الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليبيا وسيناء.. شائعتان في شهر واحد


الشائعات عن وجود طائرات روسية فى قاعدة سيدى برانى غرب مصر، تشبه الشائعات التى قام بها اليمين الإسرائيلي الشهر الماضي، بتهجير أهالى غزة إلى سيناء، ثم تم تأكيد أنها لم تطرح من الأساس فى بيان من رئاسة الجمهورية استتبعه تصريح لنتنياهو شخصيًا بأن الموضوع لم يتم طرحة مطلقًا، المثير أن الشائعتين تمتا بأدوات أعلامية تركية وقطرية.

الشائعة الأولى تمت في إطار محاولات اليمين الإسرائيلي لإضعاف حكومة نتنياهو، وسط توقعات داخل اليمين الإسرائيلي، أنه مع بداية المباحثات بشأن الدولتين، سيقوم نتنياهو بالدعوة لانتخابات مبكرة، سيتبعها تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ائتلافية تضم حزب العمل اليسارى، وكان الهدف من الشائعة محاولة تصدير أزمة داخل مصر المؤيدة لمسار التفاوض على أساس حل الدولتين.

الشائعة الثانية، تتعلق بالقلق الغربي من دعم مصر للجيش الوطنى الليبي، ودخول روسيا على خط الصراع في دعم الجيش الوطنى الليبي، لكن ما السر وراء شائعة وجود طائرات روسية في قاعدة سيدى براني.. الحكاية كالتالى:
 
قامت الميليشيات التي تدعمها تركيا بهجوم على منطقة الهلال النفطي، لمحاولة إنقاذ حظوظها التي بدأت تنهار في ليبيا، بعد أيام من تصريح ميركل فى القاهرة والذى قالت فيه بالنص: "لابد من إشراك تركيا وقطر فى المفاوضات النهائية للوضع فى ليبيا"، تصريح المستشارة الألمانية هو محاولة للحفاظ على حظوظ حلف الناتو الذى تمثله تركيا بشكل مباشر وغير مباشر في ليبيا، في هذا الإطار حاولت ميليشيات تركيا وقطر أن تفرض الأمر الواقع نظرا لضعف موقفها بعد اضطرابات طرابلس.
 
هزيمة الميليشيات التركية في معارك الهلال النفطي أضعفت موقف تركيا وقطر من المفاوضات، وهذا يفسر هرولة موزا شيخة قطر إلى السودان، لإنقاذ ميليشياتها فى طرابلس، وذلك عبر إمدادات عسكرية بالسلاح عبر دارفور، بالمناسبة.. السودان وقطر يلعبان هذا الدور منذ ما قبل سقوط القذافي.

هنا يثار السؤال.. ما هي الأدوات الإعلامية التي روجت للشائعتين؟

الأدوات الإعلامية التي روجت للشائعتين هي قناة العربي، التى يمكلها عزمى بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والذى قدمته قناة "الجزيرة" كمفكر لليبرالية العربية الجديدة، والذى أقسم يمين الولاء لإسرائيل طول فترة عضويته.

قناة العربي هي تجسيد للتحالف الإسرائيلي التركى القطرى فى المنطقة، ولها نفس الدور الذى تلعبه قناتا "الجزيرة" و"مكملين"، المثير هنا أن هذه القنوات تم إنشاؤها وبثها بخبرات وبث من بريطانيا.

ليس ذلك هو الرابط الوحيد، بين تركيا وقطر وإسرائيل، هناك دلائل مادية على اشتراك الدول الثلاثة في استراتيجية واحدة ليست تجاه ليبيا وحدها، وإنما تجاه سوريا والعراق أيضًا.

قامت إسرائيل فى وقت الحرب الأهلية فى لبنان، بتكوين ميليشيات عسكرية أسمتها "جيش لبنان الحر" وكانت هذه الميليشيات هى ذراع إسرائيل فى السيطرة على جنوب لبنان بعد احتلاله من إسرائيل، الملفت حقًا أن الميليشيات التى تدعمها تركيا فى سوريا، تسمى "الجيش السورى الحر"، وهى الميليشيات التي روجتها الجزيرة القطرية ومنحتها ختم الثورية منذ بداية الحرب السورية السورية برعاية تركيا وإسرائيل، وتشترك تلك الدول في معاداتها للجيوش الوطنية في سوريا والعراق وليبيا.

في ليبيا يوجد جيش واحد هو الجيش الوطنى الليبي، وفى العراق هناك جيش واحد هو جيش العراق، وفى سوريا هناك الجيش العربي السوري، باقى أركان المشهد هي ميليشيات وسرايا وظيفتها هي الفوضى وتوجيه الأمور داخل البلدان المستهدفة لمصالح أطراف خارجية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط