بمجرد أن تكون أمام مقابر جبل مريم بالإسماعيلية ستلحظ من البعد "قبو" أبيض يبدو من أثر التراب عليه أنه بُني منذ سنوات ، بناؤه على غير عادة جميع المقابر المجاورة له ، فهذا القبو الذي يحوي بداخله 3 عيون للدفن بني بـ"الطوب الأحمر" والخرسانة المسلحة ، وكأنه شُيد ليظل قائماً أطول فترة من الزمن ، بناه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي ليدفن فيه وأسرته.
الأبنودي أول شخص من عائلته المكونة من زوجته الإعلامية نهال كمال وابنتيه آية ونور وأخته فاطمة يدخل قبر عائلته الثانية بالإسماعيلية ، أحب الإسماعيلية وبدأ فيها حياة جديدة منذ نحو 30 عاماً مضت بحسب ما قاله محمود حسين أحد الأهالي المقيمين بجوار مقابر جبل مريم، موضحاً أن الأبنودي بني مقبرته منذ 5 سنوات.
لكن الأمر الملفت أن القبو الذي بناه الأبنودي لا يوجد عليه باب أو حتى كتابات تشير إلى أن هذا القبر سيكون فيه الأبنودي ، أحمد عرايشي أحد الأهالي المقيمين بالقرب من المقابر قال لـ"صدى البلد" إن المقبرة تعرضت للسرقة منذ فترة حيث جرت سرقة "الباب الحديدي" الخاص بها وكذلك تحطمت لوحة من الرخام كانت أعلي الباب كُتب عليها "مدفن عبدالرحمن الأبنودي".
خطوات قليلة من الطريق توصلك إلى "قبو" الأبنودي المطلي باللون الأبيض ، خطوتان إلى الداخل تصبح أمام لحد-الخال- الذي لم يجف الأسمنت الذي أغلق بابه بعد ، "جنازته امبارح كانت مُلك ما كنتش تلاقي مكان تحط رجلك فيه من كتر الناس" جملة قالها محمود حسين أحد الأهالي المقيمين بجوار مقابر جبل مريم أثناء حديثه لـكاميرا "صدى البلد" أمام مقبرة -الخال- مؤكداً أن سمعة الرجل الطيبة جعلت جميع الأهالي بالقرى والمناطق المجاورة يخرجون من منازلهم للمشاركة في تشييع جنازته.
تتحرك تاركاً خلفك "قبو الخال" ومقابر جبل مريم ، تكمل طريقك بمداخل يميناً ويساراً وسط أشجار "المانجو" ، تقطع مسافة أقل من كيلو مترين لتصل إلى منزله ، باب حديدي كبير تطل منه الأشجار وكأنها باقية على عهد صاحبها ترحب بمن أتاها لتقول لك إن الخال لم يمُت ، الباب مغلق ، الهدوء يسود الأرجاء ، يقطعه صوت أحد الأهالي وكأنه عرف سبب مجيئك:" العزاء مش هنا يا أستاذ ، هيبقي بالليل في بيت أخته فاطمه في أبو عطوة".