«4 سنن» مستحبة عند إلقاء السلام

إلقاء السلام من الأمور التي حثنا عليها ديننا الإسلامي، وذلك لأنّه يزيد من الود والمحبة بين الناس، ويساهم في ربط أواصر العلاقات فيما بينهم، لقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ».
ولإلقاء السلام فى الإسلام آداب يستحب للمسلم اتباعها:
1- أن يسلم الراكب على الماشى، والماشى على القاعد، والفرد على الجماعة، فقد روي في صحيح البخاري ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ».
ذكر الإمام الماوردي قاضى القضاة أن المرء إذا مشى في السوق وفي بعض الأماكن التي يتلاقى فيها المتلاقون فإن السلام يكون لبعض الناس، لأنه لو سلم على كل من لقي لتشاغل به عن كل مهم، ولخرج به عن العرف، ويقصد بهذا السلام أحد الأمرين: إما اكتساب الود أو استدفاع المكروه.
2- يُستحبّ إذا دخل المسلم بيته أن يسلم، وإن لم يكن فيه أحد، وليقل: السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، فقد وروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ»، وذكر الله تعالى فى كتابه العزيز: «فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً»، سورة النور: آية 61.
3- ويستحب للمسم إذا كان جالسا مع قومٍ ثمّ قام ففارقهم، فالسنّة أن يسلّم عليهم، فقد رُوي في سنن أبي داود والترمذيّ وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ ؛ فَلَيْسَتْ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنْ الْآخِرَةِ».
4- يُستحبّ لمن سلم على شخصٍ فلم يرد عليه أن يقول له بعبارة لطيفة: رد السلام واجب، فينبغي عليك أن ترد علي ليسقط عنك الفرض، ورُوي في كتاب ابن السنّي عن عبد الرّحمن بن شبل الصحابيّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فَمَنْ أَجَابَ السَّلامَ فَهُوَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ السَّلامَ فَلَيْسَ مِنَّا».