قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هادي يصف ثورة الشباب اليمني في 2011 بأنها امتداد طبيعي لتضحيات اليمنيين

0|أ ش أ

وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ثورة الشباب اليمني السلمية في 11 فبراير 2011 بأنها امتداد طبيعي لتضحيات ونضالات الشعب اليمني وثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر اللتين قامتا بالأساس ضد حكم الإمامة الذي يعتمد حصر الحكم في السلالة وسيلة وحيدة لانتقال السلطة وضد النفوذ الأجنبي الاستعماري الذي جثم على صدر شعبنا ١٢٨ عاما.
وقال هادي في خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة اليوم الخميس، إن الشعب اليمني تنبه للانحرافات الخطيرة التي كان نظام علي عبدالله صالح يقوده إليها من خلال فرض مشروعه العائلي الصغير متسترا بلباس الجمهورية فاستيقظ في مثل هذا اليوم بكل طلائعه الحرة وصنع ثورة فبراير المجيدة التي أسقطت رهانات القوى الخاسرة في الداخل والخارج وشكل هذا اليوم يوما جامعا لكل نضالات الشعب اليمني ضد التهميش والإقصاء والحرمان ..تلك النضالات التي بدأت في الجنوب الحبيب منذ عام ٢٠٠٧ متمثلة بمطالب وأهداف ثورية عبر حراك سلمي عكس الحالة الثورية من وقت مبكر.
وأكد أن نضال الجنوب عبر حراكه السلمي المدني الذي قدم تضحيات كبيرة رافضا للإقصاء والتهميش والاستحواذ ومتطلعا للمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية والحرية والكرامة والعدالة وكافة الحقوق المدنية وهي ذاتها المطالب التي استحضرها بقية أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وقواه في عام ٢٠١١ في إطار الثورة السلمية الشعبية وخاصة وهو يدرك التركيبة المعقدة للنظام والتي أصبح معها مستعصيا على الإصلاح .
وأضاف أن صالح حاول التمسك بالسلطة والاستماتة حولها فأزهق الأرواح وسقط الضحايا على امتداد الساحات مما دفع أشقاؤنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي كعادتهم في لملمة الصف العربي عموما والصف اليمني على وجه الخصوص وبما اقتضته القرابة وحقوق الجوار إلى المبادرة بطرح المبادرة الخليجية التي هدفت بالأساس لإعادة ترتيب البيت اليمني وبما يضمن خارطة طريق تمضي نحو التحول المنشود دون الدخول في خيارات غير محمودة وبذلت الكثير من الجهود التي قوبلت لعدة شهور بتعنت كبير ولا مسئولية واضحة من قبل صالح وأعوانه حتى اضطر مكرها على التوقيع على المبادرة الخليجية مدعيا تسليمه السلطة فيما هو يبطن الشر والرغبة في الانتقام من الشعب اليمني.
وأشار الى أنه بعد توقيع المبادرة الخليجية دخلت اليمن مرحلة الانتقال السياسي الذي رسمته تلك المبادرة وبذلنا جميعا جهودا كبيرة لتفكيك الحالة التي أنتجتها التوترات خلال المرحلة السابقة واستطاع اليمنيون انتزاع فتيل الحرب عبر مؤتمر تاريخي للحوار الوطني حتى كادت اليمن أن تتحول لنموذج ملهم لبقية بلدان الربيع العربي وذهبنا في مسار سياسي وانتقالي لصناعة التحول نحو اليمن الجديد بما يمثله من ديمقراطية وشراكة ودولة اتحادية وعدالة اجتماعية بإجماع وطني وشعبي من أجل إخراج الوطن إلى النور، ولكن قوى التخلف والظلام الإمامية خلال كل تلك الفترة كانت تعد عدتها للانقضاض على كل شيء مسنودة ببقايا نظام صالح التي لم يرق لها اليمن الجديد .. وهذه القوى الإمامية مسنودة بتعهدات ودعم إيراني والمشروع العائلي الصغير لصالح مسنودا بإرثه السلطوي وأدواته التي صنعها خلال ثلاثة عقود.
وقال الرئيس هادي إنه بينما كان الشعب اليمني ينتظر مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد للاستفتاء عليه والذهاب لانتخابات ديمقراطية رئاسية ونيابية والخروج من الحالة الانتقالية الى الحالة السياسية المستقرة للدولة انقضت هذه المجموعات الظلامية في تمرد وانقلاب عسكري هاجمت معه المدن وأهانت مؤسستي الجيش والأمن وسيطرت بقوة المليشيات وبقوة جيش تم صناعته بولاء عائلي خالص على كل مفاصل الدولة وقتلت الأبرياء وأوقفت العملية السياسية وصادرت الحريات بمختلف أشكالها وأدخلت البلاد في حالة حصار اقتصادي ودمرت الاقتصاد الوطني ونهبت الاحتياطي النقدي للدولة وأنتجت قطيعة دبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء.
وأكد أنه يجب على الشعب اليمني أن يدرك أن سبب الانقلاب هو رفض تلك المليشيات وصالح وأعوانه لما تحقق لشعبنا في مخرجات الحوار الوطني وما وضع في مسودة الدستور الجديد من توجهات عادلة للشراكة الحقيقية التي تمنع الاستحواذ والاستئثار بالسلطة والثروة وهي ذات المعاني التي وضعتها ثورة الشباب في أهدافها وحركت معها المياه الراكدة وبكل تأكيد فإن هذه المعاني تبقى الحل العادل والطريق الآمن لليمن القادم.
وأضاف الرئيس أنه لم يكن أمامه والحكومة من خيار ونحن نرى الوطن اليمني يوشك على السقوط النهائي بيد هذه المليشيات الخاضعة لتوجهات إيرانية عدوانية وعائلة لم تعد ترى في الوطن شيئا سوى صورة وحيدة لرجل حاقد منتقم وحتى يظل اليمن بلدا متماسكا يحمل الهوية الوطنية المعبرة عن الذات اليمنية ولكي نرى وطننا في سياقه العربي وفي مكانه بين إخوانه في العروبة فقد قررنا طلب التدخل العسكري والسياسي الشامل من إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وفي مقدمتهم السعودية للقيام بدورهم في منع سقوط اليمن وترسيخ السلطة الشرعية وإنهاء الانقلاب والتمرد والقضاء على الحالة الفوضوية التي مزقت النسيج الوطني وانقلبت على السلطة الشرعية وهددت الأمن القومي العربي وأقلقت السلام العالمي وعرضت البلاد برمتها للخطر الجسيم فما كان من أشقائنا إلا أن لبوا نداء إخوانهم وقاموا بواجب النصرة والجوار وشكلوا تحالفا عربيا واسعا مثل حالة عربية فريدة لطالما كانت الجماهير العربية تتطلع لمثلها.
وأشار إلى أنه يعي تماما آلام وحجم معاناة الشعب نتيجة الممارسات الإجرامية والهمجية لتلك المليشيات ، والوضع الاقتصادي الذي أوصلوا البلاد إليه .. مؤكدا أنه حرص على تجنيب المؤسسات المالية أي صراعات رغم الممارسات العابثة وغير المسئولة للمليشيات وذلك حرصا على تجنب المزيد من الانهيار الاقتصادي وللحفاظ على استمرار دفع مرتبات الناس ومستحقاتهم.
وأكد هادي مبشرا الشعب اليمني بأن ساعة الخلاص قد اقتربت وأنه عما قريب سينفض عن نفسه غبار المليشيات وحالة الفوضى وستعود اليمن أقوى وستتحرر تعز منبع ثورة 11 فبراير وملهمتها وستعود صنعاء وصعدة وحجة وعمران وتهامة وسننتصر بإذن الله وستنهزم تلك العصابات والمليشيات وأدواتها المختلفة ومسمياتها المتنوعة وجماعات الموت والإرهاب وسينكسر الإرهاب وسيهزم وسنعود للبناء والتنمية والإعمار ومناقشة مسودة الدستور في الهيئة الوطنية وسنمضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمع عليها أبناء الشعب.
ووجه الرئيس في ختام خطابه الحكومة في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاعتبار يوم 11 فبراير من كل عام عيدا وطنيا للبلاد.