يوسف شريف رزق الله يكتب لـ"صدى البلد" عن الدورة الـ50 لمهرجان "كارلوفي فاري" السينمائي.. و"زمن خارج الذهن" في الافتتاح

مساء الجمعة القادم تفتتح الدورة الخمسون لمهرجان "كارلوفي فاري" السينمائي الدولي، وذلك في تلك المدينة التشيكية التي تشتهر بمصحاتها التي يتصدرها الناس من كافة أرجاء العالم.
ويعتبر " كارلوفي فاري" أحد خمسة عشر مهرجانًا دوليًا معترفًا بها كمهرجانات حرف (أ) من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين وعددها 15 مهرجانًا منها "كان" و"برلين" و"فينيسيا" و"موسكو" و"طوكيو" و"سان سياستيان" و"القاهرة".
وقد تأسس مهرجان "كارلوفي فاري" سنة 1946 وظل يعقد بالتناوب مع مهرجان "موسكو" حتى عام 1994، منذ ذلك التاريخ أصبح مهرجانًا سنويًا.
وقد وقع اختيار إدارة المهرجان على الفيلم الأمريكي "زمن خارج الذهن" ليعرض في حفل الافتتاح بحضور مخرجه "أورين موفرمان" وبطليه النجم ريتشارد جير والممثلة الشابة جينا مالوي، وبعد تقديم أعضاء لجنة التحكيم سوف يتم تكريم ريتشارد جير بمنحه جائزة كرة من الكريستال تقديرًا لمسيرته الفنية المتميزة.
وقد بدأت إدارة المهرجان في منح هذه الجائزة اعتبارًا من عام 2001 لإحدى الشخصيات السينمائية العالمية، أو التشيكية التي سجلت نجاحًا على المستوى الدولي.
وعلى سبيل المثال فقد منحت الجائزة في الأعوام الماضية للمخرج التشيكي المقيم في الولايات المتحدة ميلوش فورمان صاحب فيلم "طار فوق عُش المجانين"، ومنهم بن كنجسلي الممثل البريطاني والممثلين الأمريكيين روبرت ردفورد وهارفي كايتل وميل جيبسون والمخرج الأمريكي أوليفرستون وكذلك الممثلة البريطانية جودي دنش، والسويدية ليف أولمان.
ويضم مهرجان "كارلوفي فاري" عدة أقسم منها المسابقة الدولية ومسابقة اخرى هي "شرق الغرب" المخصصة للأعمال الأولى والثانية لمخرجين من دول وسط وشرق أوروبا ودول البلقان وتركيا والجمهوريات السوفيتية السابقة، ومسابقة دولية للفيلم التسجيلي الطويل وأخرى للأفلام المستقلة.
وبعيدًا عن المسابقات توجد عدة أقسام أخرى مهمة أيضًا منها قسم "آفاق" الذي تعرض فيه أحدث الانتاجات السينمائية من أنحاء العالم بما فيها أفلام نالت جوائز في مهرجانات هامة مثل "كان" و"برلين" و"فينسيا" وكذلك قسم نظرة مختلفة الذي يضم أفلامًا ذات أساليب سينمائية جديدة وقسم آخر عنوانه اختيارات مجلة "فارايتي" الأمريكية لعشرة مخرجين أوروبيين واعدين، ويضم المهرجان أيضًا عروض منتصف "الليل وقسم للأفلام التشيكية الجديدة (2014 – 2015)، وأخيرًا قسم من الماضي وتعرض فيه بعض الأفلام الكلاسيكية التي جري ترميمها.
وفي مناسبة الدورة الخمسين تمت دعوة ستة مخرجين من أنحاء متفرقة من العالم للمشاركة في المهرجان بأن يختار كل مهم فيلمًا من إخراج الغير يُكن له إعجابًا خاصًا، وستعرض هذه الأعمال الستة بحضور هؤلاء المخرجين من ضيوف المهرجان.
المسابقــات:
تتكون لجنة تحكيم المسابقة الدولية من تسعة أعضاء من جمهورية التشيك وروسيا وفرنسا واليونان وأيسلاندا والولايات المتحدة. وستشاهد هذه اللجنة اثنى عشر فيلما تختار من بينها من سينال جائزة كرة الكريستال لأحسن فيلم (25 ألف دولار) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة (15 ألف دولار) بالإضافة إلى ثلاث جوائز أخرى هي جوائز أحسن إخراج وأحسن ممثل وأحسن ممثلة.
ويتنافس على هذه الجوائز إثنا عشر فيلمًا منها ستة أعمال تعرض عالميًا لأول مرة وهي أفلام من رومانيا وفرنسا، وبولندا وجمهورية التشيك والنمسا وأوكرانيا، أما الأفلام الستة الأخرى فقد عرضت في دولها فقط وهي من ألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك وجمهورية التشيك ورومانيا.
وتتكون مسابقة " شرق الغرب" أيضًا من اثنى عشر فيلما من جمهورية التشيك وبولندا والمجر (فيلمان لكل منها) وألبانيا ورومانيا وتركيا واليونان وكيرغيزيا، ولهذه المسابقة لجنة تحكيم مستقلة مكونة من خمسة أعضاء وسيحصل الفيلم الفائز على عشرين ألف دولار.
أقسام مختلفة:
وبعيدًا عن المسابقات المختلفة يضم المهرجان عدة أقسام أخرى أهمها قسم "آفاق" الذي سيتيح لرواد المهرجان فرصة مشاهدة مجموعة من الأفلام التي نالت جوائز في مهرجانات هامة مثل "فينيسيا" و"برلين"، و"كان".
من هذه الأفلام الفائزة بجوائز "عفاريم" الروماني الذي نال جائزة الإخراج في مهرجان برلين في فبراير الماضي و"قلوب جائعة"، للإيطالي سافيريو كستاتز، وقد فاز بطلاه بجائزتي أحسن ممثل وأحسن ممثلة في مهرجان "فينيسيا" العام الماضي، ومن الأفلام الفائزة في مهرجان "كان" ويعرض في "كارلوفي فاري" الفيلم الفرنسي "قانون السوق" الذي مُنح بطله "فانسان ليندون" جائزة أحسن ممثل عن دوره فيه، وفيلم اليوناني البريطاني "سرطان البحر" الذي نال جائزة لجنة التحكيم، كما يُعرض الفيلم الأمريكي "الغرب البطئ" الذي تُوَّج في مهرجان "صاندنس" الأمريكي في يناير الماضي بجائزة لجنة التحكيم الكبرى.
ومن الأعمال السينمائية الهامة التي عرضت في مهرجان "كان" ولم تنل جوائز الفيلمان الإيطاليان "حكاية الحكايات" للمخرج "ماتيو جاروني" و"الشباب" إخراج باولو سورنتينو من بطولة البريطاني مايكل كين والأمريكي هارفي كايتل (الذي سيحضر المهرجان) والفيلم الصيني "الجبال قد تتحرك" والروماني "الطابق الأسفل" بالإضافة إلى نحو عشرين فيلمًا آخر.
أما قسم " نظرة أخرى" فيعرض أكثر من عشرين فيلما تتميز بأنها أعمال ذات طبيعة فنية خاصة وتنتمي هذه الأفلام إلى البرتغال وكولومبيا وبريطانيا وروسيا وأثيوبيا وألمانيا وفرنسا وغيرها.
السينما اللبنانية وتكريمات أخرى:
يقوم مهرجان " كارلوفي فاري" هذا العام بتنظيم قسم خاص بالسينما اللبنانية يعرض فيه ثمانية أفلام تتراوح سنوات انتاجها بين عامي 1998 و 2014 منها "بيروت الغربية" من إخراج "زياد دويري" 1981 و"خارج الحياة" الذي نال عنه مخرجه الراحل "مارون بغدادي" جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان سنة 1991 و"تحت القصف" للمخرج فيليب عرقتنجي 2007 و"هلأ لوين" 2011 و"الوادي من إخراج غسان سلهب 2014.
كما يعرض المهرجان الأعمال الكاملة للمخرجة الروسية "لاريسا شبتيكو" التي توفيت سنة 1979 في حادث سيارة ولم يكن عمرها قد تجاوز الحادية والأربعين، وسيعرض المهرجان أفلامها السبعة الطويلة والقصيرة منها فيلمها القصير "أجنحة" الذي نال جائزة أفضل بداية في "كارلوفي فاري" سنة 1963.
ويوجه المهرجان تحية إلى ممثلين أمريكيين رحلا أيضًا في أوج مرحلة الشباب، الأول هو "جون كازالي" الذي لفت الأنظار إليه بدوره في الجزءين الأول والثاني من "الأب الروحي" في عامي 1972 و1974 وكذلك في فيلم "بعد ظهر يوم حار سنة 1975 و"صائد الغزلان" الذي شارك في بطولته قبل وفاته في عام 1978.
أما الممثل الأمريكي الثاني فهو "كريس بن" 1967 – 2006) الذي شارك بالتمثيل في أفلام للمخرجين فرنسيس فورد كوبولا وكوينتين تارانتينو وروبرت ألتمان.
هذا وقد تم اختيار الفيلم الأمريكي "النوم مع أشخاص آخرين" من تأليف وإخراج لسلي هيدلاند ليعرض في حفل ختام المهرجان يوم السبت القادم، وهو كوميديا رومانسية بطلاها رجل وامرأة يرتبطان بقصة حب بعد خمسة عشر عامًا من تخرجهما في الجامعة، وقد نال الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان "ترابيكا" الأمريكي في بداية شهر مايو الماضي.