حب مشروط !!

دائمًا ما تمنعنا البدايات الرائعة عن رؤية الحقيقة ، نرفض التفريط في حالة الوهج واتقاد المشاعر المصاحبة للانبهار الأول ، فنتغاضى عن كل شيء ، ونتناسى بعض أمور ستنغص علينا حياتنا في القريب العاجل .
كل شخص منا لديه مواصفات ما ، طريقة ما وحلم ما ؛ لحياة يريد أن يعيشها وشخص يود أن يشاركه تلك الحياة، ويلفت انتباهنا شخص لأنه يتميز بمواصفات شكلية جذابة بالنسبة لنا ، ثم نبدأ بمرحلة التعارف .
إذن الانجذاب لشخص ما واتخاذ قرار بأنه يصلح لمشاركتنا تجربة علاقة عاطفية ؛ هو أمر مشروط !!
مشروط بحدوث توافق معقول بين ما نحلم به ونريده ، وبين الخلطة التي تكوّن ذلك الشخص المرشح لعلاقتنا العاطفية .
الكثير من المتخصصين في العلاقات العاطفية والطب النفسي ، يحذرون بشدة من (الحب المشروط) .
إذًا كيف يحدث ذلك ؟!
يحدث ذلك عندما نؤجل التفكير والتمحيص ، بأحد الشروط الهامة التي يجب أن تتوافر في شخص ما ، نريد الارتباط به عاطفيًا ، وهذا الشرط أو الصفة ستقف عائقًا في المستقبل أمام قدرتنا على الاستمرار في تلك العلاقة .
ماذا أعني هنا بالتحديد ؟
أعني أن كنا نرغب في بناء علاقات حقيقية وصحية ، يجب أن نحرص على انتهاء مرحلة مراجعة المواصفات الإنسانية ، التي نريدها في شريكنا المحتمل ، وشروطنا لشكل حياتنا بعد الارتباط ، كل ذلك يجب أن ينتهي في مرحلة الإعجاب والانجذاب .
ومن ثم نقبل الطرف الآخر كما هو بمميزاته وعيوبه ، ونتخذ قرارًا لا يصح أن يشاركنا اتخاذه أي شخص آخر؛ بالتعايش والتطور والعطاء .
لأنه ببساطة شديدة بعد الارتباط الفعلي ، محاولة اي طرف من طرفي العلاقة ، فرض شروط علي الطرف الآخر، وتعليق استمرار تلك العلاقة أو إظهاره الرضا وتبادل المشاعر ؛ على تنفيذ الطرف الآخر لذلك الشرط هو محاولة وضعية ولا أخلاقية وابتزاز عاطفي وجريمة مكتملة الأركان ..
ونتيجته بلا شك ؛ علاقة مرضية ومزيد من الابتزاز يقابله مزيد من التنازلات .
وفي النهاية :
السبيل الوحيد لنجاح أي علاقة هو الصراحة والوضوح ، منذ اللحظة الأولى التي نتأكد فيها بوجود الإعجاب المتبادل، وأن نعترف بكل أمانة لبعضنا البعض ؛ عن قدرتنا على العطاء والتحمل في معظم التفاصيل ، وعن مواصفات وشكل الحياة التي نرغبها ونحلم بها ، وأن نستوعب أنه بعد قبول بعضنا البعض ، وحدوث التوافق الحقيقي، وتناسب وتوافق رؤيتنا للحياة ، شروط استمرارنا في العلاقة هو التزامنا نحو اتفاقنا المؤسس للعلاقة ، واحترامنا وتقديرنا لشريكنا في العلاقة .
وأخيرًا : يمكن بكل بساطة أن نستوفي كل أحلامنا وشروطنا في البداية ، وأن نكون على قدر المسئولية ، ونتوقف عن التسبب بالألم للآخرين .