الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا ما بعد ترامب


الانتخابات الرئاسية الامريكية .. محيرة فى مساراتها .. مفاجئه في نتائجها .. لكنها كاشفه ايضًا.

جاء ترامب الى السلطة .. بأجندة يمينية .. بنفس الطريقة التي خرجت بها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .. لا عجب في ذلك فترامب أعلن موقفه المؤيد لخروج المملكة المتحدة من أوروبا حتى قبل اعلان نتيجه الاستفتاء.

أوجه الشبه بين نتائج الانتخابات الأمريكية واستفتاء بريطانيا كبيره وعديده .. فكلاهما جاء مفاجئا وصادمًا .. ثم أن اليمين القومى هو الذى لعب الدور الأكبر في تحديد النتائج وخلفياتها.

النتائج فى واشنطن تلوح في افق انتخابات الرئاسة المقبلة في باريس .. وعبر الاطلنطى هناك تغيرات كبرى .. اليمين القومي أعلن عن وجوده وتأثيره.
 
بشكل عام هذه الانتخابات انتقالية .. وهذا الرئيس انتقالى لفترة رئاسية واحدة .. والرجل له مثيل في التاريخ الامريكى .. قارنوه بريجان وستكتشفون أنه ليس حدثا استثنائيًا في التاريخ الامريكى.
 
هناك تغير حقيقي في الحالة السياسية الامريكية المحلية .. هناك تيارات جديدة من داخل الحزبين الديمقراطى والجمهوري سيخرجان الى الوجود خلال السنوات الاربع المقبلة.

نحن أمام تهيئة المناخ المحلى الامريكى والعالمى .. الى خطاب سياسي امريكى جديد .. ستكون فترة ترامب القاطرة لإنجاح هذا الخطاب .. سيتعطش العالم لخطاب جديد . يتم تحضيره وتجهيزه .. أما ترامب ربما سيكون المسمار الأول في نعش اليمين الامريكى.
 
الخطاب الامريكى في 2021 .. سيكون اقرب الى كلمات بيرنى ساندرز .. والى كتابات جورج سوروس الأخيرة .. وأكثر تعبيرًا عن أفكار صمويل هنتنجتون ونظريات جوزيف ناى فيلسوف القوة الناعمة .. كجزء من خطة واسعة من خطط الحرب النفسية الموجهه للداخل الامريكى قبل أن يتم توجيهها الى العالم ككل.
 
نحن امام تغيير عميق في شكل المعادلة التي حكمت واشنطن منذ الحرب الباردة .. وترامب ليس بداية التغيير .. إنما هو فزاعة التغيير .. او لنقل المحفز للتغيير.

حاول كثيرون تصوير نجاح ترامب على أنه تغيير في الاستراتيجية الامريكية .. وهم أخطأوا في التفريق بين السياسية والاستراتيجية.
 
قد تتغير لغه خطاب ترامب وطبيعه العناصر التي سيستخدمها في تنفيذ خطة واشنطن لخمسين عاما قادمة .. لكن المفاجأة أن ترامب .. أعلن عن سياسة أقرب الى نهج أوباما.

ترامب وجه نفس الرسالة الى حلفاء واشنطن التقليديين تقول .. ادفعوا وساهموا فى حماية أمنكم حتى تقوم واشنطن بالتزامتها تجاه اوروبا والخليج .. وتلك نفسها سياسة اوباما تجاه الناتو والخليج تحت شعار ادارة اوباما " الشراكة المتساوية".

قال ترامب في حملته الرئاسية .. ان إدارة أوباما صنعت داعش واستخدمتها .. لكن السؤال حقًا .. هل يريد ترامب محاربة داعش .. وما البديل الذي سيقدمه ترامب لإنجاح الاستراتيجية الامريكية في العالم.

هل سيستبدل ترامب الدواعش بالقاعدة .. أم سنرى شكلًا جديدًا من الحروب التي تشنها شركات الأمن الخاصة تحت رعاية الجيش الامريكى .. على شاكلة ما حدث في العراق بعد الغزو.

الخلاصة.. امريكا بصدد تحول تاريخي .. وأوروبا تعيش ارتباكا حقيقيا .. وبريطانيا تعيش أجواء الخروج من أوروبا .. الغرب فى أزمة انتقالية .. وتلك فرصة لابد من استغلالها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط