التيار الشعبي يدعو إلى إقامة دولة العدل والقانون..ويطالب بسرعة إصدار تشريعات تمكّن من المحاسبة في جرائم الإفساد السياسي
التيار الشعبي:
-الحكم متوقَع نتيجة لسلسلة من الأخطاء في مسار المحاكمات منذ بدايتها
- لن نسمح لجماعة الإخوان باستغلال الاحتشاد السلمي للشباب الواعي من أجل مطالبهم المشبوهة
- نستنكر التعامل الوحشي الذي مارسته قوات الأمن بالأمس ضد جموع المتظاهرين السلميين
أصدر حزب التيار الشعبي (تحت التأسيس) بيانا عبر فيه عن غضب التيار مع ملايين المصريين من الحكم الصادر أمس ببراءة الرئيس المخلوع ونجليه والعادلي ومساعديه من تهم الفساد وقتل المتظاهرين.
وقال التيار في بيانه إن الحُكم جاء متوقَعًا نتيجةً لسلسلةٍ من الأخطاء في مسار المحاكمات منذ بدايتها سواء من حيث الاتهامات الموجهة أو إفساد الأدلة سواء بفرم المستندات وفقد التسجيلات المصورة وعدم تعاون الأجهزة الأمنية في تقديم أدلة الاتهام، وهي الممارسات التي ذكرتها النيابة نفسها أثناء المحاكمة .
وأشار البيان إلى أن هذا الحكم غسل أيدي الجُناة من دماءِ شباب مصر الطاهر الذي خرج للمطالبة بحقه وحق جموع المصريين في حياةٍ كريمة ووطن آمن ودولة ديمقراطية مدنية حديثة.
ودعا التيار الشعبي في بيانه الى اقامة دولة العدل وسيادة القانون، موضحا عجز منظومة القوانين الحالية عن محاسبة مبارك ونظامه بشكل جاد وحقيقي ، وهو ما تسبب منذ البداية في نداءات تكررت بضرورة اصدار تشريع يبدأ عملية عدالة انتقالية متكاملة ، وهو ما نص الدستور الحالي علي الزام البرلمان المقبل باصداره .
كما طالب بأن يسارع الرئيس لدراسة اصدار تشريع يمكن من المُحاسبة والمُساءلة في جرائم الإفساد السياسي التي مارسها نظام مبارك علي مدار أكثر من ثلاثين عاما من الفساد والإهمال والاستبداد والظلم وسياسات الإفقار المتعمد والتبعية وتزييف الوعي وتزوير الانتخابات وانتهاءً بمشروع التوريث ، وذلك بدلا من الاصدار المتواصل لتشريعات محل خلاف.
واعتبر التيار أن هذه الدعوة هي المخرج السياسي الوحيد الممكن اذا كانت هناك رغبة حقيقية لعدم الاستمرار في هذا المسار الكارثي الذي يعود بكل الاوضاع لما قبل 25 يناير ، ويؤدي لتآكل متزايد في شرعية الوضع الراهن ، وكما جري مع مبارك ونظامه الذي افسد في البلاد لمدة ثلاثين عاما فحصل على البراءة، قد يقودنا ذلك المسار الى براءة مرسي وجماعته قريبًا!
ووجه التيار التحية والدعم لآلاف الشباب والمواطنين الذين رغم كل القيود تظاهروا بشكل سلمي ضد براءة مبارك واستمرار مسلسل السعي للقضاء علي الثورة وشرعيتها، ورفضوا بوعي كامل اي تنسيق او حضور مشترك مع الاخوان وادانوا قبل غيرهم بيان الاخوان بالنزول لأماكن التظاهر وهو ما كان كفيلا بافسادها.
واستنكر التيار التعامل العنيف الذي مارسته قوات الأمن بالأمس ضد جموع المتظاهرين السلميين والذي أسفر عن سقوط شهيدين والقبض على عشرات الشباب والاعتداء علي كثير منهم، وهو ما يستدعي تحقيق فوري ومساءلة جادة للمسئول عن سقوط هؤلاء، خاصة ان تلك الممارسات تعيد الى الأذهان دولة مبارك التي ثار عليها الشعب، كما تساهم في اتساع دائرة العنف وزيادة حدة الغضب ، بدلًا من البحث عن حلٍ سياسي للأزمة والسعي الى خطوات وسبُل أكثر تعقلًا وحكمة لاحتواء غضب الشباب وليس اقصاؤهم يومًا بعد يوم.
واوضح التيار أنه يثق ان شباب مصر وطلابها وقواها الحية يتمتعون بالوعي الذي يجعلهم حريصين على تنقية صفوفهم ممّن خانوا ثورته، ولن يسمح مرة أخرى لجماعة الاخوان التي انتفض ضدها الشعب في 30 يونيو بأن تستغل احتشادهم السلمي واهدافهم الواضحة من أجل مطالبهم المشبوهة ومساوماتهم الكاذبة، فأحد اهم دروس الاعوام الثلاثة السابقة بوضوح هو انه لا تحالف او تصالح مع أعداء الثورة سواء كانوا من بقايا نظام مبارك أو الإخوان وحلفائهم.
ودعا التيار كل القوى المنتمية للثورة المصرية بموجتيها، الى التكاتف من أجل بحث موقف موحد من المسار الحالى وإمكانية بناء جبهة وطنية واسعة تتصدى لمحاولات القضاء علي ثورة يناير وتشويهها.
واكد انه لا يليق بشعبٍ صنع ثورةً شهد لها العالم بأن يقف مكتوف الأيدي امام محاولات اعادة انتاج نظامٍ سقط بحكم الملايين، وكما كان التيار الشعبي دائمًا بين الجماهير فإنه يجدد عهده لهم، ويؤكد انه سيستنفذ كل الجهود القانونية والسياسية والشعبية من أجل الحفاظ على حقوق الشعب المصري ومكتسبات ثورته.