كلمات حرة" أولاد حارتنا"

في تصريح منسوب للسيد نادر بكار,المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي, استغرب حديث د.عبدالمنعم أبوالفتوح,المرشح الرئاسي,حول امكانية تدريس رواية أولاد حارتنا.
لما تحتويه تلك الرواية من متناقضات مع العقيدة, وقيم المجتمع المصري! هذا الكلام يكشف لنا أولا أن حزب النور يعتبر نفسه معبرا عن, وحاميا لـ: العقيدة وقيم المجتمع المصري, وانه ثانيا: سوف يكون من حقه ان يمنع اعمالا ادبية او فنية, حرصا علي قيم وعقيدة المجتمع. إن الدلالة السياسية لتلك التصريحات, هي أن حزب النور بذلك إنما يضع نفسه ضمن ما يعرف في الادبيات السياسية باسم الاحزاب الشمولية, مثل الاحزاب الشيوعية أو الفاشية, التي تري ان لها وظيفة عقيدية معينة, تتجاوز الدور السياسي للحزب. وابرز مثال لتلك الممارسات في العصر الحديث كان هو منع الحزب الشيوعي السوفيتي لرواية د.زيفاجو للأديب الروسي لويس باسترناك(الذي حاز ايضا جائزة نوبل), واضطهده الحكم الشيوعي بتهمة أنه انتقد العقيدة الشيوعية, واساء الي قيم المجتمع الروسي, كما فهموها هم بالطبع! ومثلما عاقب الحكم الشيوعي باسترناك, وحاصره, فإن الأمر نفسه حدث في مصر, ولكن بطريقة اخري, عندماحاول شاب مصري مسكين أن يقتل محفوظ بخنجر في رقبته, ثم ظهر انه لم يقرأ اولاد حارتنا, ولكنه فقط سمع عنها كلاما يشبه كلام السيد بكار! لقد سقط الحكم الشمولي في روسيا, وبقي باسترناك ود.زيفاجو, وان شاء الله لن تقوم للشمولية قائمة في مصر, وسوف يبقي اسم محفوظ وأولاد حارتنا علامة علي مصر المسلمة: بطريقتها, وبروحها الرائعة, المعتدلة, والمتسامحة دوما!
نقلا عن الاهرام