عرش وزير التعليم في مهب الريح.. البرلمان يرصد سقطاته.. تدهور الوزارة والمناهج الأبرز.. والنواب: «محتاجين شخصية جريئة»

غطاس:
التعليم في مصر «مرقع» وبحاجة إلى وزير سياسي
برلمانية:
وزير التعليم يتخذ قرارات صحيحة في أوقات خاطئة
برلماني:
وزير التعليم لم يهتم بالتعليم الفني وتطوير المناهج

انتقدات برلمانية يواجهها وزير التربية والتعليم الحالي والتي تزيد حدتها مع اقتراب التعديل الوزاري المزمع تنفيذه، مما تجعله عرضة للإطاحة والتغيير، نتيجة التدهور التي تشهده المنظومة كل يوم وكان آخرها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2015- 2016.

ووفقًا للتقرير الذي فضح الوزير؛ احتلت مصر المرتبة 139، وهو المركز قبل الأخير في محور جودة التعليم الأساسي "الابتدائي"، حيث جاءت في المركز 139 والمركز 111 في جودة التعليم العالي والتدريب، في حين جاءت دولة قطر في المركز 27 بمعدل جودة 5.1، لتحتل المرتبة الأولى عربيًا.

لم يُكذب الدكتور سمير غطاس، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، التقرير ولم يدافع عن الوزير حيث قال إن التعليم في مصر يعاني من تدهور شديد؛ جعل مصر تحتل المراكز الأخيرة في التصنيفات العالمية منه، مشيرًا إلى أن التعليم المصري أصابه العار، فالدروس الخصوصية تبدأ من «كي جي وان» حتى الجامعات بمختلف كلياتها، وهو أمر تنفرد به مصر عن غيرها من الدول.

وأوضح "غطاس"، أن حل الأزمة يحتاج إلى وزير شجاع يعترف بوجود أزمة في منظومة التعليم ثم بعد ذلك يختار تجربة تعليم في أي بلد من البلدان المتقدمة في التعليم ويطبقها داخل مصر، مستطردًا: "الكل بيقول ولادنا عباقرة ومحدش حاسس بالأزمة".

وتابع: "التعليم الإلزامي في حالة انهيار لدرجة إن الطالب بيوصل للصف السادس الابتدائي وليس لديه القدرة على كتابه اسمه.. التعليم عندنا «مرقع» بمعنى إن أي دولة تدينا منحة؛ نبني لها مجموعة مدارس لحد ما بقى عندنا مدارس أمريكية ويابانية وفرنسية.. إلخ".

وأكد النائب أن وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى ثورة في السياسات بجانب تعيين وزير سياسي وتربوي، لافتًا إلى أن الوزير الحالي قد يكون تربويا لكنه منعدم السياسة، مما لا يجعله غير صالح للمرحلة الحالية.

من جانبها، ذكرت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم، أن التعليم في مصر يحتاج إلى مجهود كبير لنتمكن من معالجة التدهور الذي أصابه منذ سنوات عدة، مشيرة إلى أن البرلمان يحاول التعاون مع الحكومة لإحداث تطور شامل في منظومة التعليم.

وأكدت النائبة، على ضرورة الاهتمام بتطوير التعليم الأساسي باعتباره حجر الأساس لباقي المراحل، موضحة أن مشكلة وزير التربية والتعليم الحالي تتمثل في اتخاذه قرارات صحيحة في أوقات خاطئة، مما جعل وزارته تعاني من تخبط شديد مع عدم وجود إنجازات.

وتابعت: "الوزير طبّق درجات على الغياب والحضور لإجبار الطلاب على الذهاب إلى المدرسة كل يوم في ظل عدم وجود أماكن أو إمكانيات تسمح بحضورهم وجلوسهم داخل الفصول حتى نظام البوكيلت الذي طبقه الهلالي لا يعتبر إنجاز حقيقي لإنه صدر في توقيت خاطئ وسيحدث المزيد من الارتباك والبلبلة".

وانتقدت عضو لجنة الحكومة بشكل عام، مؤكدة أنه لا يوجد سياسات واضحة يتبعها الوزراء أو آليات تساعدهم على اتخاذ القرارات وإنجازها في أسرع وقت، فما يحدث عبارة عن كلام "فضفاض" وقرارات عشوائية مُتخبطة.

في السياق ذاته، قال النائب فايز بركات، عضو اللجنة، إن التعليم الأساسي منظومة كاملة ومتكاملة تحتاج إلى تغيير وتطوير شامل، مؤكدًا أن التغيير يحتاج إلى ميزانية وإمكانيات مادية بجانب السياسات، وهو ما تفتقر إليه مصر.

وأضاف "بركات"، أن الوزير الحالي لم يهتم بتطوير التعليم الفني لتخفيف الضغط عن الجامعات، مشيرًا إلى أن التعليم الفني "كلام نظري" ويفتقر إلى التطبيق العملي من خلال ربط التعليم بالورش والإنتاج.

وتابع النائب أن البطئ في تطوير المناهج سقطة آخرى يحاسب عليها الوزير بجانب مطالبته بالاستغناء عن الكتب واستبدالها بالاسطوانات التعليمية وإدخال الأجهزة الحديثة إلى المدارس والفصول وغيرها من القرارات التي تحتاج إلى ميزانية مرتفعة لا تتوافر في مصر خلال الفترة الحالية.

وأكد عضو لجنة التعليم أن المنظومة تحتاج إلى تغيير حقيقي يتمثل في الفكر والسياسات وليس تغيير وجوه فقط، كما طالب بضرورة رفع ميزانية التعليم الحالية لأنها لن تكون كافية للتطوير، مستطردًا: عايزين وزير جريء يفكر بره الصندوق".