حكومة نتنياهو ان تتوخى الحذر.
وقال لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته "لا أعتقد ان اسرائيل مستعدة الان لتغيير الوضع القائم. يمكنها ان تعاقب من ارتكب الجريمة لكن يجب ألا يخرج هذا عن نطاق السيطرة مع مدنيين لا ذنب لهم في الجريمة."
وفي الضفة الغربية المحتلة قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن القوات الاسرائيلية فتحت النار على شاب قال المسؤولون الفلسطينيون إن اسمه يوسف ابراهيم ابو زاغة (19 عاما) القى مواد ناسفة على جنود كانوا يحاولون اعتقال نشط في مخيم جنين للاجئين.
والرجال الذين تتهمهم اسرائيل بالخطف مازالوا طلقاء وقالت وسائل اعلام اسرائيلية إنه أمكن التوصل الى معلومات في القضية بعد استجواب أقاربهم.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجنود فجروا يوم الاثنين مواد ناسفة في منزلين للمشتبه بهم وانها نسفت بوابة احد المنزلين بينما اندلعت النيران في الاخر بعد الانفجار. وقالت أم شريف والدة أحد المشتبه بهم عما لحق بمنزلها من ضرر ان ما قامت به اسرائيل "إثم سواء كنت مسلما أم يهوديا. لقد أفزعوا الصغار بشكل مروع." واهتزت حماس بعد اعتقال عشرات من نشطائها في حملة عسكرية اسرائيلية في الضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في حملة للبحث عن الشبان قالت اسرائيل إنها تهدف ايضا الى إضعاف الحركة.
وقال سكان إن ما يصل الى ستة فلسطينيين قتلوا نتيجة العملية الإسرائيلية.
وندد عباس بالخطف وتعهد بأن تتعاون قوات الأمن التابعة له في البحث عن المخطوفين مما أثار انتقادات من حركة حماس وقلص شعبيته بين فلسطينيين أغضبهم ما يعتقدون أنه تواطوء مع إسرائيل.
وتتولى حماس الأمن في قطاع غزة منذ اتفاق المصالحة مع حماس لكنها تلقى مقاطعة من الغرب لرفضها نبذ العنف.