الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغضبوا .. أو موتوا ..


وكعادتنا في كل مرة يقع فيها شهيد أو أكثر من أبنائنا في الجيش أو الشرطة في عمليات قذرة تقوم بها جهات أكثر قذارة وحقارة لأنها تجبن عن المواجهة وجها لوجه فتتعامل بالسيارات المفخخة والتفجيرات عن بعد أو بإلقاء بعض المغيبين المغسولة عقولهم ليقوموا بعمليات انتحارية .. كعادتنا في كل مرة نغضب قليلا ثم نهدأ ونعود كل لحاله ونعود لحياتنا التي تسير بشكل أكثر من الطبيعي ثم ننسى الشهداء فهم في معية الله .. وننسى أيضا المصابين الذين يتحولون مع الوقت إلى أشخاص عاديين ينسى الجميع بطولاتهم وتضحياتهم وقد يتجاوز البعض ويتعنت في التعامل معهم كما حدث مع حالات أعرفها جيدا !

إذن فهناك مشكلة أكبر مما نتخيلها .. ففي كل مرة نغضب مؤقتا ثم ننسى أو نتناسى عمدا .. وهي المعضلة التي لاحل لها .. ولو بقي الحال على ما هو عليه فلن يستطيع الجيش وحده أن يواجه الإرهاب .. ولو ظللنا على حالنا هذا في المواجهة مع العدو فلن تستطيع الشرطة مواجهة القتلة وسفاكي الدماء والإرهابيين.

إذن ما المطلوب من شعب يغضب قليلا ثم ينسى .. المطلوب أن يكون حائط الصد الأول مع جيشه وشرطته .. المطلوب أن يكون داعما للجيش والشرطة في كل وقت وحين .. المطلوب أن يكون هو الحماية والسند والدعم المباشر للجيش والشرطة.

المطلوب من الشعب أن يكون داعما للجيش والشرطة لا هادما لهما .. ونظرة واحدة على بعض الصفحات والمواقع الإلكترونية تؤكد وجود خلل لابد من علاجه سريعا .. فهناك بالطبع الصفحات الإخوانية والثورية التي تعتبر الجيش والشرطة عدوهما الأول والأخير .. ولذا كانت الشماتة فيما حدث لجنودنا وأبنائنا واضحة ومعلنة .. فقد اعتبر هؤلاء أن ما حدث هو انتقام من الجيش وردد بعض الأغبياء هذه التخاريف الإخوانية التي نشرتها مواقعهم وصفحاتهم الحاقدة وردد النشطاء ودعاة الثورة عمال على بطال نفس الكلام الفاضح والحاقد.

وهؤلاء المغيبون والحاقدون والكارهون لمصر لا يعلمون أن جيشهم هو الذي حماهم بفضل الله من مصير أسود كان من المحتم أن نصير إليه جميعا لولا أن من الله علينا بجيش من أبنائنا وليس جيشا محتلا ولا مجرد عسكر كما يرددون ليل نهار مقابل دراهم معدودات دخلت جيب البعض منهم فأصبح كل همه أن يسب الجيش ويردد شعار " يسقط يسقط حكم العسكر".

ياسادة أفيقوا الآن واغضبوا لجيشكم وإلا فستكون الواقعة التي لن ينفعكم فيها الندم ساعتها .. ولتعلموا أن مصر في مواجهة مباشرة مع عدو لا يرحم .. عدو تاريخي لن يترك مصر لتهنأ باستقرار ولا بقوة ولا بمال ولا بمشروعات عملاقة.

الحرب المباشرة ليست مع مجرد جماعات متطرفة أو جماعة أو تنظيمات إرهابية بل مع أنظمة ودول وأجهزة مخابرات تظهر منها في الواجهة دولة نكرة اسمها قطر ولكنها في الحقيقة ليست هي العدو الصريح فهناك من يحركها ويدفعها لتمول وتنفق المليارات لضرب أي استقرار في المنطقة ويكفي أنها أنفقت مئات المليارات كدعم للمتطرفين في الصومال ودول أخرى لتنشئ كيانات متطرفة تهدد الشرق الأوسط كله .. أما مصر فهي حجر الزاوية الذي تسعى قطر بكل قوتها لهدمه وهو ما لن يكون بفضل الله.

قطر قد تكون وراء العملية الإرهابية الأخيرة التي راح ضحيتها خيرة شباب مصر ولكنها ليست اللاعب الرئيس بل هي مجرد قطعة على لوحة الشطرنج يحركها آخرون .. هناك أمريكا وإسرائيل .. ولنعلم جميعا أن الحرب الدائرة الآن هي لمصلحة إسرائيل فقط وليست لصالح أي حاكم عربي أو نظام من الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط .. والدليل أن كل دول المنطقة عانت وتعاني من العمليات الإرهابية والتفجيرات والقتل وسفك الدماء إلا إسرائيل هي الوحيدة التي تنعم بالسلام والهدوء والأمن والأمان .. ليس لأنها واحة الديمقراطية ولا منبع السلام بل لأنها هي المحرك والداعم لكل إرهاب يقع في المنطقة !

ولا تصدقوا من يروج لمقولة أن إسرائيل صديقة لمصر وأن إسرائيل ترى أن السيسي هو كنز استراتيجي لها .. فاليهود هم العدو التاريخي والوحيد لمصر وما عداه مجرد أدوات يتم تحريكها واستخدامها لصالح اليهود.

أما من يشمتون في جيشهم وشرطتهم وأبنائهم فهم إما خونة صرحاء يعادون بلادهم دون خجل أو أغبياء لايدركون حقيقة الخطر الذي تواجهه مصر .. أليس هناك من خرج علينا ليردد أن الحكومة ستدبر تفجيرا أو هجوما انتحاريا لتغطي على رفع أسعار البنزين ولتلهي الناس عن الحديث في هذا الموضوع .. وكأن التفجيرات والاعتداءات لن تزيد من الغضب الشعبي.

أليس هناك من خرج فرحا ليهنئ رفقاء الكفاح بسقوط شهدائنا .. أليس هناك من تمنى أن يسقط عدد أكبر من الجيش المصري .. أليس هناك من كبر وهلل بمجرد الإعلان عن الخبر المفجع .. ؟؟؟

وأمام جماعات الخونة والمرتزقة تقف غالبية الشعب المصري الذي يحزن على أبنائه من شهداء الجيش والشرطة الذين يسقطون في المواجهات المستمرة بقلوب مؤمنة تنتظر الشهادة بفارغ الصبر .. وهذه الأغلبية الشعبية التي تحزن يجب أن يتحول حزنها إلى غضب عارم يحرق أعداء الوطن .. فالحزن وحده لا يكفي .. والغضب المكتوم لايكفي .. فادعموا جيشكم وارفضوا أي تحريض ضده أو أي مزاعم يطلقها أعداء مصر وأذنابهم في الداخل لنروجها نحن بحسن نية أو بسوء نية أو بغباء شديد.

العدو للأسف الشديد يعمل بكل قوته وهمته ليضعف مصر وجيشها فلا تكونوا عونا له على جيشكم وشرطتكم .. وتذكروا جيدا أن من صنع التنظيمات الإرهابية هو عدو لكم فاحذروه .. أمريكا التي تجيد تمثيل دور الصديق هي التي صنعت طالبان والقاعدة وداعش وهي التي تروج لهم وتمنحهم القوة والدعم وهي التي تحرك قطر لتمولهم وتدعمهم سياسيا وإعلاميا وماديا.

وهي التي تحمي مصالح إسرائيل المستفيد الأول من كل ما يحدث بالمنطقة العربية من خراب.

ولكل من يروج الشائعات ضد جيشه أو يشمت فيه وفي موت رجاله الأبرار نقول إنكم لن تهدأوا إلا لو شاهدتم الرايات السود تعلو دياركم وتسعدون بمشاهدة نسائكم سبايا وأبنائكم غلمان تحت سيطرة الدواعش الذين لن يكتب لهم الله النصر في مصر أبدا.

أخيرا وليس آخرا .. اغضبوا لجيشكم وشرطتكم أيها المصريون .. فليس بعد الكرامة شيء .. اغضبوا أو موتوا .. يرحمكم الله ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط