هل تصوم الفضائيات عن الفتن فى رمضان ؟!

لم تشهد الساحة الإعلامية ، وخاصة على القنوات الفضائية لغطا ،وجدلا، وتجاوزات كتلك التى حدثت فى هذا العام والتى لا تزال تحدث حاليا ،وعن قصد بحثا عن نسب مشاهدة أعلى واكبر ..
فبعد أيام من الجدل الذى أثير حول برنامج دينى للراقصة سما المصرى ،فوجئنا بأخبار حول برنامج دينى تقدمه الراقصة بوسى سمير وانها وقعت عقدا مع إحدى القنوات بالفعل ..
وسواء كان الخبر صحيحا أم شائعة ، فالنتيجة هى ان الدين أصبح مستباحا على القنوات الفضائية ..فبدون الإفتاءات والتصريحات المغلوطة ، والمغلفة بقنابل يتم تفجيرها فى وجوه أبناء هذا الوطن من خلال برامج التوك شو ..ما كنا لنعيش هذا السخف من التصريحات والإفتاءات فى أمور لسنا بحاجة اليها حاليا.
عاش علماؤنا الأجلاء رحمهم الله أمثال أحمد حسن الباقورى وعبد الحليم محمود والشعراوى ، وتقلدوا مناصب عدة ، وبلغوا من العلم الكثير ، ولم تصدر منهم مثل ما يصدر حاليا من تصريحات تعكر صفو حياة المصريين كل يوم.
واذا كنا قد تخلصنا من رواسب مشايخ عرفوا فى فترة ما بتجار الدين على الفضائيات ، وجاء الخلاص منهم بيد المشاهد نفسه الذى لفظهم بكل برامجهم وقنواتهم ،فالمشاهد قادر أيضا أن يتخلص من كل ما هو ساع لتقليدهم والمتاجرة بالدين ومحاولة إعادة الصورة المزرية التى عشناها فى فترة ما لا داعى لذكرها.
ونحن مقبلون على أيام مفترجة ، وهو شهر رمضان الكريم ، لماذا لا تعلن الفضائيات توقفها عن بث برامج تثير الفتن بين أبناء الشعب ، ونكتفى ببرامج علماء أجلاء يثق فيهم الشعب وفى إفتاءاتهم كالشيخ أحمد الطيب ، والشيخ على جمعة، والشيخ مبروك عطية مع الإحتفاظ بألقابهم ..
الدين ليس سلعة كى يتاجر به ببرامج ، وليس كل من ترتدى الحجاب من الفنانات تصلح لتقدم برنامجا دينيا ، فقد حدث أن قدمت بعض الفنانات والإعلاميات برامج دينية وهن بالحجاب ثم عدن وقدمن برامج عادية ، ثم عدن للتمثيل ، ثم خلعن الحجاب ..وهى وإن كانت حرية شخصية فما ذنب الدين ،وهل الفضائيات فرغت فيها الفكار لتبحث عن راقصة لتقدم برنامجا دينيا ، أم هو إستخفاف بعقول الناس ..
ما يقدم ليس فقط تشويها لصورة القناة ، ولا حتى الإعلام المصرى ، بل هو تشويه لصورة الوطن فى الخارج ، وفى الداخل .. فلنتوقف عن بث هذه الأفكار وهذه البرامج ونصوم عن الفتن الفضائية.