قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

زوجة لمحكمة الأسرة: «زوجى يمارس الشذوذ مع أصدقائه فى بيتى»

0|كتب ريهام طاهر

تعج قاعة الجلسات بالحاضرين، تتداخل أصوات المتنازعين، الحاجب الأربعينى ذو الجسد النحيل والملابس المتواضعة يحاول إعادة الهدوء إلى جنبات القاعة المكتظة، ألسنة الغضب تتطاير من عينيه البارزتين، وبصوت حاد يصدر أول تحذيراته للجالسين: "هدوء ياحضرات الجلسة شغالة".
وسط هذه الجلبة جلست "هند" - اسم مستعار- ذات الـ18 ربيعا على أحد المقاعد الخلفية فى سكون يشبه سكون الموتى، تهدد طفلها الذى لاتزال تكسو وجهه حمرة الميلاد، وتتذكر لعاب أبيها السائل على حفنة من الأوراق البالية غازل بها أهل العريس فقره ليداروا بها على عجز ابنهم الجنسى وشذوذه، وزغاريد أمها التى رجت أركان بيتهم الآيل للسقوط معلنة تشييعها إلى أحضان رجل كل مؤهلاته أنه ميسور الحال، ومشهد زوجها وهو يمارس الشذوذ مع أصدقائه، وكلما علت موجات مد الذكريات المؤلمة أحكمت السيدة ذات الرداء الأسود قبضتها على حافظة المستندات التى تحوى أوراق دعوى نفقة الصغير التى أقامتها ضد زوجها بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة.

وبصوت صبغه الحزن بمرارته وأذهب عنه براءته بدأت الزوجة البائسة رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد":" تزوجته ولم أكن قد أكملت عامى السابع عشر بعد، كان يكبرنى ببضعة سنوات، اتذكر أن أهلى قبلوا به دون تردد، فماله والسوبر ماركت الذى يمتكله إضافة إلى مال عائلته وعقاراتهم كانت كفيلة أن تجعل أهلى يسلموننى له على طبق من فضة دون أن يتقصوا أثره أو يتحروا عن سيرته، واهمين بأنه الرجل المنقذ الذى سيريحهم من الفقر الذى طحن عظامهم وسيخرجهم من القبر الذى يحيون به، وبالفعل زفت له فى أقل من شهر، وفى ليلة الدخلة التى تنتظرها كل فتاة ذقت مرارة الحسرة، حيث أدار زوجى ظهره لى فى أولى ليالينا، وتحجج بأن جسده منهك، ثم رأيته وهو يجرح ساقه بآلة حادة، وفى اليوم التالى أعلن أمام المباركين إصابته بجرج غائر منعه عن أداء مهمته الزوجية، فى البداية لم أبال بتصرف زوجى الغريب، لكن مع مرور الأيام وتوالى محاولات هروب زوجى منى فى الفراش، أدركت أن يعانى من شىء ما، وشكيت حاله إلى والدته التى لم تبد اهتماما ولم تظهر عليها أى علامات للخوف أو الفزع أو حتى الغضب وكأنها كانت تعلم بحالته، فصمت خوفا من كلمات الناس وبطش أبى اذا طلبت الطلاق وأنا لازلت عروسا.
تفرج الزوجة الشابة عن الدموع المتحجرة فى مقلتيها وهى تقول:"عشت فى عذاب، فما أصعب من أن تحيى كزوجة مع إيقاف التنفيذ، تحترقين كل يوم بنار الشوق ولا تجدى من يطفأها، وتخضعين لسلسلة من المحاولات الفاشلة دون أى اكتراث لمشاعرك ولاحتياجات جسدك وكأنك فأر تجارب!، صار زوجى يقضى معظم وقته خارج البيت، ويعود متعبا ومنهكا كأنه كان يصارع فى حلبة، وكلما حاولت الاقتراب منه أو لمسه ينتفض جسده ويبتعد عنى، حتى شاء القدر أن يكشف عن وجه رجلى القبيح الذى يعرفه الجميع إلا أنا، لازلت أتذكر تفاصيل هذا اليوم وكأنه حدث بالأمس، يومها أخبرنى زوجى بأنه سيستقبل مجموعة من رفاقه فى البيت، وطلب منى أن أغلق على باب غرفتى ولا أخرج منها مهما حدث".
تسحب الزوجة الهواء حتى يعلو صدرها وهى تسرد تفاصيل الليلة المشئومة التى قلبت حياتها رأسا على عقب: "وبالفعل التزمت بتعليمات زوجى، ومكثت فى غرفتى منتظرة إشارة منه لإنهاء إقامتى الجبرية، حتى سمعت تأوهات وأصوات مريبة تسلل من باب الغرفة التى يجلس بها مع رفاقه، تجاهلتها فى بادئ الأمر لكنها تمادت فى الارتفاع، احتل الخوف قلبى وضربت الظنون بذهنى، فخلت أن زوجى ورفاقه يقضون سهرة حمراء فى بيتى، تخليت عن مقعدى، واقتربت من باب الغرفة المنشودة بخطوات مترددة، ونظرت من الثقب بحذر، فرأيت رجلى وهو يمارس الشذوذ مع أصدقائه، تسمرت فى مكانى، وكدت أن أفقد وعى من هول مارأته عينى، وبدأت اترجم كثير من تصرفات زوجى الغريبة، والآثار التى كنت المحها على جسده، وسر الباروكة الصفراء والقمصان الحريمى المخبأة فى دولابه، لملمت شتات نفسى وخلعت عنى ثوب خوفى وواجهته فلم يجد مفرا من الاعتراف بأنه شاذ، وأن زواجه من النساء جزءا يجمل به صورته أمام الناس ويدارى به على شذوذه".

تشيح الزوجة بوجهها صوب السلم الرخامى المفضى الى الطابق السفلى من المبنى العتيق وهى تختتم حكايتها:" تركت له البيت عائدة إلى بيت أهلى، وبوحت لهم بتفاصيل مأساتى لكنهم لم يصدقونى، فكيف لهم أن يصدقوا أن ابنتهم مازلت عذراء رغم حملها!، وكيف لهم أن يدركوا إمكانية حدوث الحمل نتيجة للممارسة السطحية!، حاولوا إقناعى بالعودة إلى زوجى الشاذ، فرفضت وأصريت على الطلاق منه، وبمجرد أن وضعت طفلى بعملية قيصرية، طرقت أبواب محكمة الأسرة لرفع دعوتى نفقة صغير وطلاق رغم معارضة أبى لهذه الخطوة خشية ضياع صيده الثمين، وخوفا من الفضيحة ألقى زوجى على مسامعى يمين الطلاق قبل الحكم فى الدعوى، كل ما أتمناه الآن أن يصدر الحكم سريعا فى دعوى نفقة الصغير، وأن أجد عمل يرحمنى من سيطرة أهلى".