الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطائفية السياسية..مُخلفات الحرب الباردة


هناك سياسيون يخدمون مواقف طائفية .. ودورهم هو اللعب على أوتار الحوادث ذات البعد الدينى .. لكن ليس هذا موضوع المقال.

من مظاهر الفوضى .. هى ظهور الطائفية السياسية .. والطائفية السياسية ليست تنوعا أو ديمقراطية .. الطائفية السياسية هى صناعة منظومات فكرية غير قابله للتعايش وغير صالحة للبناء .. فيصبح مستقبل كل الطوائف هى الصراع العدمي الذى لا ينتج سوى فوضى مصالح وفوضى مجتمع .

الطائفية السياسية لا يمكن أن تٌشكل نظامًا سياسيًا .. إذ ان كل طائفة تريد أن تكون هي النظام السياسي وليس جزءًا منه .. والمشكلة هنا أن الطائفة تحكمها روح القبيلة .. تنظر للأمور العامة انطلاقًا من مصالح وافكار الطائفة السياسية .. وليس من مرآة المجتمع ومصالح مكوناته .

الطوائف السياسية لديها شعارات سياسية .. لكن لا برنامج لها .. وشعاراتها تمثل ثوابتها الفكرية .. وهذه الثوابت هي وقود المعارك التي تشتعل .. ذلك لأن ثوابتها ليست من داخل المجتمع .. أو معبره عنه .. فليس لدى الطائفة نظرية سياسية تنتج ثوابت .

الطوائف السياسية لديها مُحرمات ومقدسات .. وقد تكون تلك المقدسات أشخاص أو أحدث أو وقائع تاريخية .. وتبدًا هذه الطوائف تدوير الأزمات فيما بينها .. ثم تركيب تلك الأزمات على المجتمع .. والمشكلة هنا تكمن في أن هذه المقدسات تصبح مع الوقت مجال للمزايدة من داخل الطوائف .. وتتحول لاحقًا الى حالة استقطاب في المجتمع .

تقوم الطوائف السياسية على ممارسات من النفاق الفكرى والسياسي في داخلها وعلى المزايدات في المواقف خارجها.. وتحكم ممارستها الانانية .. وتحقير الاخرين .. والشعور بأنها وحدها صاحبة الحق .. وانها الفرقة الناجية.

الطوائف السياسية .. مهمتها التعطيل والتأزيم .. ومن باب الاستستهال تعيد تكرار الشعارات في كل مرحلة تقوم فيها بمناقشة قضايا المجتمع .. هي فعليًا لا تجيد الحديث الموضوعي .. فهى على سبيل المثال لن تتحدث عن حل لمشكلة عجز الموازنة .. إلا بالمزيد من الشعارات والجمل التلغرافية .. لكنها أبدًا لن تُجهد نفسها في تكوين برنامج لحل لمشكلة الموازنة .

النجومية داخل هذه الطوائف السياسية .. تقوم على التشدد والتعصب .. وكلما كان صوتك أعلى كنت في الصدارة .. لذلك لا تتوقع إلا أن تجد أن اكثر المتاجرين الصارخين بشعارات الطائفة .

الطائفة السياسية والفساد .. وجهان لعملة واحدة .. لا انفصال بينهما .. والغريب أن الطائفة السياسية تتمركز مصالحها على عدم التغيير أو الإصلاح .. فهى تستمد شرعيتها السياسية لدى اتباعها من استمرارا الازمات .. لذلك تعتبر هي بممارساتها وافعالها أكبر عراقيل التغيير والإصلاح .

الطوائف السياسية .. لم تصنع تغييرًا حقيقيًا في أي بلد .. لأن المنتمين لها .. غير قادرين بطبيعتهم وممارستهم على قيادة اصلاح من أي نوع .. ذلك لأن ادوارهم دائمًا انتقالية وأقرب الى التفكيك .. هكذا أراد من صنع الفكرة .

السياسة الحقيقة .. هي حوار دائم بين كل الأطراف السياسية .. يتفق فيه الجميع أو يختلف حول برامج وآليات وسياسات إدارة الدولة . وفارق كبير بين من يختلف على أساس شعارات ومن يختلف على أساس برنامج .. الأول يتاجر بالشعار وبالمجتمع .. والثانى يسعى جاهدًا ليكون فاعلًا وبديلًا ناجحًا .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط