الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مبادرة مصر جميلة


أعتز كثيرًا بكوني مصرية رغم كل ما عانته بلادنا الحبيبة من ضغوط وحروب ومؤامرات، وأحمد المولى عز وجل أن أعطاني من نعمه نعمة الفن والتخيل، وعلى الرغم من كونها نعمة جليلة أتذكر دائمًا فضل الله عليّ بها، إلا أنها عذبتني كثيرًا كلما رأيت ماهو قبيح لا معنى له، واجهات تحمل كل معاني الكآبة والبؤس، بيوت تبعد تمامًا عن معنى مفاهيم الجمال، ميادين تفتقد لمفهوم الفن، شوارع ينقصها الكثير حتى تصبح شوارع تُحْيي البشر وليست شوارع تبعث برائحة الفقر والجوع وشدة الاحتياج.

كلما مررت في أحد الطرق التي تحمل كل معاني البؤس أتخيل كيف يمكن أن تكون جميلة رائعة بأبسط الإمكانيات الممكنة، كيف ندخل البهجة والفرح على قلوب أبناء هذا الوطن بأنامل كرمها الله بنعمة الفن والإبداع.. فكرت كثيرًا حتى آتتني فكرة إذا تم تنفيذها على الوجه الأكمل سوف تغير الحال إلى النقيض، وسوف تتحول شوارع وميادين هذا الوطن إلى مزارات فنية ومتاحف تعبر عن الحضارة الحديثة على أيدي الفنانين المصريين، وبالفعل عقدت العزم وتوكلت على المولى لطرح فكرتي على كبار المسئولين حتى تدخل طور التنفيذ ويتحقق الحلم الذي طالما حلمت به أن تتحول مصرنا الحبيبة إلى وطن يحمل كل معاني الجمال، وطن تُعَبِرُ شوارعه وميادينه عن مشاعر وأحلام بني هذا الوطن بأنامل مبدعة.

هل تعلم أنك تستطيع أن تدخل الفرح والسعادة على سكان العشوائيات والبيوت الفقيرة وتغير ما بداخلهم من مشاعر البؤس لمشاعر البهجة والسرور؟ الحياة ليست فقط طعام وشراب رغم أهميتهم الكبيرة لحياة بني الإنسان الذي لا يستطيع أن يحيا إذا لم يتوفر لديه قوط يومه، الحياة عين ترى وقلب يشعر، فالمرء يحتاج لأن يشعر بآدميته في الحياة، إذا إرتاحت العين فتحت باب السرور والبهجة بكل سهولة ويسر، فهل نستطيع أن نتكاتف جميعًا ونوفر لهؤلاء البشر قدر من الراحة والبهجة والشعور بالآدمية؟ حتي نُذْهِب كل مشاعر الضيق والفقر والإحساس بأنهم بشر من الدرجة الثانية التي تحيا فقط بحثًا عن لقمة العيش؟ هؤلاء لم يُمْنَحُوا نعمة السعادة ومتعة السفر والتغيير كما يحدث مع باقي بني البشر ميسوري الحال.. على العكس تطاردهم أشباح الفقر والاحتياج.

هل تعلم أن هؤلاء فقراء ليس بإرادة المولى عز وجل بل بتقصير من الأغنياء من بني هذا الوطن؟ إذا اتبع الغني سَنَن الأنبياء والكتب السماوية وأعطى كل محتاج حاجته لن يكون على أرض مصر محتاج أو فقير تملؤه مشاعر الحسرة تجاه أمثاله من بني الوطن من يحيون الحياة الميسورة المرفهة.. العطاء هو أساس كل الأديان بعد التوحيد بالله عز وجل والإيمان به وبقدرته.. وهو من سَنَن الأنبياء، عطاء غير مشروط، عطاء خالص لوجه المولى عز وجل، فهل يمكن أن يتحقق الحلم ونستطيع أن نقف جميعًا مع هؤلاء لنفتح عليهم أبواب الأمل والتفاؤل؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط