كيف تغري داعش الفتيات بالانضمام إلى التنظيم؟

مع ارتفاع وتيرة العنف فى الشرق الأوسط بسبب نشاط الجماعات الإرهابية، وتنظيم داعش خاصة، ومع انضمام العديد من الشباب إلى هذه الجماعات، أثيرت التساؤلات حول أسباب انضمام الشباب والفتيات إليها، وكيفية استدراك هذه المعضلة وحلها.
وتظهر أخبار كل فترة عن قصص فتيات تركن بلادهن وأهلهن لينضممن لداعش، ومنها القصة الشهيرة للفتاتين النمساويتين سمرة وسابينا سليموفيتش، اللتان ندمتا عن قرارهما بعد ذلك وأعربتا عن رغبتهما فى العودة مجددا إلى بلادهن، بينما رفض المسئولين عودتهما.
وكان آخرها قصة انضمام سيدة بريطانية تدعى تيرينا شاكيل، 24 عاما، إلى التنظيم مصطحبة معها رضيعها، الذى يبلغ 14 شهرا فقط، والتى عرف عنها اهتمامها بالفرق الغنائية الشبابية وبرامج الواقع.
ونشر موقع "msnbc" الإخباري حوارا مع الناشطة الحقوقية زينب سالبى حول ارتفاع معدلات انضمام الفتيات الغربيات للتنظيم الإرهابى داعش، التى قالت إن المسألة لا تتعلق بفكرة استقطاب الفتيات الأوروبيات فقط أو الفتيات من الشرق الأوسط، ولكن تتعلق بفكرة استقطاب الفتيات عموما للانضمام لداعش، وخاصة صغار السن منهن، حيث يعطى التنظيم الشباب الإحساس بتحقيق الذات.
وأضافت أنه تم تربية الكثير من شباب المسلمين على فكرة أنه فى يوم ما كانت الدولة الإسلامية تمر بأزهى عصورها، حيث ازدهرت العلوم والفنون، ويوهم التنظيم الشباب المسلم بأن انضمامهم له هو الأمل فى عودة العصر الذهبى للدولة الإسلامية، وتشكيل خلافة جديدة للمسلمين فى كل أنحاء الأرض، بعد أن تعثر الحكم الاسلامى على مدار المئة عام الماضية.
لذلك يجب فهم الطريقة التى يتبعها داعش لجذب الشباب والفتيات للانضمام إليه، فمحاربة الإرهاب لا تكون بالأسلحة والدبابات فقط، لكنها تكون بالترويج للأفكار المعتدلة بين الشباب لحمايته من الوقوع فريسة لمثل هذه الجماعات الإرهابية، ونشر الفكر الإسلامى المعتدل الذى دعا إلى تعليم المرأة ورفع من شأنها، فالمسئولية تقع على عاتق المجتمع والإعلام كبيرة فى هذا الشأن.
جدير بالذكر أن بعض الصحف أطلقت على الفتيات المنضمات لداعش لقب "القوى الناعمة لداعش"، حيث تقوم الفتيات بالترويج لداعش على وسائل التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت، ودعوة مزيد من الفتيات للانضمام للتنظيم.