الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشهدان تحققا بالفعل.. وداد حمدي لكاميليا: "يارب تتحرقي".. والأخيرة: "يارب تنضربي بالسكين"

صدى البلد

في مشهد سينمائي قالت الفنانة وداد حمدي للفنانة كاميليا : «يارب تتحرقي»، وردت عليها الأخيرة: «يارب تنضربي بالسكينة» وهو ما حدث لهما بعد ذلك في الحقيقة.. فهل كان الدعاء مجابا؟.

حدث هذا المشهد في 3 إبريل 1950، عُرض فيلم «قمر 14»، من إخراج نيازي مصطفى، وبطولة محمود ذو الفقار وكاميليا، بمشاركة فردوس محمد، عبدالفتاح القصري، ووداد حمدي، وتدور أحداث الفيلم حول زواج ابن أحد الباشوات سرًا من ابنة صاحبة بنسيون «فندق صغير»، والتي تعرف بقرار الباشا- والد زوجها- بمصاهرة ابنه بأحد الأثرياء فتدعى العمل خادمة في قصر والده، فيقع الجميع في حبها.

الفنانة كاميليا رحلت فى حادث الطائرة رقم 903 التى كانت تستقلها متجهة إلى سويسرا بغرض العلاج، ولكن سقطت الطائرة فى حقول محافظة البحيرة بالقرب من منطقة الدلنجات.

وفور سقوط الطائرة التقطت مجموعة من الصور النادرة لحادث الطائرة وتم تصوير جثث الموتى الذين كانوا متواجدين بالطائرة وكانت من بينهم الفنانة الراحلة الكاميليا، التى ظهرت جثتها محترقة ومتفحمة ولكن الشرطة تعرفت عليها عن طريق الحلق التى كان ترتديه، وحذائها الستان الأخضر الذى كان بنفس لون الفستان.

أما الفنانة وداد حمدي فقد شهدت وفاتها مأساة حقيقية، حيث قتلت الفنانة البسيطة فى منزلها القاطن فى ميدان رمسيس على يد الريجيسير "متى".

وقصة مقتلها هى قصة بالفعل تصلح أرضا خصبة للروايات البوليسية والمتعلقة بالجريمة، فقد عانى القاتل "متى" من ديون كثيرة جعلته يكره حياته، حاول مرارا وتكرارا أن يتحصل على أموال من فنانين وغيرهم لكن الأبواب أغلقت جميعها فى وجهه، وأخيرا ظهر الشيطان الذى يسكنه وبدأ فى التفكير بمنطق الجريمة.

وكما تروى اعترافاته بعد القبض عليه بعد جريمته التى راحت ضحيتها الفنانة وداد حمدى، أنه علم أنها تسكن فى شقة بمفردها وهى سيدة عجوز، لن تتمكن من المقاومة، ولديها كثير من المجوهرات التى ستحل أزمته، وعلى الفور اتصل متى بالفنانة القديرة، وأخبرها أنه يرشحها لدور فى فيلم تنتجه الفضائية المصرية، وأخذ منها موعدا ليحضر به هو ومنتج العمل ومخرجه، فى الموعد المحدد والذى تأجل أكثر من مرة، صعد "متى" لشقة وداد حمدى التى تتواجد فى الطابق السابع، استقبلته الفنانة الكبيرة وضايفته وسألته على المنتج والمخرج فأخبرها أنهما يشربان الشيشة على أحد المقاهى، وسيحضران فى الحال.

أخذ "متى" الضليع فى فكر الجريمة يتحدث مع وداد حول دورها فى الفيلم الجديد، خصوصا أنه أحضر معه بالفعل سيناريو لفيلم جديد تحت الإعداد، وفجأة سكت وطلب منها أن يدخل المرحاض، فاستأذنته حتى تحضر له فوطة من غرفة النوم، لكنها سمعت بخطوات قدمه تتبعها، ففوجئت به يحمل سكينا، فما كان منها سوى أن قالت له "إحنا هنهزر"، لكنها سرعان ما اكتشفت أنه لا علاقة للأمر بالمزاح، فتوسلت له أن يتركها ويأخذ أموالها ومصوغاتها وكل ما يريد لكنه رفض خوفا من أن تبلغ عنه وطعنها فى ظهرها ثم فى رقبتها وبطنها حتى وصل عدد الطعنات إلى 35 طعنة، وبحث عن مجوهراتها فلم يجد سوى 200 جنيه، وكاسيت فأخذهما ومحا بصماته وأغلق الأبواب، بعد أن حملها ووضع جثتها على سريرها وغطاها بالملابس، ثم فر هاربا.

فى اليوم التالى حضرت شقيقتها ليلى التى قلقت عليها لعدم ردها على الهاتف، وصعدت لشقتها لتصاب بهيستيريا بعد أن وجدت جثة شقيقتها ملقاة على السرير، اتصلت بالشرطة من عند الجيران، حيث حرص "متى" على قطع أسلاك الهاتف قبل الرحيل، وحضرت الشرطة على الفور، وبعد التحريات توجهت الشكوك لمتى الذى قبض عليه، وتماثلت بصماته وتحاليله مع خصلة شعر وجدت فى يد القتيلة وداد حمدى.

اعترف "متى" بجريمته وحوكم، وحكم عليه بالإعدام ونفذ به الحكم، بعد أن قضى على حياة فنانة رائعة أعطت للفن كثيرا دون أن تأخذ منه شيئا، لتفارق الحياة فى عام 1994 عن عمر يناهز 69 عامًا.