الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ردود تركية وليست قطرية


هل يكفى بئر غاز حتى ولو كان كبيرًا .. ليكون أساس علاقات استراتيجية تجمع تركيا وايران وقطر؟ .. الإجابة لا.. لأن هذا البئر سيتحول الى عامل صراع أكثر منه عامل تكامل .. ووقتها ستفرض موازين القوى على قطر .. أن تصبح في موقف ضعف .. وربما توظف تركيا نفوذها الذى وصل الى فرض الحماية على قصر الأمير .. كورقة تفاوض في ملف العلاقات التركية الإيرانية.

الأمير القطرى تميم لم يدرك حتى الأن.. أن وفورات الغاز وقناة الجزيرة ومجموعات الإرهابيين التي يؤيهم .. ليست أكثر من أوراق تخدم اطراف أمريكية تستخدم السياسة التركية، والسياسة التركية تعيد توظيف هذه الأوراق في إطار مصالحها المشتركة مع ايران تارة وإسرائيل تارة أخرى.

استطاعت تركيا أن تجعل قطر محفظة أموال لها .. وقطر تتصور أنها صاحبة لعبة .. تنفق قطر على احتياجات السياسة التركية وصراعاتها مع مصر في جنوب وشرق البحر المتوسط .. وفى هذا الاطار تحولت قطر للعب كمحولجي .. بين تركيا وإسرائيل .. وتركيا وايران.

قطر تحاول أن تشترى العلاقات .. لكن من تشتريهم بحكم فارق الموازين يحركونها كما يريدون .. لذلك فإن قطر التي تصنع خطابها بواسطة عزمي بشارة وفتاوى القرضاوي .. تدرك أنها لا تستطيع التأثير لا على خطابها السياسي ولا على علاقاتها بالإرهابيين.

يبدوا أمام الجميع أن قطر متناقضة .. الحقيقة أن ذلك هو تأثير تنازع القرار التركي والإسرائيلي والايرانى في الدوحة .. فكل منهم يمتلك القدرة على شد طرف جلباب الأمير من جهة.

ما الذى يمتلكه تميم اليوم .. هل يتصور أحد أنه يمتلك قراره .. الدوحة الآن تحت الاحتلال التركي .. باستدعاء من الأمير القطري .. الذى طالعنا في بداية الأزمة ببيان مضحك .. قال فيه إن الدول الأربعة ويقصد مصر والسعودية والامارات والبحرين، يسعون للنيل من استقلال القرار الوطني والسيادة القطرية.

دفعت قطر التكلفة المالية للأهداف التركية والإسرائيلية والإيرانية بشكل غير مباشر .. وهى الأن تدفع فاتورة الدماء التي سالت بأموالها في كل شبر في المنطقة.

حاولت الإمارة القطرية على طريقة عزمي بشارة، النائب السابق في الكنيسيت الاسرائيلي توجيه رسائل إعلامية تقول أن قطر تُعاقب على مواقفها تجاه حماس وتجاه الربيع العربي .. لكن الحقيقة أن قطر محولجي يدفع ثمن توصيل الأموال والسلاح لحساب التاجر أردوغان.

الرد القطري لم يكن قطريًا .. كان تركيًا .. فالدوحة الآن مدينة محتلة .. والقصر الأميري تحميه قوات تركيا والحرس الثورى الإيراني.

راهنت تركيا وقطر على تفكك الموقف العربي المصري السعودى الاماراتي البحريني .. وحاولت من البداية جعلها ازمة خليجية خليجية بإخراج مصر من معادلة التفاهمات .. هذا طبيعي .. فتركيا لا ترى أمامها سوى الهاجس المصري في كل شيئ .. لكن مشكلة قطر انها ما زالت تقرأ بطريقة صبى ديلر الإرهاب في المنطقة .

تركيا تعلم جيدًا .. أن حساباتها انهارت في المنطقة .. فهى الان تسعى لإنقاذ موقفها الجيواستراتيجي الصعب في سوريا .. وتحاول الإفلات من كماشة كردية .. وفى ليبيا سقطت خياراتها كاملة .. والتي كانت آخرها استخدام السودان بوساطة مع قطر للتأثير على الأوضاع في جنوب ليبيا .. وهى الآن تواجه خطر قطع ذراعها الإقليمي في الدوحة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط