قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عزيزة الصيفي: المسلمون مروا بحالة ضلال إلى أن بعث لهم علماء الأزهر

0|محمد شحتة

قالت الدكتورة عزيزة الصيفي ، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، ان اﻻزهر سيظل الهيئة الدينية الداعمة لنشر مبادئ اﻻسﻻم الصحيحة وتوفير الحماية والتحصين العقائدي ، فقد مرت العصور واﻻزمنة واﻻزهر شامخ بما يقدمه من فكر اسﻻمى على ايدى علماء أصول الدين والمذاهب والمعتقدات الدينية والثقافية والسياسي.

واوضحت الصيفي في كلمتها بالمؤتمر الدولي لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة بعنوان "البناء المعرفي والأمن الفكري " ان ظهور بعض المتشددين والباحثين عن تقييد المجتمع بالفكر المنحرف يعود الى اسباب منها ان البناء المعرفى فى المجتمعات العربية كان محدودا لدى الفرد بسبب انتشار الجهل والتخلف الذى اصابه وكذلك اﻻحتﻻل الذى جسم على صدره ، حيث جاء المحتل الغربى يغرس فى العقول افكارا سلبية تضر بالعقيدة وتثير البلبلة واضطراب النفوس الضعيفة فلم يكن مفيدا ما قدمه من ثقافة مادية بحتة اثرت فى بناء الشخصية المسلمة ، فقد كرس اهتمامه بما يعود عليه بالمنفعة ، وما يخدم مصالحه ، كما حاول باستمرار طمس الهوية اﻻسﻻمية .

وأضافت، ان المسلمين مروا بحالة اضﻻل وتعمية الى ان سخر الله لهم علماء من اﻻزهر الشريف اجﻻء ظهروا مع بداية عصر النهضة فى أواخر القرن التاسع عشر ، حاولوا جاهدين ترسيخ مبادئ الإسلام السمحة وإعادة نشر الفكر الوسطى استكماﻻ لجهود علماء اﻻزهر منذ إنشائه ، بعد ان عانى المسلمون من سيطرة مدعى التدين والفتوى ،الذين قاسى منهم الشعب واستطاعوا تطويع الدين لما يخدم مصالحهم ومصالح السلطة الغاشمة والمحتل ، حاول هؤﻻء العلماء اﻻفذاذ نشر صحيح الدين والعودة الى ارساء دعائم الوسطية التى ينتهجها اﻻزهر ، كما حاولوا تجديد الفكر تبعا لمتغيرات العصر .

وتابعت: بعد ان مضى المسلمون حقبا من الزمن يحكمهم الفكر المتخلف والجهل المعرفي ، كاد المجتمع يفقد امنه الفكرى واﻻستقرار المعرفى لوﻻ جهود علماء اﻻزهر ، الذين حموا المجتمع من الفوضى الفكرية والتعتيم المعرفي ، وجمود كاد يعصف بالعقول ويعرقل انطﻻقها الى اﻻمام ، اﻻ ان علماء اﻻزهر ومفكريه حاولوا تعديل المسار وتقويم اﻻنحرافات الفكرية ، وتوفير الحماية والتحصين العقائدى لطالب العلم ذلك الفرد الذي حرص اﻻزهر على تعليمه تعليما عاليا ، وتثقيفه فكريا ومعرفيا حتى يستطيع ان يميز بين اﻻصيل والدخيل على اﻻسﻻم وعلومه ، فظهر كثير من العلماء ، هؤﻻء العلماء المعروفون بثبات الراى ، والقدرة علي الحوار المنطقي واﻻقناع ومواجهة الحجة بالحجة ، انهم العلماء الذين يواجهون العالم فى كل مكان بالفكر الوسطي السليم يتحلون بالذكاء وقوة الشخصية وهدوء اﻻعصاب .وأكدت اننا لم نر في علماء الأزهر انحرافا او شذوذا عن صحيح اﻻسﻻم لم ينبشوا فى التراث ﻻستخراج الفتاوى الشاذة ،التى تحدث بلبلة فكرية ، اننا فى اﻻزهر قد تربينا على الفكر اﻻسﻻمى الصحيح ، لم نتعرض فى مسيرتنا التعليمية لمثل هذه الفتاوى واتسائل عن سبب ظهورها اﻻن فى هذا التوقيت

وأكدت ان الوضع الراهن يجعل الحاجة ماسة الى اعادة توجيه الفكرالى صحيح الدين واعادة بناء الشخصية المسلمة فقد تنبه اﻻزهر لخطورة ما يمر به المجتمع من تطرف و فساد فكرى لدى بعض ابنائه ، فاخذ على عاتقه القيام بدوره الريادى الفعال لتوجيه اليات البناء المعرفى توجيها سليما ، حيث يعمل فى كثير من المواقع ، يجدد ويواكب العصر دون المساس بثوابت الدين ، يجدد ذاته من الداخل وذلك كما يلى

اوﻻ : يعدل المناهج الدراسية فى جميع مراحل التعليم تعديﻻ جوهريا ، بحيث يتناسب كل منهج مع كل مرحلةتعليمية ، سعيا من اجل تحسين مخرجات التعليم ، اى بناء الطﻻب المصريين والوافدين على اساس متين من العلم والمعرفة وترسيخ، مبدا اﻻعتدال ، واﻻعتراف باﻻخر كشريك فى المجتمع ، ليتحقق التعايش السلمى.

وقالت ان اﻻزهر يضع خططا مستقبلية للمشاركة فى بناء معرفى على اساس سليم لﻻجيال القادمة ، ان اﻻزهر يتشارك مع اﻻسرة ومؤسسات المجتمع المدنى ، والتشريعات والقوانين ، والمؤسسات التعليمية والتكنولوجية واﻻعﻻم ، لبناء معرفى جديد للفرد والمجتمع.

وذكرت ان اﻻضطرابات التى حدثت مؤخرا اساسها اضطراب الفكر وعدم التناسق بين منظومة القيم الفكرية التى يحملها الفرد وطرائق العمل التى كانت سائدة فى المجتمع ، فكان من الضرورى وجوب العودة الى اتباع المنهج النبوى قوﻻ وعمﻻ ، لبناء المجتمع المسلم الراقى بقيم رسول الله (صلى ) السمحة ،وتحرر العقل من الشبهات ، فاﻻزهر هو الحصن الحصين ضد كل انواع الميل عن الوسطية واﻻعتدال ، والبعد عن اﻻفراط او التفريط.