سر ارتباط صوت الشيخ محمد رفعت بشهر رمضان
- الشيخ محمد رفعت فقد بصره وهو في الثانية من عمره بعد تعرضه للحسد من إحدي السيدات
- افتتح بصوته بث الاذاعة المصرية بعد ان استفتي شيخ الازهر
- سجل بصوته سورة "مريم" لهيئة الاذاعة البريطانية بناء على طلبها
- اصيب بسرطان الخنجرة ورفض عروض علاجه من ملوك ورؤساء العالم الإسلامي
رغم مرور 65 عاما علي رحيل الشيخ محمد رفعت إلا أنه يعد احد اهم ملامح شهر رمضان الكريم، فالكل ينتظر.. قابع إلى جانب المذياع صامتا خاشعا منتظرا سماع تلاوة الشيخ محمد رفعت.. لأن سماع صوته كان يعني الكثير.. فهو يعلن للصائمين عن قرب أذان المغرب وبالتالي تناول افطار رمضان والارتواء بالماء بعد يوم طويل من العطش.. وكان صوته يصافح أذان المغرب في معظم المحطات الاذاعية والتليفزيونية.
تربع رفعت علي عرش تلاوة القرآن.. وجاءت شهرته لأنه أول من أقام مدرسة للتجويد الفرقاني.. وكان محمد رفعت يهتم بمخارج الحروف، وكان يعطي كل حرف حقه ليس كي لا يختلف المعني بل كي يصل المعني الحقيقي الي صدور الناس.. كان صوته حقا جميلا رخيما ينتقل من قراءة الي قراءة ببراعة واتقان وبغير تكلف.. فصوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة وكان يستطيع ان ينتقل من مقام الي مقام دون ان يشعرك بالاختلاف او النشاذ.
ولد محمد رفعت يوم الاثنين الموافق 9 مايو عام 1882 بحي المغربلين بالقاهرة.. وفقد بصره وهو في سن الثانية من عمره.. حيث كان جميلا جدا وعند ولادته حسدته احدي السيدات قائلة: "له عيون ملوك".. فأصيب بالعمي بعد مرض اصاب عينيه.
افتتح "رفعت" بث الاذاعة المصرية في 31 من مايو عام 1934، بعد ان استفتي شيخ الازهر انذاك الشيخ محمد الاحمدي الظواهري عن جواز اذاعة القران الكريم عبر الاثير، فأفتي له الظواهري بجواز ذلك فافتتحها بقوله تعالى "انا فتحنا لك فتحا مبينا".. من أول سورة الفتح
ذاع صيت الشيخ محمد رفعت في الاوساط العربية والعالمية، وعندما سمعت الاذاعة البريطانية (بي .بي .سي) العربية صوته أرسلت إليه تطلب منه تسجيل القرأن بصوته فرفض ظنا منه أن ذلك حرام لانهم غير مسلمين.. فأستفتي الامام محمد مصطفى المراغي شيخ الازهر انذاك.. فشرح له الأمر واخبره بأنه غير حرام فسجل بصوته لهم سورة (مريم).
وفي عام 1950 اصيب رفعت بمرض سرطان الحنجرة وتوقف عن القراءة، ورغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا انه اعتذر عن قبول اي مساعدة أو عون عرض عليه من ملوك ورؤساء العالم الاسلامي، فقد كانت حكمته وقناعاته "إن قارئ القرآن لا يهان"، ورحل الشيخ محمد رفعت في نفس يوم مولده وهو 9 مايو ولكن في عام 1950 تاركا خلفه سيرة عطرة من تاريخ مضيئ زاخر بالعطاء والتجديد فهو أحد اعمدة تلاوة وقراءة القرآن باسلوب جديد وحديث مع الاحتفاظ بأهم الأسس والمعاني القرآنية السليمة.