رويترز: وفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل

أكد مصدران سعوديان لوكالة رويترز إن وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل توفي يوم الخميس بعد شهرين من تركه منصب وزير الخارجية الذي ظل يشغله أربعين عاما.
وكان الأمير سعود الذي عين في منصبه عام 1975 أقدم وزير للخارجية في العالم إلى أن حل محله عادل الجبير، الذي كان سفيرا للمملكة في واشنطن. جدير بالذكر أن وكالة الأنباء السعودية واس والتلفزيون السعودي الرسمي لم تذيع أي أخبار عن وفاة وزير الخارجية السعودي حتى الآن.
لم يكن الأمير سعود الفيصل مجرد عضو من الأسرة المالكة السعودية أو النجل الأثير لدى والده الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، ولكنه شق لنفسه طريقا مميزا في عالم الدبلوماسية المعقد، واستطاع الأمير ذو النبرة الهادئة أن يتنزع إعجاب معظم الذين تعاونوا معه، وتمكن بحنكته من تفادي العديد من الأزمات، وقامت الدبلوماسية السعودية بالوساطة في العديد من الأزمات، ولعل دور المملكة في الملف اللبناني الذي توج باتفاق الطائف عام 1990 بعد 15 عاما من الحرب الأهلية.
سعود الفيصل السياسي السعودي المخضرم يعد أقدم وزير للخارجية في العالم، حيث تولى حقيبة الخارجية السعودية منذ عام 1975، وقادها منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، أي أنه يقود السياسة الخارجية السعودية منذ 40 عاماً.
وتخرج سعود، وهو الابن الثاني للملك الراحل فيصل، في جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد.
وبعد تخرجه، تولى العديد من المناصب الإدارية في وزارة النفط السعودية، حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً بلجنة التنسيق العليا، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن.
في العام 1970، تم تعيينه وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.
والعام الحاسم في حياة سعود كان العام 1975، عندما صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية، وذلك بعد وفاة والده الملك فيصل الذي كان يتولى المنصب نفسه إلى جانب قيادته البلاد.
ونظراً للمنصب المهم الذي يتولاه، أي وزير الخارجية، شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
من الصفات التي ربما أهلته لأن يكون وزيراً للخارجية طوال هذه الفترة، إلى جانب علاقاته الجيدة بملوك البلاد، أنه يتقن 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.
قام في مايو من العام 1985 بزيارة طهران في زيارة رسمية هدفت للتركيز على مسألة الحجاج الإيرانيين.وعندما تولت كوندوليزا رايس وزارة الخارجية الأميركية بين عامي 2005 و2009، طلب سعود الفيصل منها أن تركز على قضايا أساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومن بين المواقف التي تتسم بالصرامة، أنه اشتكى عمليات التدقيق المالي التي تعرضت لها السفارة السعودية في واشنطن، واعتبر أن سلوكيات المدققين "غير ملائمة وعدائية"، وأعلن أيضاً أن السفارة السعودية تتمتع بالحماية الدبلوماسية.
وفي عام 2004، أعلن أن المصدر الأساسي للمشكلات في الشرق الأوسط ليس المسلمين وإنما "الحرمان وانعدام العدالة" في المنطقة.
في مارس 2012، دفع سعود الفيصل باتجاه تسليح المعارضة السورية معتبراً أن الواجب يقضي بدعمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد العنف الدموي اليومي الذي تمارسه القوات السورية المسلحة، كما أنه كان يشجع العراقيين على الدفاع عن سيادة بلدهم.
تميز الفيصل بالوقوف الحاسم ضد الاتحاد السوفياتي السابق، وبميوله العربية القومية، وكان يوصف بأنه كان يعارض، أكثر من غيره، أي مقترحات إسرائيلية.
قاد الجهود السعودية لإعادة تحسين صورتها الدولية بعد هجمات 11 سبتمبر، في كل من نيويورك وواشنطن.
دعا الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم على الأرض، وحذر من تنامي دور إيران في العراق، متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتشدد.
ومن بين أحدث المواقف التي قام بها الفيصل، أنه رد على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، مبدياً تحفظه على الرسالة.
وقال الفيصل إن روسيا "جزءا من مآسي الشعب السوري عبر دعمها للرئيس بشار الأسد".