تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من الغرود والكثبان الرملية والصخور المتعددة الأشكال والألوان بصحرائها الشاسعة، فضلًا عن الجبال السوداء والتي يجهلها كثيرون من أبناء المحافظة وعلي رأسهم المسئولون.
يقول إسلام محمود، منسق رحلات سفاري، إن الجبال السوداء تقع بين الصحراء البيضاء بمركز الفرافرة والواحات البحرية، لكنها قريبة من الواحات البحرية أكثر من واحة الفرافرة، ولكنها تتبع الوادي الجديد إداريًا وتبعد حوالي 50 كم من مدينة البويطي التابعة للواحات البحرية, وذلك بطبيعة عمله كمنسق رحلات سياحية ومرورة بمعظم الجبال والوديان مع الأفواج السياحية.
وأوضح "محمود" أنها سميت بهذا الاسم لوجود طبقه من المسحوق الأسود تغطي تلك الصحراء، فضلًا عن تواجد الصخور والجبال بها مغطاة باللون الأسود وكانت نتيجة تآكل الصخور، ويوجد بتلك الصحراء تلال سوداء بركانية وهاجة، تتمتع بمناظر ساحرة خلابة، خاصة عند شروق الشمس والغروب، فضلا عن الليالي القمرية تظهر تلك الصحراء كلوحة زيتية لمنتجع بيئي وسط الصحراء.
يقول حمود أبو الليل من مواطني البحرية إن العربان والبدو يمرون من الحين للآخر بالجبال السوداء ويأخذون كميات كبيرة من المسحوق الأسود المتناثر أعلى الجبال دون رقيب ما يؤكد أن هذا المسحوق الأسود له قيمة يجهلها الكثيرون.
من جانبه أكد الجيولوجي أحمد عبد السميع أن الأحجار السوداء توجد بها نسبة من المعادن وقد تكون نفيسة وتحتاج لتحليل معملي ودراسات للتأكد من قيمة المعادن المتواجدة بها ولكن بُعد الجبال السوداء عن أعين المسئولين وعدم اهتمامهم بها جعلها عرضة للنهب من قبل عربان البدو.
وأكد مجدي سليمان، عضو بجمعية أصدقاء السائح أن معظم المسئولين بالمحافظة يجهلون تلك الصحراء ظناً منهم أنها لا تتبع محافظة الوادي الجديد، علمًا بأن استغلالها كمنتجع سياحي بيئي يوفر العديد من فرص العمل للشباب، فضلاً عن تسويق المحافظة سياحيًا.
وأوضح "سليمان" أن الحكومة كانت قد أعلنت عام 2010 منطقتي الصحراء السوداء والواحات البحرية محميات طبيعية بسبب غناها وتنوعها البيولوجي كمنطقة أبحاث علمية عالمية، وذلك بعد اكتشاف ثاني أضخم هيكل لديناصور في العالم بالقرب من جبلي الدست والمغرفة على حدود الصحراء السوداء في منطقة متاخمة للبويطي .