شواذ الفكر على قنواتنا الفضائية

كل يوم الدولة تطالب بالتجديد في الدين وتترك المعتوهين فكريا يتلاعبون بالدين بل ويستضافون على القنوات الفضائية الحكومية وهذا االمسمى زورا وبهتانا: (المستشار والمحكم الدولي فلان) وهو لم يكن يوما مستشارا ولا محكما حتى في مبارة كرة شراب في السيدة زينب لكنه الآن تحت ستار هذا الاسم المختلق يعد أحد اساطين المعتوهين هؤلاء.
فالرجل في صفحته أو في البرامج التي يستضاف فيها ويفخر بها لا هم له سوى: هدم السنة والتقليل من مكانة الأزهر وعلمائه هذه هي رسالته في الحياة!!, فكيف تريدون من الأزهر وعلمائه البناء وتظهرون على الفضائيات من يجاهد في هدم ما يقام من بناء؟؟!!
وحتى لا نتجنى على الرجل فلننظر إلى هذا المقطع الذي يكرره على الهواء ويسجله في صفحته بلا خفاء، فهو يكتب نص ما يلي: (قول النبي ليس سُنَّة ، فالسُنّة هي الفعل المتكرر والمتلازم ابتغاء رضوان الله.. لذلك فإن إطلاق لفظ سُنّة على ما نطق به النبي -على فرض ثبوت نُطقُه به- لا يعتبر سُنة ملازمة ولا هو قول لازم، ولا هو يقرب من الجنة، ولا هو متكرر لنعتبره سُنة. فللرسول أن يأمر وينهى.. وهذا قول.. وهو ما نطق به.. لكنه ليس سُنة) انتهى . فالرجل لا يعتبر أقوال النبي من السنة، ولا أوامره ونواهيه التي قالها سنة! هذا هو سيادة المستشار: فقيه الأمة في هذه الآونة، وما قاله علماء السنة المعتبرين على مر التاريخ من أن السنة في تعريفها هي: ( أقوال النبي وأفعاله وتقريراته) لا قيمة لها عند عبقري العصر.
ولما علم أن عصا السلطان لا تبحث عن أمثاله من الشواذ فكريا أخذ يزداد غلوا في الافتراء، بل ويفخر ويقول: (انتظروني على قناة كذا في برنامج كذا) وممكن لمن يريد أن يتابعه يراه على قناة خاصة من قنوات أهل المصالح الذين يريدون توريط البلد في مشاكل فكرية وعقدية حتى يشتد لطمهم وتزداد إبراداتهم من الإعلانات التي تكثر مع برامج التوك شو هذه المتدنية لكن الأمر غير ذلك فقد افتخر منكر السنة هذا بأنه ضيف مرغوب فيه في القنوات الرسمية ويعلن عن ذلك بقوة على صفحته قائلا: (حلقة تليفزيونية بإذن الله سأكون على القناة الفضائية المصرية يوم الخميس الموافق 13 /11 /2014 ببرنامج [مثير للجدل] في تمام الخامسة والنصف بعد صلاة المغرب مباشرة)، نراه بالفعل يهلوس على قناة أخرى رسمية هي القناة الثقافية بعد ذلك بهذا الهراء وغيره.
والسؤال لكل مسؤول يريد الإصلاح بالفعل من أهل الإصلاح من العلماء. هل حقا تريدون فهم الدين فهما صحيحا وهل هذا الذي يصرخ في قنوات الشعب ويقول عن الدين: 1- (دين إبليس) 2- ونريد (إسلاما غير الإسلام) 3- ويكتب عنوانا ضخما يتهكم فيه بالسلف قائلا: (لا تغتروا بسلفكم الصالح). 4- وعنوانا آخر بجواره : (لماذا احتقر الفقهاء) 5- وأيضا عنوانا يقول فيه: (هل فقهاء الأمة قوما يعقلون) 6- ويكتب أيضا عنوانا أغرب من ذلك كله يقول للشباب فيه: (تعلموا الكفر من أئمة الحديث) وكل يوم يشكك الناس قي الفقه والعلماء والصحابة والتابعين، ويقول عن الأزهر وعلمائه: إنهم أجهل الخلق، وبطالب بمحاكمتهم علنا دون أي خجل، ويكتب (المحاكمة هي الحل) لأنهم توارثوا الجهل.
وغير ذلك كثير مما يوقعه تحت طائلة القانون هل هذا يفيد البلد في تجديد الخطاب الديني؟ هل ترون أن أمثال هذا وغيره يريدون تجديدا بالفعل أم تبديدا لخطابنا وديننا وتعاليم نبينا؟!. على كل حال إذا كانت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني من المسؤلين والإعلام الحكومي جادة فلنجتمع على كلمة سواء في طرد شواذ الفكر من بيننا، وإغلاق صفحاتهم التي يطلون من خلالها على وجوه وعقول أبنائنا حتى لا يخرب الوطن بسبب ما يقذفون من ترهات وافتراءات وأكاذيب. فالبلد في أمس الحاجة الآن إلى الصادقين لا الكاذبين والمعتوهين فكريا، وأيضا لابد من فلترة برامجنا من المرضى نفسيا، ووضع الأمور في نصابها والنظر بجدية إلى من يخرج على شبابنا بفكر يزعزع الأمن العقدي والوطنى ويطبق عليه قانون ازدراء الأديان حتى يرد الماء صفو لشبابنا وندع غيرنا ممن يكرهون أنفسهم يشربون كدرا وطينا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .