قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أول حدادة بمصر .. امرأة صقلتها النيران


"الحاجة أم الاختراع" والمرأة القوية هي التي تستطيع تحمل البيت ومسئوليته خاصة لو فقدت الأسرة قضبانها، بهذه الكلمات بدت الحاجة نادية عوض الله نموذجا مجسدا من أبناء محافظة الاسماعيلية والتي تنضم لباقة إقليم القناة وسيناء حيث تتميز سيداتها بالتمرد والرغبة في التحدي.
وبالرغم من كون قرار عملها في مجال الحديد، الذي هو مخصص لعالم الرجال، إلا أنها أكدت سعادتها به الآن خاصة لأنه كشف لها عن عالم آخر بعيد كل البعد عن طبيعة المرأة.
وأضافت، بابتسامة بكثير من الأسى، إن موت زوجها ترك أثره عليها خاصة أنه ترك لها ليس فقط أطفالها بل هناك أيضا ورشة حدادة وهناك عمال بالورشة ينفقون على أسرهم.
وقالت إنها خوفا علي مصير أطفالها الثلاثة ومصير العمال وأسرهم قررت بشكل مفاجيء الخروج إلى العمل، ونظرا لأنه لا يجوز لها أن تعمل عند أحد، وهي صاحبة أعمال، قررت خوض تجربة إدارة الورشة مستندة إلى ما لديها من معلومات ضعيفة جدا من زوجها، حيث كان يوميا يرسم في بيته بعض أشكال الكريتال ، فاكتسبت منه بعض الخبرات.
اضطرت الحاجة نادية، كما يناديها الكثيرون، ولا سيما العمال الذين يعملون بالورشة الحدادة لديها، للخروج واقتحام "قيد العادات والتقاليد" ، مؤكدة أن ذلك ليس لإنجاز بطولة ما إلا أنها وجدت نفسها مجبرة على الحفاظ على مصير الأسر بدلا من اتعاسهم إلى الأبد الأمر الذي كان بمثابة الحافزلديها.
ووسط انتقادات الأهالي ولوم الأقارب تحولت نادية إلى مدير ورشة حديد بعدما كانت امرأة اريستقراطية، تؤكد نادية أنها حملت على عاتقها مسئولية نجاح إدارة الورشة.
وبالفعل كانت قاسية جدا مع العمال رافضة أي تهاون أو تخاذل وحتي لا تهتز سمعة الورشة حرصت على الالتزام بمواعيد التسليم، كما أكدت أن هناك عقوبات إلا أن الهدف كان أسمى من أي عاقبة وأقوى.
ومن تلك العقبات قيامها بطرد العمال السابقين والذين أثاروا عدة أزمات فور توليها زمام الأمور الأمر الذي جعلها تقوم باتقان بعض الأعمال البسيطة دون أن تغلق الورشة لكنها استعانت باثنين من العمال استمرا معها إلى الآن.
وتزايد عدد العمال نظرا لضغط العمل خاصة بعدما أكد العملاء بالورشة التزام الورشة بمواعيد تسليم الأعمال المطلوبة بالإضافة لدقة العمل مما ميز الورشة بإدارتها النسائية الحكيمة وجعلها تحتل مكانة مميزة كاول ورشة حديد في مصر تتولى إداراتها امراة وأن الحديد ونيرانه يمكن أن يصادقا امراة ، ولم تتول نادية أمور الإدارة فقط بل أيضا عملت بيديها في بعض عمليات الخراطة وتحويل قطع الحديد إلى أشكال زخرفية.
تبدا نادية يومها في الثامنة صباحا حيث بداية عمل الورشة ثم تتناول الإفطار مع العمال يليه فنجان القهوة الذي تحرص على تناوله أمام باب الورشة التي تطل على أبرز شوارع الاسماعيلية وهو الشارع الثلاثيني الذي تقام به الورشة منذ عشرات الاعوام.
ثم تقوم بتوزيع الأعمال على العمال لإنجازها، ويستمر العمل بالورشة حتى الخامسة عصرا، تعود بعدها لاستكمال يوم عمل آخر يبدأ من الخامسة والنصف وهو إعداد مائدة الطعام ولم شمل الأسرة.
كما حصلت نادية على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير كان أبرزها عند تكريمها تارة كأم مثالية وأخري كسيدة مثالية.
الغريب أنك عندما تتحدث معها تجد حقا أن هناك من النساء من لا تقل عن الرجال من حيث القوة والصلابة، وكأنها أخذت من الحديد صفاتها الحسنة لتجد امرأة حقا في نهاية حديثك معها ترفع لها القبعة احتراما.