قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

النخبة الغافلة


فى عام 2002، فوجئ الفرنسيون بما لم يتصوروه على الإطلاق، حيث أسفرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، عن دخول المرشح اليمينى المتطرف جان ماري لوبان جولة الإعادة، ضد الرئيس جاك شيراك، الذى يمثل يمين الوسط، وهو ما أدى إلى حالة من الاستنفار داخل المجتمع الفرنسى، لمواجهة ذلك المرشح المتطرف العنصري.
عاشت فرنسا أياما غير مسبوقة، نزل اليسار الذى خسر الانتخابات إلى الشارع، واستنفر المثقفون والفنانون كل ما يملكون لحث المواطنين على التوجه لصناديق الاقتراع، ومنع اليمين المتطرف من السيطرة على أهم منصب سياسي فى البلاد، وتوجه أكثر من 41 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الاقتراع، ومنحوا شيراك أغلبية غير مسبوقة بلغت 82%.
فرنسا والفرنسيون ثاروا من أجل العلمانية والليبرالية ومدنية الدولة، بينما فى مصر حينما نجد أنفسنا فى موقف مشابه بين مرشح محسوب على التيار الليبرالي، أو حتى التيار القديم، فى مواجهة مرشح إسلامى واضح وصريح، نجد مثقفين وفنانين على شاكلة المخرج خالد يوسف يقرر اختيار مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى، بينما هو نفسه كان يتظاهر أمام محكمة القضاء الإدارى بعدما أدرك مثل غيره أن الإخوان كانوا يسعون لتفصيل دستور على مقاسهم، وأقصوا من لجنة صياغته كل التيارات الأخرى.
للأسف خالد يوسف وغيره من الفنانين والمثقفين، ليسوا على شاكلة الفرنسيين الذين لا يقايضون وطنهم بأى شيء، بل يبيعوننا مجانًا للإخوان المسلمين، ويجرون ويهرولون إليهم طالبين منهم ضمانات حتى يمنحوهم منصب الرئيس فتكتمل سيطرتهم على كل مؤسسات الدولة.
تذكرت فرنسا بكل فخر، وعدت إلى وطنى بكل أسى، أسفت على نخبة هى السبب فى نكبة هذا الوطن.. تمنيت أن أغمض عينى وافتحها فأجد لدينا حسًا وطنيًا مثل الفرنسيين، ومظاهرات فى كل المدن ترفض سيطرة الإخوان، وترفض الدولة الدينية.. لكن كل ذلك لم يحدث.. فنحن نعيش مع نخبة غافلة، أو متغافلة!