لن نرضي.. إلا بالثأر ورد يُـشفي الغليل

عاشت مصر حالة حزن وأسي شديدين علي مدي الساعات الماضية ومنذ اعلان كارثة الهجوم علي موقع للقوات المصرية علي حدود مصر مع الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية.. سيطرت علي المشاعر موجة عارمة من الاحباط والغضب نتيجة ما اتسمت به هذه العملية من غدر وعدوان علي حرمة الصيام والاستهانة بمقدرات السيادة المصرية. لا جدال ان سقوط 6١ شهيدا واصابة 7 بهذه الصورة البشعة.. من أبناء قواتنا العاملة في تأمين سيناء يعكس قصورا وتهاونا وإهمالا يحتاج ايضاحه الي الشفافية وتحمل المسئولية الوطنية.
ليس من تفسير لما حدث سوي ان هناك شبه خيانة للأمن القومي المصري الذي أصبح مهددا. كلنا ندرك ونعلم يقينا أهمية سيناء لهذا الأمن القومي المصري وأن عدم توفير الحماية له وقدرات الردع يعني ان مصر أصبحت سداح مداح. إذا أضفنا إلي ذلك تدهور أوضاع الأمن الداخلي فإن هذا يعني ان لا دولة مصرية وأن الأمر يحتاج إلي ثورة شعبية أكثر فاعلية من ثورة ٥٢ يناير التي أسقطت النظام السابق. اننا في أشد الحاجة إلي هذه الثورة من أجل توفير الحماية لمصر المخترقة والمهددة بالإخطار الخارجية والداخلية التي تستهدف سيادتها وأمنها واستقرارها بل ووجودها.
ان ما حدث لا يسمح بالكلام العاطفي العبثي من جانب المسئولين في قطاع غزة حيث لا يخفي علي أحد أن بعض الذين شاركوا في العملية الإجرامية التي تعرضت لها قواتنا يحملون الهوية الفلسطينية. إثبات هذه الحقيقة يعطي دليلا بأنهم جاءوا إلي أرض سيناء من غزة إما عبر الأنفاق أو تسللا من الحدود المصرية. علي هذا الأساس لا يمكن تبرئة حركة حماس صاحبة انقلاب غزة من هذه العملية الخسيسة التي ليس لها من هدف سوي هز الاستقرار المصري.
الغريب ان تتعرض الأرض المصرية وحياة أبناء قواتنا الحدودية لهذا العمل الغادر بعد أيام قليلة من هذه اللقاءات العاطفية الحارة بين الرئيس محمد مرسي ومعه رموز جماعة الاخوان وبين رئيس وزراء غزة المقال من السلطة الفلسطينية. تمت هذه التقاربات برعاية من العلاقة التي تربط الطرفين في إطار مشاعر »الأخونة«.. المثير أيضا ان يأتي هذا العدوان علي السيادة المصرية علي حدودنا المشتركة مع قطاع غزة والارض الفلسطينية المحتلة بعد أقل من اسبوع علي تصريح رئيس الوزراء الحمساوي هنية والذي تحدث فيه عن مصرية سيناء بما أعطي ايحاء بأن هناك شكوكا حول هوية هذه الأرض التي ارتوي ترابها المقدس بدماء مئات الآلاف من الشهداء المصريين.
إنني لا أعتقد أبدا بأن يكون لأي مصري تجري في عروقه دماء مصرية وينتمي لهذا الوطن له علاقة بهذا الهجوم الذي تعرض له الموقع المصري. ان ما حدث يعطي مؤشرا بأن الذين قاموا به ليسوا مصريين وقد يكون بعضهم مصريين بالاسم ولكنهم عملاء يعملون لصالح اجندات غير وطنية.
في هذا المجال لابد وأن أقول ان المسئولين عن أمننا القومي- رغم الكثير من المؤشرات- لم يكونوا علي مستوي المسئولية في مواجهة هذا التصعيد في ممارسات الغدر الدموي. انهم ودون أي مواربة يتحملون جانبا أساسيا مما حدث وهو ما يتطلب أقصي الحساب.
ان القضية وبهذه الصورة التي تمس كرامتنا وعزتنا وسيادتنا لا تحتاج إلي اجتماعات وإنما تستلزم العمل القوي الرادع الذي يؤكد قدرتنا علي مواجهة هذه الأخطار. نريد ردا قويا حاسما باقصي سرعة يشفي الغليل الشعبي. ان ما جري هو حلقة جديدة في مسلسل التهاون في التصدي لهذه الاعمال الارهابية المبرمجة. اننا في انتظار التحرك الايجابي وليرحم الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته..
نقلا عن الأخبار