هل فتح النقراشى كوبرى عباس على طلبة جامعة القاهرة؟

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تطلع الشعب المصرى للإستقلال عن الإنجليز ولكنه فوجئ برغبة الانجليز البقاء فى قناة السويس وفى يوم 9-2-1946 عقد طلاب جامعة القاهرة (فؤاد الأول وقتها) مؤتمرا ضخما خرجوا بعده فى مظاهرة كبيرة نحو قصر عابدين و عند وصولهم كوبرى عباس صدرت الأوامر بمحاصرة الطلاب و ضربهم ثم تم فتح الكوبرى ليسقط مئات الطلاب بين قتيل و غريق وكان وقتها يتولى النقراشى باشا رئاسة الوزراء و وزارة الداخلية معا
فى يوم 12 فبراير يقيم الطلاب مؤتمرا لتأبين شهداء كوبرى عباس فيتصدى لهم البوليس و يحدث بهم جراحات كثيرة ويقوم الملك بإعطاء النقراشى قلادة محمد على مكافأة له على قمع مظاهرات الطلاب.
تتغير الوزارة وتمر الايام و يختار الملك النقراشى رئيسا للوزراء مرة ثانية و يبدأمسلسل الخيانات مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 48 و دخول الجيوش العربية للحرب فى فلسطين كالتالى:-
1-إختار النقراشى القائد الانجليزى جلوب باشا لقيادة الجيش المصرى ضد اسرائيل و كانت أوامره بمثابة فخاخ للجيش المصرى.
2- بصفته رئيس وزراء شارك مع الملك فى إمداد الجيش المصرى بالسلاح الفاسد
3- وافق مع الملك على الهدنة لانقاذ الجيش الاسرائيلى من الهزيمة عندما كادت تل أبيب تسقط فى أيدى كتائب الاخوان المجاهدين.. حتى تم امداد اليهود بمزيد من السلاح.و منع السلاح من ابناء مصر.
4- قام بإصدار أمره بإعتقال كل من شارك فى الحرب ضد إسرائيل من الإخوان المسلمين ويتم القبض عليه عند عودته من جبهة القتال و يعذب فى سجون سيناء بواسطة البوليس السرى .
5- مع توالى انتصارات الاخوان فى فلسطين زادت شعبيتهم فقام النقراشى بإصدار أمرا بحل جماعة الإخوان المسلمين فى 8-12-1948 بناءا على طلب الملك و الانجليزى و قبض علي كل القيادات ما عدا حسن البنا و صادر شركات الإخوان و شرد الآف من العمال كل ذلك وجزء كبير من شباب الأخوان موجدون فى أرض فلسطين يحاربون مع الجيش المصرى ضد الصهاينة و النقراشى يطعنهم فى ظهورهم لأنهم إنتصروا على اسرائيل فأصبحوا خطرا على الملك و كان المخطط لهم أن تقوم إسرائيل بقتلهم فيستريح منهم الملك و لكن الله نصرهم و إنقلب السحر على الساحر.
انتشرت بين فئات الشعب خيانة النقراشى للبلد و فى يوم 28-12-1948 يقوم طالب شاب من كلية الطب البيطرى بدافع فردى بقتل النقراشى انتقاما لخيانته منذ مذبحة كوبرى عباس مرورا بالاسلحة الفاسدة ,ولما كان هذا الطالب له صلة بالاخوان و لكنه لم يجد أيا من قيادات الاخوان لينصحه " لأن كل القيادات كانت فى السجن ما عدا حسن البنا و كان محاصرا لا يستطيع أحد الوصول إليه. " و رغم ذلك أعلن البنا أن من فعل ذلك ليس إخوانى السلوك و لا إسلامى المنهج و هنا ندم هذا الطالب على مخالفته لمبادئ الاسلام و هي أن " عقاب الخونة من المسؤولين تقوم به محاكم الدولة و لا يجوز للافراد أن يقتلوهم حتى و إن استحقوا القتل حتى تتأسس دولة قانون لا دولة فوضى" .على الفور أعترف الطالب بتفاصيل قتله للنقراشى نادما لانه خالف منهاج الاسلام بغير علم و قامت المحكمة بإعدامه شنقا .ورغم كل هذه الحقائق و بعد سبعون سنة مازال البعض يعتبر الاخوان جميعا أراهبيين ظلما مستدلا بهذه الحادثة.
ونقول ان السادات قتل أمين عثمان عميل الانجليز و اعتبر الناس ذلك عملا بطوليا و ليس إرهابيا رغم أن أفعاله أقل من النقراشى.
وقام شاب من مليشيات الحزب الوطنى (الذى أسسه مصطفى كامل ) بقتل بطرس غالى عميل الانجليز عام 1910 و اعتبره الناس بطلا رغم أن بطرس حكم بأعدام عدد قليل أمام المئات الذين تسبب النقراشى فى قتلهم يوم أن فتح كوبرى عباس. أو فى حرب فلسطين.
قامت مجموعة من مليشيات محسوبة على حزب الوفد باغتيال اسماعيل زهدي باشا و اعتبر ذلك عملا وطنيا
الخلاصة في أيام الاحتلال الانجليزى كانت كل الاحزاب السياسية بما فيها جماعة الاخوان و الوفديين و السعديين و الاحرار الدستوريين و غيرهم تمتلك مليشيات مسلحة تحارب الانجليز وبعضها يقوم باغتيال المصريين الخونة ... إلا أن الاخوان كانوا لا يوافقون على قتل المصريين الخونة خشية الفوضى .و كان الإخوان يصممون على أن هذا حق محاكم الدولة منفردة حتى لا يستغل البعض إلصاق تهمة الخيانة فيستحل قتل خصومه السياسين. ومن هنا وصف البنا من قتل النقراشى بأنه ليس من الاخوان لأنه خالف منهجهم و لكن هذا لا يبرأ النقراشى من سلاسل القتل و السجن و التعذيب لصالح الملك و الإنجليز.