بُرهامي "زعلان" على "داعش".. ربنا يوفقه!

مرة أخرى عاد إلينا الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، لفتاواه المُثيرة للجدل عبرموقع "أنا السلفى"، مُتحدثاً هذه المرة عن حُكم الشرع فى "الفرح بضرب أمريكا لـ"داعش" فى العراق وقتل أفرادها وأتباعها".
بُرهامى قال: "لا يجوز أن يتمنى مسلم تسلط كافر على مسلم وسفك دمه أو يفرح بذلك"، ولكنه فى الوقت نفسه "يرجو أن يكف المبتدع عن بدعته، وأن يمتنع عِن تكفيره للمسلمين وسفكه دماءهم، وأن أهل البدع لن يكونوا هم الطائفة المنصورة؛ لأنهم ليسوا على الحق - حتى لو غلبوا غيرهم - لأن الانتصار المادى ليس دليلاً على أن صاحبه على الحق".
وتابع: "لا يجوز للمسلم أن يتعاطف مع مَن يسفك الدماء، ويغتصب الأموال، وينتهك الحرمات بغير حق، لكنه لا يفرح أيضاً بتسلط الكفار عليهم"!.
هذه فتوى برهامى، والتى يرى فيها أن داعش "مُسلمين" لايجوز لنا أن نفرح فى سفك دمائهم، عبر تسلط كافر – مثل الأمريكان - عليهم، وهو يعتبر رجال "داعش" من أهل البدع وأنهم "يادوب" ليسوا على الحق، حتى لو غلبوا غيرهم، وأننا يجب ألا نفرح بتسلط كُفار عليهم، رغم عدم تعاطفه مع مَن يسفك الدماء، ويغتصب الأموال، وينتهك الحرمات!.
أما نحن فما هو المطلوب منا عندما يعتبر الشيخ بُرهامى "داعش مُسلمة"، غير أن نقول له: ما كل هذا الإرهاب الذى يملأ قلبك، ويسيطر على عقلك يا رجل؟!.
كيف ترى من يقتلون المسلمين، ويستبيحون دماء الناس، ويقطعون رقابهم ويعلقونها فى الشوارع، ويرجمون النساء، ويروعون الناس فى الشوارع ويقتلون المُسلم وغير المُسلم، هُم ممن يحملون ديننا الحنيف؟!.
هل تتصور أيها الشيخ "بُرهامى" أننا سنقنع بأنك تُدافع عن دم المسلم؟!.
إن كُنت تتخيل هذا، فذلك هو "الوهم" بعينه؛ لأنك برؤيتك وفتواك، تُدافع عن دم داعش، بل وتريد حمايتها، من غير المُسلمين أما باقى المسلمين، الذين تُعذبهم، وتقتلهم وترمى بهم من فوق الجبال، وتعلق بعد ذلك رءوسهم، فإن هذا يُمثل عندك شيئاً آخر، يمكن أن نحله بيننا وبين داعش المسلمة، باعتبار أننا مسلمون "زى بعض"!.
هل نسيت ياشيخ بُرهامى أنك كنت تعتبر داعش فى بداية هجمتها بالعراق "شيعة" هدفها تلويث سمعة السُنة؟!.
ولماذا تتغافل أن الإمام "على" قد قاتل الخوارج وأهل البدع - الذى تتحدث عنهم مع إنهم مسلمون، بل ووعدهم بالنار!.
ولماذ تتغافل ياشيخ بُرهامى - إن كنت لا تعلم – كل الفتاوى الصادرة عن الأزهرالشريف، وغيرك من الشيوخ، بأن كل من يُكفر المسلمين، ويستبيح دماءهم، هو من خوارج هذا الزمان الذين يجب قتالهم، ولم يروعهم "مُبتدعين ضالين" كما تراهم وتصفهم، بدعوى أن "المسلم دائمًا يكره سفك دماء المسلمين، وانتهاك حرماتهم بغير حق"، واعتبارك أن "المسلم هو الذى ينطق الشهادتين ولم تثبت عليه ردة ولو كان مبتدعًا ضالاً ويُبغَض على بدعته وضلاله، ومعصيته وفسقه".
كلنا – ولستُ وحدك – نكره سفك دماء المُسلمين، بل وغير المسلمين أيضاً بغير حق، ولا ندعى لأنفسنا "القدرة على تصنيف الناس بين من هو على حق ومن كان ذا ضلالة أو بدعة، لكن أن يتحول صاحب الضلالة، إلى "ممارسات داعش" ضد المسلمين وغيرهم على النحو الذى نراه، فهذا هو الكُفر بعينه!
إنه الكُفر بنا، وبسماحة ديننا، وبصحيح ما نعرفه من الدين.
إن ديننا لايعرف إرهاباً ياشيخ " بُرهامى" ، ولا يقبل متطرفين، ولا يريد سوى الموعظة الحسنة فى الدعوة إليه.
أما حديث الدم والقتل وتدمير الدول وتقسيمها وترويع أهلها، لا يعرفه ديننا، ولا يشجع عليه ولا يؤيده، أما من يُبرر ذلك، ويشجعه تحت دعوى أن أصحابه من المسلمين، الذى لا يجب أن نفرح فيهم، فهو "الإرهابى " بعينه، ولا نستبعد أن يكون واحداً منهم عندما يتمكن من ذلك.. هل تسمعنى يا شيخ بُرهامى؟!.