الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلان شرم الشيخ..عودة القوة الناعمة المصرية


عشنا لفترة طويلة نتخيل أن القوة الناعمة المصرية هى الأعمال الفنية فقط أو الأغاني .. فى منتدى شباب العالم .. بدأنا التأسيس لنموذج جديد من أدوات القوة الناعمة المصرية .. وإعلان شرم الشيخ شهد تدشين تجربة جديدة فى عملية تطوير المجتمع المدني بأولويات شعوب العالم الثالث وليس أجندات القوى الكبرى.

تضمن خطاب الرئيس توصيات منتدى شباب العالم وبالنص كما قال إنه إعلان شرم الشيخ .. والإعلان هنا .. جاء ليؤكد أن منتدى شباب العالم ليس حالة مؤقتة أو عابرة .. فمصر اليوم تبنى بناءً حضاريًا متكاملًا .. ولن تتعامل مع قضايا المستقبل بالقطعة أو بعفوية.

تستيقظ مصر بعد ثُبات طويل .. وهى تدرك اليوم أن دورها الجيوسياسي والاستراتيجي عالميًا ليس سوى انعكاس لدورها الحضاري .. فمصر هي البلد التي أهدت فكرة الدولة والمركزية للعالم .. وهى أيضًا بتاريخها الحضارى والإنسانى كانت حضارة سلام، لم تكن حضارة قتال أو عنف أو احتلال.

عاش المصريون طوال تاريخهم حضارة إعمار وانسجام مع الذات ومع الأرض التي عاشوها وبنوها عبر آلاف السنين .. هذا المجتمع بنى حوله الحضارة .. ببساطة المصري الإنسان الذى سبق زمنه.

الحضارة ليست مستوى اقتصادي أو علمى وتكنولوجى فقط .. فكل تلك العوامل هي تعبير عن التقدم والنجاح لمنظومة الإدارة وحجم الأعباء الملقاة على عاتقها .. لكن الحضارة في جوهرها .. هي تعبير عن الانسجام الثقافي والإنساني .

هناك دول كبرى متقدمة اقتصاديًا تحاول أن تحتوى بالمال وبالسلاح انقساماتها الاجتماعية وتفكك هويتها وثقافتها.

لكن أسأل نفسك .. هل هناك بلد مثل مصر والمصريين .. مائة مليون يعيشون بموازنة عامة ضعيفة بهذا الحجم .. أو أن ترى بلد تُضرب فيه منظومة الأمن الداخلى كما حدث في 28 يناير 2011 .. فتجد المصريون يهرعون للشوارع ليكونوا لجان شعبية لتنظيم الأمن .
 
الحضارة المصرية هي تجسيد لفكرة التماذج الحضاري .. لا تجد للمصريين شكل معين .. فهم خليط اجتمع ونتج عن التقاء حضارات العالم القديم والحديث .. ومصدر تماسك المصريون .. هو انسجامهم مع ذاتهم .

مصر بلد لا يمتلك عٌقد نقص .. ومجتمع منسجم مع ذاته .. بالرغم من هذا الكم الرهيب من الأزمات والمشكلات .. والحرب النفسية التى يتم شنها ضد هويته الحضارية والإنسانية المنادية بالسلام .

منتدى شباب العالم .. كانت رسالة مصر الحضارية للعالم .. تلك الرسالة حملت أولويات شباب العالم الثالث .. وناقشت الازمات الحقيقية التي يعانى منها الشباب بداية من العنف والإرهاب والتمييز والبطالة والهجرة الغير شرعية وأسباب استفحالها، والتنمية المستدامة والعائد الجغرافى والذى يقصد به استثمار ثروات الأمم لصالح شعوبها .

رسخ شباب العالم رسالته في أن مكافحة الإرهاب هو حق من حقوق الإنسان .. والإرهاب هنا هو كل أشكال العنف ضد المجتمعات .. ومواجهة من يصنعون جماعات العنف المنظم ويمولونه .

ناقش المؤتمر قضية الحريات ورسخها في قبول الآخر واحترام اختلاف الرأي .. وأكد على ان الحريات العامة والخاصة لا تخضع لنموذج معين .. ولا يمكن فرضها على المجتمعات .. خاصة فيما يتعلق بالحريات والحقوق التي تتعارض مع الهوية الثقافية للشعوب .. أن للحقوق والحريات معايير واضحة أهمها الحفاظ على كرامة الانسان وصيانة حقوق المجتمع واحترام القانون الذى يضمن العدالة بين افراد المجتمع .

ان إعادة صياغة أولويات المجتمع الأهلي في العالم .. ضرورة ملحة أكدها شباب العالم .. فيما يتعلق بأن حق الشعوب في التنمية والمجتمعات في التقدم الاقتصادى والسيطرة على مواردها ومكافحة العنف والإرهاب والنهوض هو البداية لتحقيق السلام على أرض الواقع .. وان الازدواجية والاستغلال الغير مبرر لملفات حقوق الانسان في كأداة للضغط السياسي يُفقد العمل الأهلى من محتواه الحقيقي.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط