الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استبعاد حسام غالي سر فوز مصر على غانا


حقق منتخب مصر فوزا ثمينا وصعبا على منتخب غانا بهدفين نظيفين ليعتلي الفراعنة صدارة مجموعتهم في تصفيات كأس العالم 2018 ويقتربوا خطوة من تحقيق حلم الصعود للمونديال.

للأسف الشديد انتقد الكثيرون أداء منتخب مصر في المباراة وانتقدوا مدربه الارجنتيني هيكتور كوبر لكونه لعب بخطة دفاعية محكمة واعتمد على الهجمات المرتدة وهو أمر غير معتاد على الجماهير المصرية خاصة في المباريات التي تقام في مصر وسط جماهير غفيرة.

منتخب مصر يلعب منذ ما يقرب من 30 سنة كرة هجومية ، وكرة جميلة ولكنه يخفق دائما في تحقيق الحلم في التأهل لكأس العالم ، وتكون الكرة الهجومية سببا في خسارة المنتخب لمباريات كثيرة وخروجه من التصفيات.

الكرة الحديثة تعتمد في المقام الأول على التأمين الدفاعي ثم البحث عن تسجيل هدف بعد ذلك ، وهو ما فعله مورينيو مع تشيلسي وفاز بالدوري ، ويفعله دييجو سيميوني مع أتليتكو مدريد وفاز بالدوري الإسباني ووصل نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين ، وهو نفس ما فعله البرتغالي مانويل فيريرا مع الزمالك وفاز بالدوري بعد غياب 10 سنوات كان الزمالك يلعب فيها كرة هجومية جميلة وممتعة ولكنه كان بعيدا عن منصات التتويج ، وهو ما فعله هيكتور كوبر نفسه عندما كان مدربا لفالنسيا الإسباني ووصل نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين بفريق متوسط ، أي أن النتيجة والفوز وتحقيق البطولات أهم كثيرا من الكرة الجميلة والمهارة والمتعة.

الكثيرون ينتقدون هيكتور كوبر رغم انه قاد الفراعنة للوصول لكأس أمم أفريقيا بعد غياب 7 سنوات كاملة ، وحقق الفوز في كافة مبارياته وتعادل مباراة واحدة مع نيجيريا بملعبها وتأهل على حساب نيجيريا القوية ، وللأسف قلل البعض من هذا الانجاز وقالوا إن منتخب نيجيريا متواضع وثبت جهلهم بعد أيام قليلة بعدما فازت نيجيريا على زامبيا بملعبها ثم فازت على الجزائر بثلاثية وتصدرت مجموعة الموت في التصفيات واقتربت بشدة من التأهل للمونديال عن أصعب مجموعة.

عندما يلعب أي منتخب مع منتخب قوي يجب أن يلعب بطريقة دفاعية محكمة وهو ما فعله كوبر أمام غانا التي تمتلك نجوما كبارا محترفين في أكبر أندية أوروبا وتصل قيمتهم حوالي 90 مليون يورو ، علما بأن نفس هذا المنتخب فاز علينا منذ عامين فقط بنصف دستة أهداف في عهد المدرب الامريكي بوب برادلي.

ننتقل إلى نقطة أخرى وهي استبعاد حسام غالي من منتخب مصر والذي يطالب البعض باعادة ضمه مرة أخرى، ويؤكدون أنه لو شارك كان سيكون الأداء أفضل كثيرا في منتصف الملعب ، وأود الحديث في هذه النقطة ليس من الناحية الفنية ، ولكن من زاوية أخرى بعيدة تماما قد تبدو غريبة لدى البعض.

حسام غالي تم استبعاده ليس لأسباب فنية ولكن لأسباب أخلاقية بسبب عدم التزامه مع المنتخب وتعامله بشكل غير لائق وبتعال وغرور مع بعض اللاعبين الصغار في المنتخب ، بالاضافة لتعامله بشكل غير لائق مع مدرب المنتخب أسامة نبيه والتقليل منه وعدم احترامه، بل وطلب كوبر وهاني أبو ريدة من حسام غالي الاعتذار لجهاز المنتخب ولكنه تعالى ورفض ذلك.

هيكتور كوبر يرى أن الالتزام والأخلاق أهم من الأمور الفنية ، ووجود لاعب غير ملتزم في أي فريق أو منتخب حتى لو كان لاعبا مميزا يجعل الأمور داخل الفريق غير مستقرة ، وعدم معاقبة اللاعب غير الملتزم يجعل باقي اللاعبين غير ملتزمين ويجعل الفريق ينهار، وهو ما حدث في الزمالك لسنوات طويلة في عهد المعلمين جمال حمزة وشيكابالا وآخرين ، وهو نفس ما فعله كوبر عندما كان مدربا لانتر ميلان الايطالي وقام باستبعاد النجم البرازيلي رونالدو بسبب عدم التزامه.

كل المدربين الناجحين في مصر كان عنوانهم الالتزام ومعاقبة اللاعب المخطئ واستبعاده مثل الراحل محمود الجوهري ، والمعلم حسن شحاتة ، ومانويل جوزيه في الأهلي ، ومانويل فيريرا في الزمالك ، وكانوا يستبعدون أي لاعب غير ملتزم مهما كانت امكانياته الفنية.

نقطة أخيرة دينية ، وهي أن الله سبحانه وتعالى قال إن العدل اساس الملك ، وإن الله دائما يوفق الشخص الملتزم أخلاقيا "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" ، ولذلك رغم أن المنتخب لعب مباراة سيئة أمام غانا الا أن توفيق الله ساند الفراعنة وحققوا الفوز بسبب العدل الذي يسود جهاز المنتخب والتزام اللاعبين وعدم وجود لاعبين غير ملتزمين، أما في حال ضم حسام غالي رغم مشاكله وعدم التزامه كان من الممكن أن يؤدي المنتخب مباراة أفضل كثيرا فنيا ويسيطر على اللقاء ويهدر أهدافا بالجملة ولكن توفيق الله لا يسانده وتفوز غانا بهدف من هجمة مرتدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط