قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

باحثة فرنسية لـ "صدى البلد": تشكيلة حكومة "الحريري" ستكشف الخيارات الاستراتيجية والمواقف السياسية للبنان.. وأطراف إقليمية تحاول طرح أجندتها من خلالها

0|حسن محرم

باحثة فرنسية المقيمة في بيروت:
الانتخابات الرئاسية خلقت الظروف الملائمة لاستقرار الوضع الأمني والسياسي
التسوية بين عون والحريري تمت بعد تشاورهما التام مع إيران والسعودية
السعودية تتمنى إبعاد عون عن حزب الله وجذبه إلى صفها


أجرى "صدى البلد" اتصالا بـ"لينا كنوش" الباحثة الفرنسية المقيمة في بيروت والمختصة في الشأن اللبناني، لمحاولة التعرف على مستقبل الأوضاع في لبنان بعد انتخاب ميشال عون كرئيس للبلاد وتعيين رئيس تيار الاستقلال، سعد الحريري رئيسا للوزراء.

وأكدت "لينا كنوش"، وهي من أصول جزائرية، وحاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية بجامعة سان جوزيف ببيروت، أن تشكيل الحكومة اللبنانية أصبح يحتل الأولوية في الصراع بين إيران والسعودية، أكثر من معركة الرئاسة.

كيف تتوقعين مستقبل لبنان بعد انتخاب ميشال عون؟

في إطار إقليمي مضطرب، ينبغي التزام الحذر وتجنب أي توقعات على المدى الطويل، فهذه الانتخابات التي تعتبر ثمار تسوية بين القوى السياسية الرئيسية في لبنان وحلفائهم الإقليميين، سوف تسمح بزيادة الوضع الإقليمي للبنان، وكذلك منع أي تحولات عنيفة داخلية ذات الطابع الطائفي أو السياسي.

يمكن القول أيضا أن الانتخابات الرئاسية خلقت الظروف الملائمة لاستقرار أكبر للوضع الأمني والسياسي، الذي لا يزال، على الرغم من ذلك، مرتبط بالعامل الجيوسياسي الإقليمي وتطور الوضع الاقتصادي، لذا فإن كل هذه الأمور تجعل من الصعب التوقع بمستقبل لبنان.

كيف تفسرين صراع النفوذ بين القوى الإقليمية لاسيما السعودية وإيران وتأثيرها على المرحلة ما بعد الانتخابات؟

على الرغم من أن صراع النفوذ بين الرياض وطهران قد وصل إلى ذروته على الساحة الإقليمية وقاد إلى تأجج الصراعات المباشرة وغير المباشرة، إلا أن الانتخابات الرئاسية في لبنان أيضا تبقى نتيجة تسوية سياسية بين الجهات الفاعلة المحلية والراعين الإقليميين، فالتسوية بين عون والحريري تمت بعد تشاور تام مع الحلفاء الإقليميين، سواء إيران بالنسبةلعون والسعودية بالنسبة للحريري.

تشكل هذه التسوية، نتاج لرغبة القوتين الإقليميتين بوضع لبنان بعيدة عن محاولات الإضطرابات في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن صراع النفوذ بين الدولتين لن يستمر تحت أشكال أخرى، مثل الضغوط السياسية والاقتصادية.

الأمر المهم في الوقت الحالي، هو مراقبة المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة عن قرب ، لأن كل طرف إقليمي سوف يحاول أن يطرح أجندته في الحكومة المستقبلية، في الحقيقة، هذه المفاوضات تجرى في ظل توترات قوية، حيث يحاول كل طرف أن يفرض ثقله من أجل ضمان نفوذه داخل الحكومة الجديدة التي ستشكل السلطة التنفيذية في البلاد.

هل قبول السعودية بالتسوية التي قدمها الحريري جزء من خطة تهدف لكسر التحالف بين عون وحزب الله؟

من المؤكد أن السعودية تتمنى إبعاد عون عن حزب الله وجذبه إلى جانبها، لكن هذا السيناريو ليس واقعيا، فعون لا يمكن أن يخاطر اليوم بالانفصال عن حليف موثوق فيه، لاسيما في وقت أن علاقات القوى تصب في صالح حزب الله وإيران، لكن، وعلى العكس، ليس هناك شيء يمنع أن يقيم علاقات جيدة مع القوتين المتنافستين.

كيف يمكنك تقييم تعيين الحريري كرئيس للوزراء وما الدور المنتظر من حزب الله؟

كما يعلم الجميع، فإن تعيين الحريري جزء أساسي من التسوية بين تيار المستقبل وعون، فالتصويت على رئاسية عون مقابل تعيين الحريري على رأس الحكومة، ومن هذا المنطلق فإن حزب الله سيسعى بالتأكيد لدعم حلفائه كي يصبح لديه الحق في التدخل في الحكومة الجديدة وفرض ثقله أمام الأطراف السياسية الأخرى.

تشكيل الحكومة الذي سيكون خلال الأسابيع المقبلة، سوف يكون لعبة سياسية كبرى، سيحمل صراعا قويا وخطيرا بين القوى الإقليمية، فمن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم تحديد الخيارات الاستراتيجية والمواقف السياسية والإقليمية للبنان.