قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في ذكرى وفاته..الإمام«الأوزاعي» صاحب مذهب أهل الشام والأندلس.. نصح الحكام ولم ينازعهم ملكهم


الإمام الأوزاعي..

إمام زمانه وعالِم أهل الشام.. تلقى العلم عن التابعين
صاحب مذهب فقهي خاص به عمل به مدة عند فقهاء أهل الشام والأندلس
اندثر مذهبه الفقهي لأن تلاميذه لم يجمعوه في الكتب
لم ينازع الحكام ملكهم ولم يستغلُّ مكانته الدينية للشَّغب عليهم
إمام زمانه والمحدث المشهور وعالِم أهل الشام هو الإمام والفقيه، عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، والذى يكنى بـ"أبو عمرو" وكنيته لأبيه على عادة بعض العرب بالرغم أن ابنه اسمه محمد.
مولده ونشأته
ولد بمدينة بعلبك في عام 88 هـ، لقب بالأوزاعي نسبة إلى محلة "الأوزاع"، وهى قرية خارج باب الفراديس من قرى دمشق، وتعود أصوله إلى همدان.
نشأ الأوزاعي بالبقاع يتيما في حجر أمه التي كانت تنتقل به من بلد إلى بلد وترعرع في وسكن العقيبة الصغيرة بدمشق ثم سكن بيروت مرابطا إلى أن مات فيها، وسمع جماعات من التابعين، كعطاء بن أبي رباح، وقتادة، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر، والزهري.
رحلاته في طلب العلم
زار الأوزاعي العراق، حيث سمع في البصرة من قتادة وسمع في الكوفة من عامر الشعبي، وانتقل إلى الحجاز حيث سمع في مكة من عطاء بن أبي رباح وسمع في المدينة من ابن شهاب الزهري ومن نافع المدني، وفي دمشق أخذ عن مكحول الشامي، واتصل بالإمام مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك وغيرهم.
كان الأوزاعي إماما لزمانهِ، ومحدثا مشهورا متصلاً ببعض العلماء الذين رووا عنه وروى عنهم أمثال الإمام مالك في الموطأ، والثوري، وقتادة، والزهري، وابن المبارك، وأبو إسحق الفزاري، وغيرهم، وكذلك روى الأوزاعي عن أصحاب كتب السنن المعتبرة، ومنهم البخاري في صحيحه، ومسلم القشيري النيسابوري وأصحاب السنن الأربعة المنوه بهم، والدارقطني، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبو حنيفة النعمان، ومحمد ابن جرير الطبري، وداود الظاهري، وصاحبهُ ابن حزم الأندلسي.
مذهبه فى الفقه
وأما مذهبه في الفقه فهو صاحب مذهب مندثر، كمذهب الليث بن سعد في مصر، ولا خلاف بين المؤرخين والفقهاء على أن هذا الإمام كان صاحب مذهب فقهي، ولم يكن محدث فحسب كما قال بعضهم، إلا أن علمه لم يجمعه تلاميذه في الكتب كما كان من أتباع أبي حنيفة النعمان وغيرهم فحافظوا على مذاهب معلميهم، وأنشأ مذهبًا مستقلاً مشهورًا عمل به مدة عند فقهاء أهل الشام والأندلس ثم اندرس، ولكن ما زالت له بعض المسائل الفقهية في أمهات الكتب.
علاقته بالحكام
وكان الأوزاعي رحمه الله في علاقته بولاة الأمور على منهج أئمة الهدى: لا يأتيهم، ولا ينازعهم ملكهم، ولا يستغلُّ مكانته الدينية للشَّغب عليهم، ولكن: إذا لقيهم، أو دخل عليهم واجههم بالنصيحة الخالصة: قويةٌ صريحةٌ، فيعلمون أنه لا يريد بها إلا وجه الله والدار الآخرة، فيهابونه ويكرمونه.
ودخل "عبد الله بن علي" عمُّ السفاح إلى دمشق، وأجلى بني أُمية عن الشام، وأزال الله دولتهم على يديه، وطلبَ الأوزاعيَّ، فتغيَّب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه، فقال: يا أوزاعيُّ، أيعدُّ مقامنا هذا ومسيرنا رباطا؟ قال: فتفكَّرتُ، ثم قلت: لأَصْدُقَنَّه، واستبسَلتُ للموت، ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وبيده قضيب ينكثُ به.
ثم قال: يا أبا عبد الرحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت يعني: بني أمية؟ قلتُ: حدثني محمد بن مروان، عن مطرِّف بن الشِّخير، عن عائشة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا يحلُّ قتل المسلم إلا في ثلاثٍ:... الحديث"، فقال: أخبرني عن الخلافة: وصيةٌ لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: لو كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك عليٌّ رضي الله عنه يتقدَّمه، قال: فما تقول في أموال بني أمية؟ قلت: إن كانت لهم حلالاً، فهي عليك حرام، إن كانت عليهم حراما، فهى عليك أحرمُ، فأمرني، فأُخرجت.
وقال الإمام الذهبي "رحمه الله": قد كان عبد الله بن عليّ ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعيُّ يصدعه بمرِّ الحق كما ترى، لا كخَلْقٍ من علماء السُّوء، الذين يحسِّنُون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعَسْف، ويَقْلِبُونَ لهم الباطل حقًّا قوى أو يسكتون مع القدرة على بيان الحقِّ.
وفاته
توفي في بلاد الشام ببيروت يوم الأحد 28 من صفر سنة 157هـ - 16 يناير 774م، وهو دون السبعين بسنة واحدة.