- كونت فرقة مسرحية باسمها مثلت بوابة دخول أي فنان لعالم الشهرة
- عزيز عيد علمها القراءة والكتابة والتمثيل ثم تزوجها رغم فارق السن
هي رائدة المسرح العربي، سارة برنار الشرق، الفنانة الراحلة فاطمة رشدي، التي يوافق اليوم الذكرى الـ21 لرحيلها.
اعترف لها معظم نجوم الزمن الجميل بالفضل في شهرتهم وانتشارهم، ففرقتها المسرحية كانت البوابة الأولى التي يجب على الجميع اجتيازها للوصول إلى السينما والمجد والشهرة هي إحدى علامات التطور والنهوض بالفن العربي، لم تكن فاطمة رشدي مجرد اسم لفرقة فنية تقوم بتقديم عروضا فنية مميزة جديدة ومبتكرة فقط، بل كانت إحدى علامات السينما المصرية منذ تقديم الأفلام الصامتة وحتى وقت قريب.
ولدت بمحافظة الإسكندرية في عام 1908 وكانت الشقيقة الرابعة لعزيزة ورتيبة وإنصاف رشدي اللاتي اشتغلن أيضًا بالفن وفي العاشرة من عمرها بدأت كمغنية في فرقة أمين عطا الله، حتى أسند إليها دورًا ثانويًا في إحدى عروضه المسرحية.
تنقلت "رشدي" بين الفرق المسرحية حتى تعرفت على الفنان عزيز عيد، الذي علمها القراءة والكتابة، وأصول التمثيل ثم تزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما، حيث قدمها إلى فرقة رمسيس لتحصل على البطولة الأولى بها في مسرحيات الذئاب القناع الأزرق الشرف ليلة الدخلة، ثم قامت ببطولة مسرحية النسر الصغير، والتي أطلق عليها بعدها لقب (سارة برنار الشرق) خاصة أن برنار قامت ببطولة هذا العمل في لغته الأصلية.
انفصلت رشدي عن عزيز عيد لغيرته الشديدة حتى قررت أن تكوّن فرقة خاصة بها قدمت من خلالها العديد من الأعمال المسرحية، ثم اتجهت إلى المجال السينمائي في عام 1928 بفيلم (فاجعة فوق الهرم)، والذي يعد من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
بعد هذا المشوار الثري المليء بالعطاء سواء كان على مستوى العمل المسرحي الذي قدمت له أكثر من 100 مسرحية، أو على مستوى الأداء السينمائي، الذي قدمت فيه أكثر من 17 فيلمًا في 16 عامًا.
وفي عام 1969 قررت فاطمة رشدي اعتزال الفن، ما أدى إلى انحسار الأضواء عنها وتدهورت حالتها المادية والصحية، ووصل بها الأمر إلى أن شاهدها الكثيرون في أواخر أيامها أمام باب مسرح الأزبكية بالقاهرة، وهي تلعن الفن الذي أوصلها لهذه الحالة وأجبرها على العيش في حجرة بأحد الفنادق الشعبية بوسط القاهرة وعندما علم الفنان فريد شوقي بالأمر لجأ إلى المسئولين ليخصصوا لها شقة تليق بمكانتها وتاريخها الفني، إلا أن القدر كان أسرع من روتين الوزارة والمسئولين لترحل الفنانة فاطمة رشدي وحيدة في 23 من يناير من عام 1996 قبل أن تتسلم الشقة.