قال الدكتور عبد الفتاح عيسى البربري، عضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية الرئيسية، إن شرور اللسان على الإنسان متعددة المناحي، ولكن أخطرها الكذب على الله ورسوله، بأن يتحدث بدين الله عز وجل بلا علم.
وأوضح «البربري» خلال برنامج «ركائز الدعوة»، أنه ليس للمؤمن التدخل في غير مجاله، مصداقًا لقوله تعالى: «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»، وحذر الرسول قائلا: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ»، و«دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك».
وأضاف أن العارفين صنفوا الرجال في أربعة أنواع: أولهم رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاسألوه، والثاني رجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل ثالث لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك جاهل فعلموه، والأخير رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك مكابر فامقتوه.
وأكد أن هذا الصنف الأخير -المُكابر- مجترئ على ربه، لأن العلم أمانة والكلمة مسئولية، والكذب على الله ورسوله عاقبته وخيمة، كما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
ولفت بأن الذين يكذبون على الله ويقولون عليه ما لا يعلمون، ويُدخِلون في الدين شيئًا ليس منه، فحسبهم ما قال تعالى في كتابه الكريم: «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ».