قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مايصحش كده

0|ياسمين بدوي

مرت وزارة التربية والتعليم، خلال الأربعة أشهر الأخيرة، بالعديد من الأوضاع والظروف التي تجبر كل من يتابعها من المواطنين الشرفاء على ترديد مقولة "مايصحش كده" !
فعندما يكون لدينا وزير يغلق على نفسه مكتبه، ويوقع قرارات وينقل ويندب ويقيل موظفين وقيادات، ويصدر تعليمات من خلف الأبواب المغلقة، دون أن يصارح الرأي العام عن طريق الإعلام بكواليس كل ما يفعله من إجراءات، فلا بد أن نقول له: "مايصحش كده" !
وعندما يكون لدينا وزير يرى أن التوسع في بناء المدارس الخاصة حل مقنع لأزمة ازدحام الفصول والكثافات، متجاهلا بذلك كل الأصوات التي تنادي بضرورة التمسك بمجانية التعليم؛ حفاظاً على حق الفقراء في التعليم.. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما نعلم من كبار خبراء التعليم المصريين، أن الوزير لم يهتم حتى وقتنا هذا بإجراء أي لقاء معهم لأخذ مشورتهم في حال التعليم ومشكلاته، بل ولم يحدثهم حتى ولو عبر الهاتف، معتمدا على مقولته الشهيرة "أنا أستاذ تخطيط ومناهج وفاهم أنا بعمل إيه".. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما يكون لدينا مستشار ومتحدث إعلامي في الوزارة ، يمنع الوزير والقيادات من الرد على استفسارات الصحفيين ليكون هو الصوت الوحيد الذي يتحدث في الوزارة ، ويضمن ألا ينشر عن الوزارة في الإعلام إلا البيانات المليئة بتهويل الإيجابيات وتصغير السلبيات.. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما يتم تجاهل دعوة الصحفيين المسئولين عن تغطية أخبار الوزارة من حضور جولات الوزير بالمدارس واجتماعاته الداخلية بالقيادات، تحت شعار "ما إحنا بنبعت لكم البيانات" .. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما يتجرأ مسئولو الوزارة ويوجهون اللوم والعتاب الصريح للصحفيين على قيامهم بنشر سلبيات ومشاكل وتجاوزات الوزارة ، قائلين لهم دون أي خجل: "ركزوا على الحلو وراعوا العيش والملح" .. فلابد أن نقول: "مايصحش كده" !
وعندما ينتفض موظفو قطاع الكتب التابع لوزارة التربية والتعليم، ويقدم للوزير الحالي منذ بدء توليه المنصب، أدلة تثبت تورط بعض قيادات القطاع في وقائع فساد وتلاعب، وفي المقابل لا يهتم الوزير حتى بإصدار بيان يفيد بفتح التحقيق فيما قدم إليه من أدلة حتى الآن، متجاهلاً حالة الغليان التي يعيشها شرفاء القطاع فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما تتكرر في مدارسنا حوادث طعن التلاميذ لبعضهم بالأسلحة البيضاء، وكذلك حوادث تحرش الطلاب ببعضهم أو بمعلماتهم ، بل وحوادث إهانة معلمي ومديري المدارس بالقول والفعل من جانب أولياء الأمور، كل ذلك في ظل وجود وزير لا يعاقب المعتدين بعقوبات صارمة بل ويرفض السعي لتوفير أفراد لتأمين المدارس بأي وسيلة بحجة أن "الميزانية لا تسمح".. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما يكون لدينا صرخات واستغاثات من الطلاب المصريين المغتربين بالسعودية، والذين يشكون من عدم قدرتهم على امتحان الترمين الدراسيين في امتحان واحد آخر العام، ويطالبون بحقهم في المساواة بزملائهم الذين يؤدون الامتحان في مصر في كل ترم على حدة.. وتقابل هذه الصرخات بمقولة "طلبكم هايكلفنا فلوس كتير" .. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما تتعمد الوزارة افتتاح 7 مدارس جديدة للمتفوقين في 7 محافظات العام الحالي، وتقبل فيها مئات الطلاب، دون أن تهتم أصلا بإنهاء تجهيزات هذه المدارس قبل بدء الدراسة ودون أن توفر فيها احتياجات الطلاب من معامل وأجهزة لاب توب وأماكن إقامة آدمية، مما تسبب في إرباك العام الدراسي بالنسبة للطلاب، وعندما لا تخجل الوزارة من هذا الوضع، ثم نجد الوزير يتحدث في الإعلام عن خطته لتعميم التجربة في كل محافظات مصر.. فبالطبع لا بد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما يكون لدينا وزارة تفتخر دائما في بياناتها بالإعلان عن تحويل المعلمين والمعلمات ومديري المدارس للتحقيق لأي سبب من الأسباب، ثم تتجاهل الوزارة إصدار بيان يوضح نتائج تلك التحقيقات للرأي العام ، لإنصاف من ثبتت براءته من التهم المنسوبة إليه وفضح من ثبت تقصيره والإعلان عن العقوبة التي نالها ليكون عبرة لغيره.. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما تشهد لجان امتحانات الفصل الدراسي الأول لصفوف النقل والشهادات، محاولات غش سواء غش جماعي أو بالمحمول.. دون أن تعلن الوزارة عن تطبيق عقوبات القانون الذي أصدره رئيس الجمهورية في هذا الشأن على هذه الحالات، فلا بد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما تتحدث الوزارة عن خطتها لمحاربة الدروس الخصوصية، دون أن تتحدث أو حتى تلمح من بعيد عن نيتها لتحسين أجور المعلمين في مصر، لتشجيعهم على التوقف عن إعطاء الدروس.. فلا بد أن نقول: "مايصحش كده".
وعندما تتحدث الوزارة عن ضرورة إجبار الطلاب على الانتظام في الحضور بالمدارس طوال اليوم الدراسي، وتشديد عقوبات المتغيبين، دون أن تهتم الوزارة أولا بإصلاح المناخ المدرسي وتدريب المعلمين وتحسين الكتب المدرسية لجذب الطالب على الحضور لمدرسته.. فلابد أن نقول: "مايصحش كده".
كل هذه الأوضاع المذكورة مجرد عينات بسيطة من الأوضاع الخاطئة الكثيرة التي تعاني منها منظومة التربية والتعليم أمام أعين الجميع "حكومةً و شعباً" ، والمؤسف أنها تتزايد يوماً بعد يوم دون أن يكون هناك تحركاً فعلياً للحد منها، حيث تكتفي الوزارة بإصدار بيانات "كله تمام والوزارة مسيطرة ولسه هاتشوفوا أكتر من كده".
وتكتفي الحكومة بالتقارير التي يعرضها وزير التعليم أسبوعيا عما حققه من إنجازات شكلية ليس لها فائدة .. ثم يصاب مواطنو هذا الشعب بالإحباط ولا يجد أمامه إلا ترديد عبارة "مايصحش كده" !