قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الرؤية.. تحقق الحلم


من هم أبطالك؟ أو بمعنى آخر من هم الأشخاص الذين ينالون إعجابك الشديد؟ من هو الشخص الذي تتمنى أن تكون أكثر شبها به؟ من الذين يلهبون حماسك؟ هل أنت تحب المبتكرين في مجال الأعمال أمثال بيل جيتس أو سيف جوبز؟ أو الرياضيين البارعين وهم كثير في رياضات مختلفة؟ أو العباقرة المبدعين أمثال أديسون وأينشتاين؟ أو القادة السياسيين؟ أو العلماء المميزين أمثال الدكتور حجي والدكتور الباز ؟ أو أو.. والنماذج كثيرة، حتى أنه ربما يوجد بعض نماذج لأبطالك الشخصيين في مجالات لم نذكرها هنا.
إن بامتلاء وجدانك وشعورك بقدوة تطمح في أن تكون مثلها فأنت على الطريق المناسب، أما المشكلة فتتمثل في عدم وجود قدوة ومثال أعلى تطمح في أن تكون مثله لأن هذا سوف يخلق لديك ما يسمى اللاهدف أو الحياة بدون هدف تسعى خلفه وأنت قد تعتبر البحث عن الحاجات الأساسية في الحياة نوع من السعي خلف تحقيق هدف ولكن بمجرد حصولك على الطعام والمأكل والملبس سوف تكتشف تلاشي هذا الهدف لأن الطبيعة البشرية تسعى باستمرار نحو البحث عن أهداف أكثر تحدياً تبرز فينا قدراتنا المميزة والمتفردة.
إن امتلاكك الرؤية هى التي سوف تعمل دائما على منحك القوة للاستمرار في طريق تحقيق هدفك وهى أيضا ما سوف يشحذ همتك في حال فتورك في نصف الطريق.
عليك أيضاً أن تنتقى بعض الأشخاص الذين قد تعول عليهم النصيحة الصادقة التي قد تخرجك من بعض العقبات التي قدر تعترض طريقك بسبب نقص الخبرة أو عدم الدراية الكاملة بجميع جوانب تحقيق هدفك يقول جون جيجان "إذا كان بإمكاني بدء عمل جديد، فإني سوف أطلب المساعدة".
عندما تقرر أن تختار هدفا كبيرا ومحددا في حياتك يجب أن تتوخى الحذر من صوتك الداخلي الذي قد يعمل على تقويض فرصة تغيير حياتك بامتلاك رؤية جديدة فقد تسمع في داخلك هذا الجمل "لا فائدة من مجهوداتي، لا يوجد وقت كاف، يبدوا أنني لن أستطيع القيام بهذا العمل"، وهى مبررات إن استسلمت لها سوف تقضي على طوحك، تأمل معي هذه القصة عن كيفية البحث عن الفرصة في وجود الرؤية.
بالطبع قد سمعت عن شركة "جيليت" تلك الشركة الشهيرة في مجال صناعة أدوات وشفرات الحلاقة التي أسسها كينغكام أنجيليت المولود في عام 1855 الذي ما إن كبر حتى بدأ في تعلم التعامل مع الأشياء مع أخويه حتى يتسنى له تطويرها، وبمرور الوقت ترسخ لديه الاعتقاد أنه سيبتكر يوماًما فكرةعظيمة يحتاج إليهاأغلب البشر وتجعل منه رجلاً غنياً ومشهوراً، وبرغم أن أسرته قد واجهت حريقا قضى على ممتلكاتها فإنه لم يستسلم وذهب للعمل في تجارة الحديد والخردة و التي كانت توفر له بجانب مال التجارة بعض المواد التي يعمل على تجميعها ببعضها وإنتاج اختراعات جديدة ولكنه لم يقدم شيئًا ذي قيمة حتى أنجيليت يقول: "لقد جلبت هذه الاختراعات البسيطة أموالا لغيري، واستفاد منها غيري، ونادراً ما كنت أستفيد منها، وكان السبب الرئيسي لتسويق هذه الأفكار، وبالكاد كان وقتي يكفيني لأسافر من مدينة إلى مدينة لبيع الخردة".
انتقل جيليت بعد أن تزوج للعمل في أحد مصانع السيد وليام بنترو، وكان مبتكرا ممتازا، وكان هو الذي اخترع وطور سدادات الزجاجات المكونة من الفلين المغطى بالقصدير، والتي كانت تغلق أي زجاجة بسهولةوإحكام واستفاد منها مصنعو المرطبات بخاصة، وقد نجح هذا الاختراع كثيراً، وقد غير هذا الرجل فكر جيليت الشغوف بالاختراع أصلا عندما قال له: "لماذا لا تفكر في اختراع شيء شبيه بسدة الفلين، عندما يستعملها المرء ثانية، لأنها ترمى بعد استعمالها لمرة واحدة، وفي كل مرة يعود إليك الزبائن ثانية طالبين المزيد، وتكون قد رفعت من نسبة أرباحك وبنيت أساساً صلباً لمستقبل مشرق"، وهذه كانت الرؤية الواضحة التي يحتاجها جيليت من شخص صادق ذي خبرة وكانت الدافع الأساسي له، ولعدة سنوات بعد هذا الحديث كان جيليت البائع المتجول والبالغ من العمر 40 عاماً يهم بالحلاقة، وكانت أمراً مضنياً ومرهقاً، وتشكل خطراً على جلد الوجه والذقن، يقول جيليت عن هذه اللحظات: "كان عقلي كالقناص يحاول تحويل كل ما يراه إلى فرصة لتحقيق ماقاله ليبنتر، وبينما كنت أحلق كنت أحس أن موسى الحلاقة بليدة وبطيئة، وكانت في حاجة إلى حلاق أو حداد، وبينما كنت أقف والموسى في يدي وأنظر بهدوء كماينظرالعصفور إلى بيته، كانت شفرة جيليت الآمنة والسهلة الاستعمال قد ولدت، رأيت كل شيء في هذه اللحظة، وسمعت مئات الأسئلة في ذهني تسأل وتجاوب عن نفسها بسرعة كالحلم".
ومن هنا كانت بداية شركة جيليت ذائعة السيط، والقصة قد تكون معروفة للبعض منا ولكنها مثال جيد للتمسك بالرؤية الإفادة من نصائح الخبراء.
إن الفروق بين الناس قد تبدو ضئيلة وهى فعلاً هكذا، ولكن ما يجعل هذه الفروق كبيرة جدا بعد فترة من الزمن هو امتلاك الرؤية، يقول الفيلسوف يوجي بيرا "إذا لم تدر إلى أين وجهتك فلعلك تبحر إلى مكان آخر"، كناية عن فقدان الطريق تماماً وعدم وضوح الرؤية التي لا أتمناها لك ولا لي.