خطب الجمعة: تحويل القبلة دليل على مكانة البيت الحرام.. وحب الوطن وتعظيم الله أبرز الدروس المستفادة

«شاهين»: تحويل القبلة من "الأقصى" إلى "البيت الحرام" يعكس مكانته
خطيب بالدقهلية : "دواعش التطرف" مجرمون في حق الدين والوطن
وحّدت وزارة الأوقاف خطبتها اليوم فى جميع مساجدها على مستوى الجمهورية، للحديث عن موضوع « تحويل القبلة دروس وعبر»، وأوضح عدد من الخطباء أن حب الوطن من أهم الدروس المستفادة من تحويل القبلة.
من جانبه، أكد الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن ذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى الى بيت الله الحرام هى مناسبة جليلة تلفت أنظار الأمة الى تلك البقعة الكريمة المباركة التى ذكرها الله تعالى فى كتابه.
وأضاف شاهين خلال خطبة الجمعة، أن الله استجاب لدعوات النبى المطالبة بتحويل قبلة الصلاة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام، حتى أنزل الله تعالى قوله " فلنولينك قبلة ترضاها فولى وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
وتابع أن تحويل القبلة يعلمنا عدة دروس منها مكانة بيت الله الحرام فى قلب النبى، وأنه فرضت عليه الصلوات فى رحلة الإسراء والمعراج ونزل بها فصلى تجاه بيت المقدس، وهو ما دعا الناس للتساؤل لماذا ترك النبى الصلاة تجاه بيت الله الحرام.
وقال خطيب مسجد عمر مكرم، إن بيت الله الحرام هو اول بيت وضع للناس والمسجد الاقصى هو ثانى مسجد تم بناؤه وكلاهما مبارك، لكن قلب النبى تعلق ببيت الله الحرام لأنه قبلة ابراهيم -عليه السلام- والنبى ولد بجواره وكبر وترعرع فيه لذلك تعلق قلبه به.
وأضاف شاهين، أن الله ينقى قلوب أنبيائه من كل شيء وحين تعلق قلب ابراهيم بولده اسماعيل امره الله بذبحه ليرسخ قيم المحبة بينه وبين الله، ولذلك لما هم إبراهيم أن يذبح ولده علم الله صدق المحبة وحسن الطاعة فاكتفى عن ذلك وأفداه بذبح عظيم.
وبدوره، قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر فى خطبة اليوم، "إن تحويل القبلة فيه دروس كثيرة لأن العرب كان فيهم العصبية، فالعرب حينما كانوا يعظمون مكانا كانوا يعظمونه من حيث المبنى والمكان، من حيث الحجارة والخشب فأراد الله أن يستخلص نفوسهم لله ويربيهم على أن الأماكن كلها لله وأن التعظيم لرب المكان، والرسول كان يتمنى أن يحوله الله إلى قبلة إبراهيم دون أن يتلفظ فكان يقلب وجهه دون أن يتلفظ " قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها" .
وأضاف أن من الدروس المهمة لتحويل القبلة أيضا حب الوطن والانتماء إليه فالنبي كان يقلب وجهه للسماء ويتمنى أن يحوله الله إلى قبلة أبيه إبراهيم فى مكة إعلاء لحبه لوطنه مكة أن الانتماء للوطن وتقديس الوطن من أعلى درجات الإيمان فى ظروف ضاعت فيها أوطان بسبب التشدد والتكفير والحروب على السلطة.
وأضاف " أصبح التشاحن اليوم فى حياة المسلمين شديدا، تشاحن وصل للقتال وبحار من الدماء وان التشاحن اليوم اعاد الينا مرة أخرى حروب البسوس وداحس والغبراء والكنعانيين والقحطانيين فى ثوبها الجديد ، حيث أن الاولى كانت بالسيوف والخيول واليوم بالسلاح المدمر والبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة، عادت إلينا هذه الحروب الأهلية فى القرن الـ21 بشكل فتاك وللأسف العدو يتفرج وسعيد فهو لم يفقد دولارا واحدا ولا نقطة دم واحدة فقد قام الاشاوس بالمهمة نيابة عنه ووصل التشاحن إلى حتى البيت الواحد وصل بين الأخ وأخيه وإلى أهل البيت الواحد بسبب الصراعات السياسية والتدين الخاطئ.
وأضاف فى خطبته بأن الوسطية فى كل شيء فى الزمان وفى المكان وفى المنهج وفى الفكر وفى التدين لا افراط ولا تفريط لا تشدد ولا تكفير للاخر وسطية نفهم منها احياء فقه التعايش مع العالم مع الاخرين مهما اختلفت العقائد والمذاهب والافكار طالما مسالمين كما قال القرآن "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "، وسطية نحترم ونقدس فيها حق الانسان.
وتابع "أين ثقافة الوسطية فى دعوات التطرف والتشدد وإثارة الفتن للوطن من هؤلاء الذين يطلقون عليهم علماء وهم دواعش الفكر حيث وقع 160 من دعاة الجماعة الإرهابية على بيان سافر يحرض ضد مصر وبخاصة ضد القضاة والإعلاميين والضباط ويطالبون باقتحام السجون وتهريب المساجين .. ان هؤلاء الموقعين على هذا البيان الإرهابي مجرمون في حق دينهم ووطنهم وأمتهم وهذا هو فكر الخوارج الذي يدمر البلاد بالحروب الأهلية.