الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إفساد الذوق العام


الأغاني الشعبية جزء أصيل من التراث والثقافة، تجسد القيم الاجتماعية وتتقيد إلى حد كبير بالأطر الأخلاقية، فقد انتشرت أغاني هابطة وسيئة وبذيئة، ألحانها ركيكة، هذه الأيام ساعد على انتشارها انحدار الذوق العام وعدم الشعور بالجمال، لم تعد في الأغاني الشعبية قصة ولا حكاية وتحولت إلى صراخ وضجيج مع موسيقى صاخبة رنينية وكلمات هابطة لا تحتاج لشاعر، بل مجرد ترديد للكلمات السوقية .
والمدهش أن هذه الأغاني ليست خاضعة لأي جهة رقابية حكومية، نسمعها بالغصب من خلال سيارات الميكروباص المنتشرة في كل أنحاء الجمهورية والتكاتك التي أصبحت في كل مكان فقد تدهور مستوى الأغنية الشعبية في السنوات الأخيرة، خصوصاً تلك التي تؤدى في الأفلام السينمائية التجارية.، فمن يقدمون هذه الأغاني لا يملكون الحد الأدنى من الموهبة، في حين تجذب المراهقين والشباب الذين يتهافتون على حضور حفلات مؤديها والاستماع إليها .
فنحن نتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية انتشار هذه الأغاني، كيف يسمح أب لنفسه بأن تستمع أسرته إلى هذه الأغاني التي تحوي ألفاظاً وإيحاءات جنسية تخدش الحياء.
فكثير من الأغاني الهابطة التي تقدم في الأفلام التجارية تهدف إلى الربح المادي فقط وتمثل خطراً كبيراً على الإبداع والذوق العام لكونها تربي أجيالاً على كلام فارغ لا معنى له خصوصاً الأطفال وسيؤثر ذلك بشكل سلبي على الذوق العام .
أن سبب هبوط الأغنية الشعبية هي القنوات الفضائية التجارية التي لا يهمها غير المكسب السريع، التي لا تهتم بتدني الذوق العام للأغنية، كما أن أصحابها لا يعرفون ما هي الأغنية الشعبية فأصبح كل من يريد تحقيق الشهرة يغني كلمات سفيهة ولا معنى لها، فنسمعها في الشارع على ألسنة الشباب والأطفال الآن.
هذه الأغاني مجرد لحن واحد ويقدمها أشخاص ليس لديهم أي موهبة غنائية ولا حتى أصوات موهوبة، فأي فرد عادي يمكن أن يقدم هذا الشكل الغنائي الهابط، والأخطر أنهم يقدمون نوعية الأغاني القديمة والحديثة والكلاسيكية بأسلوبهم الهزيل المبتذل في الحفلات والأفراح الشعبية.
لا بد من قانون يحاسب كل من يفسد الذوق العام بمثل هذه الأغاني الهابطة ولا بد من الارتقاء بالأغنية الشعبية وعدم اللهاث خلف التجارة، ونحمل الرقابة دوراً كبيراً هنا، فلا بد أن تتابع العمل الفني جيداً والاستماع إلى الأغاني وبالأخص الأغاني التي يتضمنها الفيلم من خلال الأوراق التي تقدم لها مسبقاً للموافقة عليه، بمشاركة فنانين معروفين بالذوق الفني الرفيع .