الإرهاب ليس كيانا مستقلا بذاته .. إنه حالة يتم استخدامها .. سابقًا كان له أدوار سياسية .. وكان أداة للضغط والتفاوض .. الآن تحول الإرهاب من لاعب يستخدم في الضغط السياسي .. الى لاعب استراتيجي يلعب الأدوار الرئيسية في القيام بما لا تستطيع ان تقوم به الجيوش .. وبدأ ذلك مع التحول التاريخى الذى أحدثته داعش .. بعد ان قام الإرهاب باحتلال الأراضي وإنشاء دول.
كل منطقة من العالم لها مفاتيحها .. والمقصود بالمفاتيح النقاط الرخوة التي يمكن من خلالها التحكم في مجريات الأحداث .. تارة بالضغط العنيف الممنهج .. وتارة بالأساليب الناعمة و الدبلوماسية .
في أمريكا الجنوبية كانت المخدرات وعصابات المافيا هي إحدى الوسائل التي تم من خلالها تفكيك حالات المقاومة في السلفادور وكانت إحدى وسائل السيطرة على المناطق الحدودية وداخل المجتمعات ونقلها والتحكم فيها والسيطرة على أفكارها واتجاهاتها.
في منطقتنا يلعب الإرهاب دور البطولة في إدارة الصراع في كل شبر من المنطقة .. والميليشيات الإرهابية في مصر تقوم بعملياتها بأهداف ليس من ضمنها ما يردده البرادعى بأن العنف يولد العنف .. الحقيقة هو أن الارهابي يفجر نفسه دون أن يعلم أن الدول التي دربته ومولته تُفجره من أجل صراع في شرق المتوسط او في مضيق باب المندب .
ومصر تعود بقوة إلى الساحة الإقليمية وسط تنافس معلن تارة أو خفي تارة أخرى مع دول لها رصيد كبير في دعم الإرهاب، وتقوم باستخدام الميليشيات في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا .. وتلك الميليشيات لها وجه شيعي وآخر سُنى .. ويستخدم الاثنان في تصعيد الصراع على الدوام .. وحرق الأرض.
الدول التى تحرك الإرهابيين .. لا تستخدم المتفجرات فقط .. إنها أيضًا تطلق خطابًا سياسيًا يحقق الغرض من التفجير الإرهابي .. المراد خارجيًا هو صناعة حالة سياسية ضاغطة على القرار السياسي داخليًا بعد أن فشلت الضغوط الخارجية .
إننا نواجه تنظيمات تديرها أجهزة استخبارات، إن هذه التنظيمات الإرهابية تدير عملياتها وفق صراعاتها الإقليمية ضد مصر . إن الإرهابيين تحكمهم الأهداف الاستراتيجية للخصوم " تتعدد أهدافهم اقتصاديا وعسكريًا والآن اجتماعيًا ".
اللجوء لضرب الكاتدرائية الآن .. قد يتبعه عمل يستهدف جامعا وهذا جزء من خطط واضحة تستهدف ضرب حالة التماسك الاجتماعى بعد صمود المصريين بعد القرارات الاقتصادية التى ساهمت فى رفع الأسعار .
المثير أنه وسط مشاعر الغضب خرجت هتافات ذات طابع سياسي كاشفة على بعد أمتار من الكاتدرائية ، تلك الشعارات والهتافات مكملة للخط السياسي الذى أراده الإرهابيون.
أخيرا .. نحن أمام حالة طائفية تجتاح المنطقة العربية كلها .. دينيا وعرقيا .. ويراد لمصر أن تدخل هذا المناخ الإقليمي لتدخل فى حالة الفوضى .
وختاما .. الإرهابيون هم جنود يعملون فى جيوش إقليمية .. تستخدم مرجعيات الإرهاب كغطاء فكرى يجذب جمهور الغافلين .. وليس هناك ما هو أخطر من جيوش العدو التى يؤيدها جمهور يساندهم باسم عقيدة سياسية أو دينية .. المواجهة هنا مع طابور خامس صنعه الاحتلال قديما لمواجهة استقلال القرار الوطنى .. وأصبحت جزءا من سياستهم المعتادة فى مواجهة مصر.