الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المطبلاتية والمبرراتية ..!!


اتهام صريح ومباشر وجهه لي أحدهم ردا على ما كتبته عن قانون الجنسية والإقامة .. اتهمني صديقي بأني مبرراتي .. وبعد مناقشات وجدال طويل قال لي مباشرة " أصلك دايما بتدافع عن الحكومة ومش بنشوفك بتتكلم ضدها أبدا " ..

ولأن آخر ما كنت أتوقعه أن يتهمني أحد بأنني من المبرراتية أو من المطبلاتية فقد أغضبني ما كتبه الصديق العزيز في البداية ولكن بعد فترة وجدت أنه كشف لي عن بعض التوجهات التي تسعى جاهدة لإحباط أي صوت يتنافى مع معتقداتهم بل وإخراسه وكتمه حتى لا يتكلم أحد بما لايعجبهم ولا يرضيهم..

صاحبنا اتهمني بذلك وطلب مني لأن أوضح رأيي في خروج مصر من التصنيف العالمي للتعليم مدعيا أني أنافق الحكومة ولا أهاجمها .. ولكنه نسي أو تناسى عامدا متعمدا أني كتبت أكثر من مقال أهاجم فيه وزيرى التعليم السابق والأسبق لأن سياستهما كانت للأسف الشديد ضد التعليم بشكل مباشر ..

المشكلة في أصحاب التوجهات الإخوانية والثورية – وصاحبنا هذا منهم – لايرون إلا ما يعجبهم هم وينكرون ما سواه لو كان على غير هواهم .. لأنه لم يقرأ مقالا واحدا هاجمنا فيه الحكومة والبرلمان والكثير من الوزراء وآخرهم وزير الداخلية نفسه !

والحق أن هؤلاء أمرهم عجيب .. فهل المطلوب منا حتى لانكون مبرراتية أن نؤيد التفجيرات التي تقع على أيدي من يدعون لتأييدهم ودعمهم .. هل المطلوب منا أنا نؤيد داعش وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة والقاعدة أو حتى الاشتراكيين الثوريين حتى نكون على هواهم وعلى مقاس دماغهم ؟؟

هل المطلوب منا أن نرى ضباط الشرطة وأفرادها يموتون كل لحظة على أيدي الإرهابيين ثم نهاجم الداخلية ونردد شعارات خايبة من عينة "الداخلية بلطجية" .. هل المطلوب أن نساند رجالنا وأولادنا في الشرطة في حربهم ضد الإرهاب أم نهاجمهم حتى لا نتهم بالتبرير والتطبيل؟؟

هل المفروض أن نهاجم الجيش المصري الذي أفشل مخطط ومشروع الشرق الأوسط الكبير.. والذي حمى مصر بفضل الله ثم بقوة رجاله وبدماء شهدائه .. هل المطلوب أن نقف ضد الجيش الوحيد الباقي بالمنطقة العربية وحائط الصد الأخير ضد مؤامرة إعادة تقسيم المنطقة بكاملها كما حدث في العراق ويحدث في سوريا وكما حدث في اليمن السعيد الذي تم تقسيمه لست أقاليم ومازالت الحرب فيه لم تضع أوزارها ؟؟

هل المفروض أن نهتف بشعار " يسقط يسقط حكم العسكر " حتى نعجب السادة النشطاء ومؤيدي وأعضاء الجماعة الإرهابية ومن والاهم .. ؟؟ هل المفروض أن نرفض أي مشروعات تنموية وأن نقوم بتسفيه أي مشروع جديد لمجرد أن يظهر فشل النظام والرئيس الحالي ؟؟

هل المفروض أن نسكت عندما نرى فضائيات العار تشعل النيران في الوطن بشائعات وتحريض ونشر للفتنة ..؟؟ هل المفروض أـن نسعى لتأجيج الصراع مع المسيحيين في بلادنا حتى يرضى هؤلاء عنا ويخلعوا عنا صفة المبرراتية والمطبلاتية ؟؟

هل الحديث عن تآمر قطر وإنفاقها للمليارات لإسقاط مصر وتمويلها للجماعات الإرهابية ودعمها بالسلاح والمال هو نوع من التبرير والتطبيل ؟؟

وهل الحديث عن المؤامرة العثمانية على مصر ومحاولات إسقاط مصر سعيا لاستعادة الخلافة على يد الخليفة العثماني أردوغان هو نوع من التبرير والتطبيل ..؟؟

وهل رفض تفاهات النشطاء والثوار إلى ما لانهاية ومحاولات ضرب الوطن عن طريق نخبة كاذبة مدعية منتفعة حققت الملايين من وراء الاتجار بالوطن والوطنية هو نوع من التبيرير والتطبيل للنظام وللحكومة ؟؟

وهل الحديث عن المؤامرة الكبرى على مصر من قبل أجهزة مخابرات ودول يعرفها الجميع وبدعم ورعاية أمريكية لصالح إسرائيل دلوعة ماما أمريكا حتى تكون هي القوى الوحيدة في الشرق الأوسط .. هل هذا الحديث من قبيل التبرير والتطبيل ؟؟

ورغم ذلك فقد هاجمنا الحكومة عندما ارتفعت الأسعار وعجزت عن السيطرة على الأسواق ورفضنا وما زلنا نرفض الارتفاع الجنوني وغير المسبوق ولا المقبول للأسعار .. هاجمناها لصالح المواطن الغلبان المطحون الذي لم يعد له إلا الله ..

وهاجمنا الحكومة في مقال بعنوان " حكومة مستفزة " عندما تقدمت للبرلمان بمشروع لزيادة مرتبات الوزراء بسبب ارتفاع الأسعار .. هاجمناها لمسئوليتها عن ارتفاع الأسعار وعدم مواجهة جشع الجار واستغلالهم للأزمة في مقال بعنوان " حكومة وتجار وبينهما شعب".

وهاجمنا البرلمان أكثر من مرة لأن السادة النواب لم يقدموا للشعب مايرضي طموحاته ولم يكونوا على مستوى المسئولية في مواقف كثيرة رفضها الشارع وغضب منها.

وهاجمنا الوزير العجاتي لأنه صرح بإمكانية المصالحة مع الإخوان أثناء توليه مسئولية الوزارة وطالبناه بالاحتفاظ بآرائه الشخصية لنفسه !

وغير ذلك كثير .. والآن نسأل .. هل الوقوف في صف الوطن في كل أحواله ومساندة الدولة في مواجهة المؤامرات والمكائد الخارجية والداخلية هو نوع من التبرير والتطبيل ؟؟ وهل من الوطنية أن يكون الوطن في كبوة يعلمها القاصي والداني ولا يراها بعض المنتفعين والأغبياء ثم نهاجمه ونعمل بكل قوة على تفتيت قوته وإضعاف جيشه وشرطته حتى تأتي الفرصة الملائمة للانقضاض على بقايا الدولة وعودة رموز الجماعة وقيادات النشطاء من الخارج بعد أن أصبحوا الان كروتا محروقة أمام الشعب ولكنهم يعيشون على أمل العودة للحكم أو العودة لميدان التحرير مرة أخرى !

ياسادة .. دعم الوطن في محنته ليس تبريرا ولا تطبيلا .. بل وطنية يعلم معناها فقط من يؤمنون بأوطانهم بلا حدود .. ولكنها الاتهامات المعلبة سابقة التجهيز لكل من يدافع عن وطنه ويقف في خندق المدافعين عن وحدته وقوته.. ولو كان دعم الوطن والوطنية تطبيلا وتبريرا فنحن لها .. ونعم التبرير ونعم التطبيل !!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط